طالب خوليو باسوركو، المنسق والناطق الرسمي لحزب "بوديموس" الإسباني بمدينة سبتة، ب"ضرورة تعديل الوضع الدستوري لثغري سبتة ومليلية بغية ضمان انتمائهما إلى التراب الأيبيري، وبالتالي الحد من مطالب المغرب بالدخول في مفاوضات لأجل استرجاعهما أو اعتبارهما مدينتين محتلتين"، مضيفا أنه "يجب إدراجهما كمحافظتين أو إقليمين ينتميان إلى إسبانيا، لأن تمتيعهما بنظام الحكم الذاتي غير ملائم". وقال باسوركو، خلال برنامج تلفزيوني حواري تبثه القناة المحلية "Ceuta TV"، إن "سكان الثغرين المذكوريْن يعانون نوعا من التمييز داخل النظام الدستوري والترابي لدولة إسبانيا، وحكومة مدريد مطالبة بتعديل الدستور وتمتيع هاتين الرقعتين الأرضيتين بنظام إداري يتطابق مع المعمول به بباقي المناطق"؛ وهي التصريحات التي أثارت غضب كيسي تشانديرامي، القيادية في الحزب الشعبي الحاكم بثغر سبتة. وأوضحت تشانديرامي، ضمن البرنامج الحواري نفسه، أن "نظام الحكم الذاتي الذي يتمتع به الثغران لا يختلف عن التقسيم المعمول به في إسبانيا ككل، إذ بفضله تحققت ثورة تنموية واتخذت قرارات مسؤولة"؛ مشيرة إلى أن "التصريحات الذي أدلى بها القيادي بالتنظيم السياسي Podemos تبخس قيمة نظام مؤسساتي ناجح"؛ فيما رد خوليو باسوركو بالقول إن "مطلب الحزب يسعى إلى الحد من مطالب حكومة الرباط". وزاد المتحدث، المعروف بمواقفه المناوئة للطرح المغربي من قضية الصحراء، أن "دفاع الحزب عن فكرة اعتبار ثغري سبتة ومليلية رقعتين أرضيتين لا تنفصلان عن إسبانيا جاء للرد على مطالب المغرب بضمهما إلى ترابه"؛ مردفا أن "العمل بنظامين دستوريين مختلفين يعد من بين شروط وضع بلد ما ضمن قائمة الدول المستعمرة بمنظمة الأممالمتحدة، وبالتالي فإن إجراء تعديل للدستور سيلغي هذا الشرط". جدير بالذكر أنه في مثل هذا الشهر من سنة 2014 أثارت تغريدة لحزب "بوديموس" على حسابه الرسمي في موقع "تويتر" جدلا واسعا، حين قال إنه "من أجل تطبيع العلاقات مع المغرب، وتجاوز قرون من الصراع، على الدولة أن تعيد سبتة ومليلية إلى الشعب المغربي ونصبح إخوة وجيرانا"؛ وهو موقف مفاجئ لأنه صادر عن تنظيم سياسي يصنف بكونه "لا يكن الود للمغرب"، وخصوصا ضمن ملف الصحراء المغربية.