توفي مولودان خِدِّيجان بالمركز الصحي لإملشيل، فيما رفض والدهما "السماح بنقل زوجته ومولوديهما صوب المستشفى الإقليمي لميدلت بسبب ظروف مادية خانقة"، وفق مصادر خاصة بجريدة هسبريس الإلكترونية. المولودان التوأم، اللذان توفيا عقب ساعات من ولادة مبكرة، تطلّب وضعهما الصحي نقلهما فورا نحو المستشفى الإقليمي قصد استفادتهما من حضانات. وبعد أن تمكنت المولدات بمركز إملشيل الصحي من توليد المرأة، تبين أن وزن كل واحد من المولودين لا يزيد عن الكيلوغرام الواحد ونصف الكيلو غرام؛ ذلك أن والدتهما، التي تنحدر من قصر أكدال التابع لجماعة "بوزمو"، كانت في الشهر السابع من الحمل. ورفض الوالد نقل المولودين التوأم الخديجين صوب المستشفى بسبب "قلة ذات اليد"، بالرغم من تدخل مسؤولين محليين وآخرين تابعين لوزارة الصحة وتوفير سيارة إسعاف لنقل الأم والمولودين، ليتم بعد ذلك أخذ إقرار مكتوب من لدن الأب يُحمله مسؤولية قراره، ليتوفي التوأم لاحقا. حسن بوزيان، مندوب الصحة بإقليم ميدلت، قال، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، إن "الأب رفض رفضا باتا نقل المولودين صوب المستشفى الإقليمي؛ بالرغم من كل المجهودات المبذولة لإقناعه، ووضع سيارة الإسعاف تحت إشارة المولودين ووالدتهما"، موضحا أنه "لا يعلم السبب الحقيقي وراء هذا الرفض، بالرغم من أنه سبق أن فقد توأما آخر ولد قبل اكتمال 39 أسبوعا". في السياق ذاته، قال بيان صحافي لمندوبية وزارة الصحة بإقليم ميدلت، تتوفر عليه الجريدة، إن "الأم التي تدعى ا. ه والبالغة من العمر 32 سنة وضعت، يوم السبت المنصرم على الساعة التاسعة ليلا، توأما خديجا لا يتجاوز وزنهما كيلو ونصف بالمركز الصحي مع دار للولادة بإملشيل الذي يضم 4 مولدات و4 ممرضات وطبيبة بالإضافة إلى 3 سيارات للإسعاف واحدة منها مجهزة بوسائل نقل المواليد الخدج". وتابع البيان سرده للوقائع بالقول: "كانت المرأة في حالة صحية جيدة، بعد الوضع؛ لكن المولودين الخديجين وجب نقلهما على وجه السرعة صوب المركز المتخصص في الرضع بالمستشفى الإقليمي بميدلت بالمجان وبدون تحمل تكلفة العلاج والمراقبة لإنقاذ حياتهما.. ولكن الأب رفض ذلك رفضا قاطعا، رغم تدخل السلطات المحلية بكل ثقلها وبعض الجمعيات المحلية، وعبأ الأب التزاما يتحمل فيه المسؤولية ووقع عليه وهو في كامل قواه العقلية"، وفق تعبير الوثيقة. وأشار البيان إلى أن أفراد الطاقم الطبي الموجودين بعين المكان، وبتنسيق مستمر مع المندوبية الإقليمية بميدلت والطبيب المختص، واكبوا العملية وسخروا جميع الوسائل والإمكانات المتاحة للعناية وإنقاذ المولودين؛ إلا أنهما توفيا صبيحة الاثنين. إلى ذلك، ما زالت ساكنة إملشيل تعيش على وقع وقفات احتجاجية، رفضا "للوضع الصحي بالمنطقة" عقب تعاقب الوفيات في صفوف الأمهات والمواليد؛ فقد أكدت مصادر جمعوية للجريدة أن وقفة الأربعاء ستخصص للمطالبة بإنشاء دار للأمومة مكتملة التجهيزات والمرافق، زيادة على توعية الساكنة والنساء بضرورة تتبع وفحص الحمل منذ البداية.