استنفرت التصريحات التي خرج بها رئيس الحكومة، عبد الإله بنكيران، بعد حالة "البلوكاج" التي يعيشها تشكيلها، قيادة حزب الاتحاد الدستوري، التي عقدت لقاء استثنائيا اليوم الأربعاء بمدينة الدارالبيضاء. وأكدت قيادة "حزب الحصان"، حسب مصدر من داخلها تحدث لهسبريس، رفضها "تعليق بنكيران فشله في تشكيل الحكومة على شماعة التحالف الذي أبرمته مع حزب التجمع الوطني للأحرار". وجدد أعضاء المكتب السياسي ل"حزب الحصان" التأكيد أن "التحالف مع حزب التجمع الوطني للأحرار إستراتيجي. ولا يمكن لأي كان أن يصادر حقهما في التحالف ما دام لا يخالف القوانين والأعراف السياسية"، متهمين رئيس الحكومة، عبد الإله بنكيران، بالتدخل في شؤون الأحزاب السياسية. وذهب عدد من قادة الحزب الذي يتزعمه محمد ساجد إلى وصف التصريحات الصادرة عن رئيس الحكومة، خلال انعقاد لجنة حزبه المركزية، والتي اختار إعلام "المصباح" بثها بعد عشرة أيام، بأنها "تضر كثيرا بصورة المغرب، خصوصا أن التحديات التي تواجه المملكة أكبر بكثير من إشكال تشكيل الحكومة التي تظل بداية فقط". واستغرب قيادي في "حزب الحصان"، في تصريح لهسبريس، حديث رئيس الحكومة عن ضرورة احترام إرادة الموطنين، معتبرا أن "إرادة المواطنين لم تُعط فقط لحزب واحد، وإذا كان الأمر كذلك فإن على حزب العدالة والتنمية أن يشكل الحكومة لوحده"، حسب تعبيره. ونبه القيادي المذكور، غير راغب في نشر هويته، إلى أن "الدستور يعطي إمكانية التحالفات التي لا بد لها من تنازلات وتوافقات، لأن منطق الديمقراطية العددية لا يفيد الديمقراطية السياسية والدستورية"، وفق تعبيره، متسائلا عمن "يمنع رئيس الحكومة من أن يشكل حكومته دون حاجة إلى الآخرين، وخصوصا بعد التصريحات التي أكد فيها أن "الأحرار" و"الدستوري" لا يصلحان؟". وكان بنكيران اختار توجيه رسائل بالجملة إلى حزب التجمع الوطني للأحرار وحليفه الاتحاد الدستوري، مستغربا مطالبهما بعد تحالفهما، ومضيفا: "أخنوش الذي أكن له احتراما كبيرا جاء بشروط لا يمكن القبول بها".