تتواصل أعمال العنصرية التي يتعرّض لها المسلمون في الولاياتالمتحدةالأمريكية، على خلفية وصول دونالد ترامب إلى رئاسة الولاياتالمتحدةالأمريكية. وبسبب التصريحات العنصرية التي أطلقها ترامب خلال الحملة الانتخابية ضد المسلمين، بات هؤلاء هدفا للعديد من الممارسات العنصرية؛ آخرها ما تعرّضت له فتاة محجبة في مدينة نيويورك، والاعتداء عليها لفظيا. الفتاة مصرية الأصل، التي تدعى ياسمين والتي تبلغ من العمر 18 سنة، تعرّضت في محطة للميترو بالمدينةالأمريكية العملاقة إلى اعتداء من قبل ثلاثة شبان، صرخوا في وجهها باسم "دونالد ترامب" قبل أن ينهالوا عليها بعدد من الشتائم والتهديدات من قبيل: "أنها سترحل من أمريكا بوصول ترامب إلى رئاسة أمريكا، وعليها نزع الحجاب". ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد؛ بل عندما بادرت الشابة المسلمة إلى الهروب من المعتدين الثلاثة، حاول أحدهم نزع حقيبتها من يدها، وبينما قام آخر بمحاولة نزع حجابها؛ غير أن ياسمين قاومته بقوة، قبل أن تتمكن من الفرار. ومن سوء حظ الفتاة المعتدى عليها أن شحن هاتفها انتهى، ولم يكن بمقدورها الاتصال بالشرطة أو أسرتها؛ وهو ما جعل معاناتها تزداد، حتى تأكدت من ابتعادها عن المعتدين العنصريين. وقالت ياسمين، في تدوينة نشرتها على حسابها في موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، إنه "ما زاد من حسرتي وحزني هو وجود العديد من الأشخاص في المحطة؛ ومع ذلك لم يتحرك أحد منهم، أو يتدخل لوقف هذه الجريمة". وأضافت أن الجميع كان يشاهدها وهي تتعرض للاعتداء دون أن يحرك ساكنا، مستطردة: "لقد أحسست بالعجز، وأظهرت لي هذه الحادثة أن أمريكا ترامب موجودة ودفعت ثمنها يوم أمس". وليست هذه الحادثة هي الأولى من نوعها، حيث أعلن مجلس مسلمي نيويورك أن الوضع يزداد سوءا، والكثير من المسلمين يجدون علامات النازية على بيوتهم أو موجهة إليهم. واعتبر المجلس أن الوضعية باتت، منذ وصول ترامب، مخيفة وتدعو إلى القلق، بالنظر إلى توالي عمليات الاعتداءات العنصرية على المسلمين. كما أظهرت المنظمة الأمريكية للحقوق المدنية للمسلمين أن عدد الاعتداءات العنصرية شهد، منذ نهاية العام الماضي، ارتفاعا بنسبة 67 في المائة. يذكر أن تدهور الأوضاع في مدينة كبيرة كنيويورك دفع حاكم المدينة إلى تخصيص وحدة من رجال الشرطة، من أجل متابعة الجرائم المرتبطة بالعنصرية.