انطلقت، مساء الخميس، الدورة الأولى لمهرجان القصر الكبير للكتاب، والمنظم من لدن "منتدى أبيدوم نوفوم للإعلام والتواصل"، تحت شعار "اقرأ". واختار المنظمون تنظيم المهرجان تحت شعار "اقرأ"، "لاعتبار ما لهذه الكلمة من دلالة، ولكونها تنم عن وعي بأن الكتاب هو رهان أي مجتمع يسعى للإقلاع الحضاري عامة"، كما قال مدير المهرجان، محمد شعشوع. وانطلق مهرجان القصر الكبير للكتاب وسط جوّ عامّ متّسم بانحسار عدد عشاق الكتاب، وتراجع أعداد القراء في المغرب. وفي هذا السياق، اعتبر محمد شعشوع، مدير مهرجان القصر الكبير للكتاب، أنّ عدم تطبيع المواطنين، وخاصة الشباب مع الكتاب، ينذر بالخطر، مستحضرا عددا من الإحصائيات العالمية المتعلّقة بنِسَب القراءة، قائلا إن الأرقام المسجلة في العالم العربي وفي المغرب مخجلة، لافتا إلى أنّ هذا العامل كان دافعا إلى تنظيم المهرجان، لتشجيع سكان مدينة القصر الكبير، وخاصة منهم الشباب، على القراءة. ومن جهته، قال محمد اليوسفي إنّ الحديث عن الكتاب في المجتمعات العربية "حديث يبعث على الأسى، لأنّ مجتمعاتنا لا تقرأ إلا نادرا". وذكّر المتحدث ذاته بأرقام بحْث أنجزته الأمم المتحدثة حول نسبة القراءة في العالم، حيث يقرأ المواطن الأمريكي 11 كتابا في السنة، ويقرأ المواطن الفرنسي والإنجليزي 7 كتب، في حين أن المواطن العربي لا يقرأ غير نصف صفحة في السنة، وهو ما اعتبره اليوسفي "أمرا مخزيا ومبكيا". ويطمح منظمو مهرجان القصر الكبير للكتاب إلى أن يكون المهرجان نبراسا ينير طريق سكان المدينة نحو غد أفضل على درب الثقافة والمعرفة، "غدٌ يتغلّب فيه العلم على الجهل"، كما قال اليوسفي. واسْتُهلّ مهرجان القصر الكبير للكتاب بافتتاح معرض للكتب في خيمة وسط المدينة، ومعرض للفنان عبد الخالق قرمادي لأغلفة الكتب التي أنجزها لعدد من كتّاب مدينة القصر الكبير، كما أقيمت أمسية شعرية شارك فيها كل من الشعراء أمل الطريبق وبنقدور الوهراني والحسن عتو. وتتواصل فعاليات المهرجان، الذي يستمر إلى غاية يوم الأحد المقبل، بمبادرة "القراءة للجميع" والمخصصة لتلاميذ المدارس وأطفال مدينة القصر الكبير، ثم ورشة تواصلية للقراءة، وأخرى للرسم، وتقديم أعمال في أدب الرحلة، على أن يختتم اليوم الثاني من المهرجان بلقاء مع الشاعر والكاتب صلاح الوديع.