حل بالعاصمة الجزائر ممثلو إحدى أضخم الشركات العالمية المتخصصة في صناعة السيارات من أجل إبرام عقد مع المسؤولين الجزائريين يقضي بإنشاء مصنع تركيب، على غرار مصنع "رونو" في مدينة طنجة المغربية. ويتعلق الأمر بشركة "فولسفاغن" الألمانية الرائدة عالميا، التي اختار كبار مسؤوليها إقامة أول مصنع في القارة الإفريقية بالجارة الشرقية، رغم الوضعية الاقتصادية الصعبة التي تعيشها البلاد مع استمرار انخفاض أسعار البترول، فضلا عن الأوضاع الاجتماعية التي يتوقع سياسيو الجزائر أن تتحول إلى أزمة كبرى. وأكدت مصادر إعلامية بالجزائر انطلاق أشغال تشييد المصنع الجديد تحت إشراف مجموعة "سوفاك"، الممثلة المعتمدة للعلامة الألمانية بالجزائر، في شتنبر الماضي، بمنطقة غيلزان شمال البلاد، بالقرب من ميناء وهران؛ أي قبل إبرام الاتفاق بشكل رسمي مع المصنع الألماني. وتبلغ قيمة الاستثمار المالي للمشروع 18 مليون دولار، بحسب ما كشفت عنه المصادر ذاتها، التي أفادت بأن الطاقة الانتاجية للمصنع ستبلغ حوالي 100 ألف سيارة سنويا بمختلف الأصناف، السياحية والنفعية، وكذا العلامات التابعة للمجمع الألماني، على غرار علامتي "سكودا" و"سيات". ويتوقع أن يوفر المشروع الجديد للجزائر، عند دخوله مرحلة الإنتاج نهاية العام المقبل، حوالي 1400 منصب شغل مباشر. وفي تناولها للموضوع، اعتبرت الصحافة الجزائرية أن مصنع "فولسفاغن" سيساهم في تقليص الهوة مع المغرب الذي حقق "خطوات كبيرة" في هذا القطاع، وفق تعبيرها، بعد دخول مصنع شركة "رونو" الفرنسية مرحلة الانتاج، فضلا عن اقتراب موعد الانطلاق في تشييد مصنع آخر لشركة "ستروين-بيجو" الفرنسية بالقنيطرة. ويبدو أن المنافسة المغربية الجزائرية قد انتقلت من مجالات أخرى، مثل شراء الأسلحة، إلى حلبة صناعة السيارات، كما ذهبت إلى ذلك معظم وسائل الإعلام المحلية بالجارة الشرقية التي أقرت بالتفوق المغربي في هذا المجال، في ظل اقتراب المملكة من الوصول إلى إنتاج 650 ألف سيارة، بينما يصل الأفق المحدد متم سنة 2020 إلى إنتاج مليون وحدة.