وصلت مسابقة تحدي القراءة العربي دورتها الرابعة، وتم تنظيم حفل الاقصائيات الوطنية الخاصة بهذه الدورة، يوم 06 أبريل الجاري، في أكاديمية الدارالبيضاء – سطات، ولمشروع تحدي القراءة العربي نتائج إيجابية تبعث على الأمل، والثقة في الجيل الصاعد. وكتأكيد على ذلك، تجربة أكاديمية فاس – مكناس، خلال الدورة الرابعة من المسابقة، التي شاركت فيها 1340 مؤسسة تعليمية عمومية، وخصوصية، 1000 منها عمومية، والباقي مؤسسات خصوصية، أما التلاميذ المشاركون في الدورة الرابعة في أكاديمية فاس – مكناس، فبلغ عددهم 138.855 تلميذا، والتلاميذ، الذين أتموا قراءة خمسين كتابا بلغ عددهم 14350 تلميذا. وهذه الأرقام، التي تحققت خلال الدورة الرابعة من المسابقة في أكاديمية فاس – مكناس لم تأت من فراغ، وإنما نتيجة تنزيل الأكاديمية مشروع تحدي القراءة بطريقة ساهمت في نجاحه، إذ أسست لذلك 40 ناديا في المؤسسات التعليمية، ذات المشاركة المتميزة في المسابقة، كما فعلت قافلة القراءة في مديريتي إقليمي صفرو، وتاونات، ومنحت بطلة تحدي القراءة، مريم أمجون، لقب “سفيرة القراءة”، مع مهام تتلخص في تشجيع التلاميذ على القراءة. كما حرصت الأكاديمية ذاتها على إنشاء مشاريع أخرى، سيستفيد منها التلاميذ المشاركون في الدورة المقبلة، وبما أن عددهم عرف ارتفاعا كبيرا، خلال الدورة الرابعة لتحدي القراءة العربي، فإن الأكاديمية في أمس الحاجة إلى الكتب، وقد توصلت بها مجانا من الأمانة العامة للتحدي من دولة الإمارات العربية، التي ارسلتها إلى الوزارة الوصية، التي، بدورها، وزعتها على كل الأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين. ووزعت أكاديمية فاس – مكناس حصتها من الكتب المجانية على المؤسسات التعليمية العمومية، المشاركة في التحدي، ومنحت الأولوية للمؤسسات الموجودة في العالم القروي، والمناطق النائية، لكن ذلك العدد من الكتب لم يكن كافيا، ولتغطية النقص الحاصل وتمكين التلاميذ من الوصول إلى الكتاب، نظمت أكاديمية فاس – مكناس معرضا لكتب الناشئة لمدة أسبوع، زارته 500 مؤسسة تعليمية من مديرية فاس. ومعرض الناشئة ينظم في كل دورة من دورات تحدي القراءة في أكاديمية فاس – مكناس لتمكين التلاميذ من اقتناء الكتب بسعر مناسب، خصوصا أن العارضين يمنحون تخفيضا قيمته 20 في المائة عن الكتب المعروضة كمساهمة منهم في دعم المسابقة في الجهة، وتشجيع التلاميذ على القراءة، وبالتوازي مع معرض كتاب الناشئة، تُنظم ورشات للقراءة، والتشكيل، والخط العربي. وقامت الأكاديمية، أيضا، بتنظيم تكوينات، وأيام تحسيسية للمشرفين على مسابقة تحدي القراءة العربي في كل المديريات التابعة لها، ليتمكنوا من تنزيل المشروع في مؤسساتهم على أفضل وجه. أما بالنسبة إلى الجوائز الخاصة بتحدي القراءة العربي، فإن أكاديمية فاس – مكناس حصلت على العديد منها، منذ الدورة الأولى، حيث فاز بالمركز الأول في التصفيات الوطنية للدورة الأولى 2016 تلميذ من أكاديمية فاس – مكناس، ومثل المغرب في دبي مع تلميذ وتلميذة فازا بمركزين ضمن العشر الأوائل، وفي الدورة الثانية 2017، تم اختيار تلميذة من ضمن العشر الأوائل، كما فازت المنسقة الجهوية في أكاديمية فاس – مكناس بلقب المشرفة المتميزة على المستوى الوطني، وفي الدورة نفسها، وفي الحفل الختامي في دبي تم منحها لقب المشرفة المتميزة على المستوى العربي، وقد تم اختيارها كأحسن منسقة من بين 75 ألف منسق عربي. أما في الدورة الثالثة، دورة 2018، فقد فازت التلميذة مريم أمجون عن أكاديمية فاس – مكناس بالمركز الأول وطنيا، ومثلت المغرب في دبي، وأحرزت اللقب العربي، بعدما تفوقت على أكثر من 10 ملايين تلميذ عربي، وأصبحت أيقونة للقراءة، وسفيرة لها، وألهمت ملايين الأطفال لينهجوا نهجها على طول الوطن العربي، وليس في جهة فاس – مكناس، فقط، أو في المغرب. وفي الدورة الرابعة، دورة 2019، فازت أكاديمية فاس – مكناس بجائزة أحسن مدرسة، ونال تلميذ الجائزة الماسية، واحتلت تلميذة مركزا ضمن العشر الأوائل. وفيما يتعلق بآفاق المشروع للدورة الخامسة من المسابقة في أكاديمية فاس – مكناس، فيمكن تلخيصها، في محاولة تحقيق نسبة 100في المائة من عدد المؤسسات التعليمية المشاركة في مسابقة تحدي القراءة العربي، كما سيتم افتتاح مكتبة “مريم أمجون” كنوع من التكريم لبطلة القراءة على إنجازها المشرف في دبي، وسيتم أيضا تجهيز خمسين مكتبة في الجهة، بالإضافة إلى تأسيس نواد جديدة لتحدي القراءة العربي في المؤسسات التعليمية ذات المشاركة المتميزة في التحدي، كما ستعمل الأكاديمية على استقطاب شركاء جدد لدعم المشروع، وستقوم كذلك بتكثيف التكوين، والتأطير للمشرفين على المسابقة في المؤسسات التعليمية. ويستمر التحدي في أكاديمية فاس – مكناس، وباقي الأكاديميات في المغرب، وعلى طول الوطن العربي، وفي الدورة الخامسة ستلتحق بالأفواج المشاركة في مسابقة تحدي القراءة أفواج جديدة من القراء الصغار، وسيساهم هذا المشروع في صنع جيل قارئ، ومتميز، وقادر على صناعة المستقبل، وقد سُئل “فولتير” عمن سيقود الجنس البشري، فأجاب: “الذين يعرفون كيف يقرؤون”.