منذ أن بدأ الأدب ينخر جوارحي وفؤادي وصرت عاشقة للكلمة حينما تصبح سلاحا لأجل الرقي بالإنسان إلى القيم , وأنا أحلم بمدينة أبيدومية يطرز جنباتها فنون الأدب , شعرا , قصة , مسرحا , غناء وعزفا . وها أنا ذا اليوم أعيش الحلم حقيقة , حيث هب نسيم الكلمة المنسمة بعطر ندى الصباح في صباح يوم دافئ , داخل فضاءات المركز الثقافي بالمدينة , ليحتفي بقيدوم الشعراء كما أطلق عليه الشاعر مصطفى شحموط , حينما تعطرت مسامع الحاضرين بالمركز , لما قرأ قصيدته "عفوا" تحية وتقديرا للشاعر الرائع : الأستاذ مصطفى الطريبق. اليوم لم يكن يوما عاديا عند شعراء مدينة القصر الكبير , لأنه من النادر أن يجتمع نخبة من المبدعين في مجال الأدب والفن , في مكان واحد لأجل شخص واحد. وتحققت الندرة واجتمع عدد ليس بالهين من الأدباء والفنانين لأجل الوقوف احتراما وتقديرا لرجل تفخر بانتمائك لنفس الأرض التي ينتمي إليها , انه الشاعر مصطفى الطريبق النورس الذي حلق اليوم في سماء الأوبيدوم. كان الاحتفاء بداية بقراءة شهادة في حق الشاعر الأستاذ مصطفى الطريبق والتي جاءت على لسان الأستاذ عمر الديوني , الذي تحدث عن مصطفى الطريبق الصديق المخلص, والمربي الفاضل, والمناضل الشريف , والشاعر القضية. ليأتي دور الكلمة الصادقة ذات المعنى العميق لمجموعة من الشعراء الأوبيدوميون في حق الشاعر الأستاذ مصطفى الطريبق , وكان منهم الشاعر مصطفى شحموط الذي قرأ قصيدة بعنوان"عفوا" , وقد قدم الأستاذ مصطفى الطريبق دراسات نقدية لمجموعة من دواوين الشاعر مصطفى شحموط ومنها "أوراق الخريف " و"أحلام صغيرة", أيضا كان للشاعرة أمل طريبق فرصة غالية حتى تتحدث عن الشاعر مصطفى الطريبق المربي الفاضل في قطاع التربية والتعليم , حيث كان لايبخل على تلامذته بالإرشاد والوعظ ومد يد العون في هذا المجال لكل تلامذته والتي كانت من بينهم هذه الشاعرة التي قدمت له قصيدة تحت عنوان"يسمينة" , كما كانت فرصة للتذكير بمجموعة من الكتب الأدبية والدواوين للأستاذ مصطفى الطريبق ومنها كتاب تحت الطبع بعنوان:"معركة استرجاع مدينة العرائش", وسوف يتحدث فيه الشاعر عن مجموعة من شعراء القصر الكبير ومنهم أحمد قدامة. وديوان تحت الطبع يتحدث عن القضية الفلسطينية وهو تحت عنوان :"إعدام البراءة ". ليأتي بعدها دور الشاعر الطيب المحمدي , الذي تحدث عن الأستاذ الشاعر مصطفى الطريبق , الأديب صاحب القلم الرصاص , مستخدما قلمه سلاحا لأجل خدمة القضايا الإنسانية. كما كان للأستاذ العربي العسري فرصة لإبداء التقدير والاحترام للشاعر الأستاذ مصطفى الطريبق . لتأتي بعدها الكلمة الرصاص من شاعر الثورة القصرية , شاعر حلق باسم الحرية في فضاءات الاحتفاء بالشاعر الاستاذ مصطفى الطريبق ليأكد أن من يترعرع بداخل الأبيدوم ويتلقى تعليمه من الأستاذ مصطفى الطريبق لايمكن إلا أن يكون رجلا ثوريا بامتياز , جعل من الكلمة رصاصا في وجه كل قوى الخزي والعار , وهكذا صدح صوت الشاعر مظفر في قصيدتين الأولى بعنوان"رياح التغيير " والثانية"إرادة الشعب". ومع الكلمة الأدبية الشعرية , جاءت ترانيم العازف عبد العزيز البقالي وصوت المنشد مصطفى البحيري وصوت المبدع في مجال الأغنية الملتزمة عادل , ليطرزوا معا أجمل لوحة فنية اسمها الشاعر مصطفى الطريبق . وبداخل كل هذا الجمال كان لمبدع من مبدعي القصر الكبير , الشاعر أكرم الغرباوي دور بارز في هذا الاحتفاء حيث صدحت نبرات صوته الشعرية المليئة بكل قيم الجمال , بين اللحن والكلمة والابتسامة والتصفيقة , ليكتمل جمال اللوحة التي رسمت اليوم بداخل الأوبيدوم , حيث اجتمع كل ماقد يجعلك تحس بعظمة الانتماء لهذه المدينة المعطرة بأريج الابداع على مختلف المستويات. حقا انها المدينة حبلى بالشعراء والأدباء حقا أفتخر أنني قصري قالها الشاعر أكرم الغرباوي , بصوت يزأر الأسد , بعنفوان وافتخار , وكأنه الملك ي مملكة الحب والحياة , الأوبيدوم. كل التقدير والاحترام والاعجاب لكل من سهر لأجل هذا اليوم , الذي أضيف لبقية مظاهر الجمال التي تزين هذا الصرح العظيم الذي اسمه القصر الكبير.