انطلق التسجيل في مسابقة تحدي القراءة العربي (النسخة الثانية) على البوابة الإلكترونية للمسابقة، ابتداء من 9 نونبر 2016، ولا يزال باب التسجيل مفتوحا أمام المؤسسات التعليمية التابعة للأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين بالمغرب وبسائر الدول العربية. ولأهمية المسابقة فإن وزارة التربية الوطنية تمنحها اهتماما خاصا ويبدو ذلك من خلال الجهود المبذولة لإنجاح المشروع من قبل المنسق الوطني ومدير مديرية المناهج فؤاد شفيقي ورئيس القسم بالمديرية مولاي عبد الرزاق العمراني ومديرو الأكاديميات، وقد أكد فؤاد شفيقي في اجتماع له مع المنسقين الجهويين للمسابقة، بأن مشروع تحدي القراءة فرصة علينا أن نعض عليها بالنواجد لأهميته ولما قد يحققه من نتائج إيجابية على التلميذ. وللتذكير فإن مشروع تحدي القراءة أطلقه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، في شهر شتنبر 2015، لتشجيع القراءة لدى التلاميذ في العالم العربي باعتبارها أساس التقدم والرقي. ونظرا لأهمية المشروع ولأهمية نتائج الدورة الأولى على التلاميذ المشاركين، فإنه يستحق بذل المزيد من الجهد حتى يشارك في النسخة الثانية من المسابقة أكبر عدد من التلاميذ، وقد عاينت النتائج الإيجابية للمسابقة في دورتها الأولى (2015/2016) عن قرب باعتباري المنسقة الجهوية لمسابقة تحدي القراءة العربي بأكاديمية فاسمكناس، حيث تم انخراط 99 مؤسسة تعليمية تابعة لأكاديمية فاسمكناس، وتم تسجيل 20 ألف تلميذ في المسابقة في نفس الأكاديمية، أنهى منهم 3600 تلميذ وتلميذة قراءة خمسين كتابا وتأهل للإقصائيات الجهوية أكثر من 300 تلميذ وتلميذة، تأهل للمسابقة الوطنية ثمانية منهم وكان بطل التحدي الوطني من هؤلاء الثمانية وهو التلميذ مروان حمدي من ثانوية مولاي إدريس التأهيلية ، واثنان آخران كانا من العشرة الأوائل وطنيا. إن مشاركة التلاميذ في مسابقة تحدي القراءة يصالحهم مع الكتاب الذي تم العزوف عنه من قبل الصغار والكبار، ومشاركة المؤسسات التعليمية في هذه المسابقة فرصة لإعادة النشء لحظيرة الكتاب وإن كان مديرو المؤسسات والمشرفون سيضيفون عبئا لأجندتهم، لكن كل شيء يهون أمام نتائج المسابقة على التلاميذ وعلى مستقبلهم ومستقبل وطن بأكمله لأن القراءة تصنع الإنسان والإنسان يصنع الحضارة. وبذلك تكون مسابقة تحدي القراءة العربي قد أفشت بنجاحها في دورتها الأولى، وبدت مردوديتها الإيجابية على التلاميذ واضحة، بعد قراءتهم لخمسين كتابا، فقد بدا التلاميذ الذين تأهلوا للإقصائيات الجهوية بأكاديمية فاسمكناس واثقين من أنفسهم وهم يجلسون أمام أعضاء لجنة التحكيم التي كنت عضوة فيها، وكمْ سعدت وأنا أفاجأ بصفوف الفئة الأولى، أي الذين لم يتجاوزوا الصف الابتدائي الثالث يجيبون على الأسئلة التي تُطرح عليهم بلغة عربية فصيحة ولا يرتكبون أي خطإ في التعبير، ويُحيّدون كل كلمة ينطقون بها عن العامية وإن أخطأ بعضهم في تركيب جملة أو في شكل كلمة يسارعون لتدارك الأمر وتصحيح أخطائهم بأنفسهم، كما أن الكتب التي قرؤوها مكنتهم من امتلاك حس إبداعي ونقدي رغم صغر سنهم، هذا عن مستوى صفوف الفئة الأولى من التعليم الابتدائي، وبالنسبة للتعليم الثانوي التأهيلي والإعدادي، فكان مستوى التلاميذ مبهرا، فقرؤوا للمفكرين وللفلاسفة وللعلماء الكبار العرب والغربيين القدماء والمحدثين، كما قرؤوا الروايات والدواوين الشعرية وحول الفنون وغيرها من مجالات المعرفة التي ستنير دربهم وترقى بفكرهم وتسهم في صنع مفكري الأمة العربية وعلمائها في المستقبل القريب، ومن حسنات مشروع تحدي القراءة أيضا فكه العزلة عن تلاميذ المناطق النائية لأنه مكنهم من البروز والتميز، فأغلب من فازوا في تصفيات المرحلة الثانية بأكاديمية فاسمكناس في الدورة الأولى، ينتمون لهذه الفئة، فمشروع تحدي القراءة العربي كان فرصتهم للخروج من قوقعتهم وشكل متنفسا لهم ونافذة مكنتهم من الانفتاح على عوالم جديدة، والأكيد أنه سيفتح لهم أبواب المستقبل. لذلك فرجائي أن ترتفع نسبة مشاركة التلاميذ والمؤسسات التعليمية بالمغرب في الدورة الثانية من مسابقة تحدي القراءة، ويبدو من خلال عدد المؤسسات المسجلة على مستوى أكاديمية فاسمكناس وعي مديري المؤسسات التعليمية بأهمية المسابقة وهم مشكورون هم والمشرفون على جهودهم، والتسجيل لا يزال مستمرا، وقد بلغ عدد المؤسسات المسجلة لحد الآن 70 مؤسسة تابعة لأكاديمية فاسمكناس، ونرجو أن ينخرط في المشروع الآباء وأولياء الأمور والمجتمع المدني ليسهم كل من طرفه في إنجاح التجربة وعدم تفويت فرصة تشجيع التلاميذ على المشاركة في "مسابقة تحدي القراءة العربي" ، لأن لقراءة خمسين كتابا نتائج إيجابية على نفسية التلميذ وعلى ارتفاع نسبة تقديره لذاته وتمكنه من اللغة العربية وارتفاع منسوب ثقافته وحظوظه في النجاح والتفوق في دراسته وتحييده عن مهالك الانحراف، وتعزيز قيم التسامح والمحبة والانفتاح الثقافي والفكري لديه. والتسجيل في المسابقة سهل فلا يتطلب إلا دخول مدير المؤسسة التعليمية للموقع الإلكتروني لمسابقة تحدي القراءة العربي والدخول لخانة تسجيل المدارس لتسجيل مؤسسته. ومن إيجابيات مشروع تحدي القراءة العربي أيضا، رواج الكتاب حيث نُفض عنه الغبار الذي علاه طويلا وهو على رفوف المكتبات متحسرا على حظه. فحظ سعيد لكل التلاميذ الذين سيشاركون في مسابقة تحدي القراءة في دورتها الثانية خلال هذا الموسم الدراسي، خاصة وأن دولة الإمارات رصدت جوائز مهمة للفائزين وتتمثل في 10 آلاف دولار للفائز على المستوى الوطني و150 ألف دولار للفائز على المستوى العربي.