لازال المكتب السياسي لحزب التجمع الوطني للأحرار منعقدا لحد الساعة من أجل تدارس عودة عزيز أخنوش، وزير الفلاحة والصيد البحري لقيادة سفينة الأحرار، خلفا لصلاح الدين مزوار، الذي قدم استقالته، بعد "نكسة" 7 أكتوبر. الاجتماع الذي بدأ حوالي الساعة الخامسة والنصف، ولازال مستمرا لحد الآن برئاسة صلاح الدين مزوار، الأمين العام للحزب، ورشيد الطالبي العلمي، رئيس مجلس النواب المنتهية ولايته، فضلا عن حضور مصطفى المنصوري، الرئيس السابق. وحرص مزوار على عدم إعطاء أي تصريح للصحافة قبل انتهاء الاجتماع. وكشف مصدر مطلع من التجمع الوطني للأحرار لموقع "اليوم 24" أن قيادة الحزب ستعلن عن تنظيم مؤتمر للحزب في غضون الأيام المقبلة من أجل تنصيب أخنوش رئيسا للحزب لمباشرة المفاوضات مع رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران. المصدر فسر اللجوء إلى أخنوش في هذه الظرفية التي يعيشها حزب التجمع الوطني للأحرار برغبة القيادة في تفادي اصطدامه مع عبد الإله بنكيران، بعدما ظل يهاجمه في تصريحاته، بما في ذلك ليلة الإعلان عن نتائج الانتخابات. وفي غضون ذلك، أعلن الاتحاد الدستوري تشكيل فريق مشترك على صعيد مجلس النواب مع الحمامة في أفق تحالف مستقبلي. وأرجع المصدر التحالف بين الأحرار والاتحاد الدستوري إلى محاولة الضغط على بنكيران من أجل انتزاع أكبر عدد من المناصب الوزارية، حيث سيقدم أخنوش نفسه زعيم فريق يضم 56 نائبا برلمانيا، بدل 37 نائبا الذين يتشكل منهم فريق التجمع الوطني للأحرار. وتجري مفاوضات في الكواليس بين أقطاب مختلفة لمحاولة رسم الخريطة السياسية المقبلة، خاصة فيما يتعلق بالتحالف الحكومي. واستنادا إلى مصادر مطلعة، فإن "خطة" اللجوء إلى اخنوش تهدف إلى "فرض تحالف محدد على رئيس الحكومة عبد الإله ابن كيران، خاصة بعد اعلان الحمامة تشكيل فريق موحد مع الحصان". الهدف من ذلك هو "قطع الطريق على الاستقلال والاتحاد الاشتراكي، اللذين أبديا استعدادا وحماسا كبيرين للدخول إلى الحكومة المقبلة"، ومن ثم "فك العزلة السياسية على حزب الأصالة والمعاصرة، الذي بقي وحيدا في جناح المعارضة، بعدما أعلنت كل الاحزاب المعنية رغبتها في المشاركة في الحكومة". هذه الخطة، تقول ذات المصادر، تسعى ل"تحالف حكومي بين البيجدي وحليفه التقدم والاشتراكية إلى جانب الاحرار والاتحاد الدستوري، على أساس ان يصطف الاستقلال والاتحاد، حزب محافظ وآخر يساري، إلى جانب البام في المعارضة". وكان صلاح الدين مزوار، رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار قد اعتذر لرئيس الحكومة عبد الإله بنكيران عن بدء المشاورات لتشكيل الحكومة اليوم الأربعاء 12 أكتوبر، إلى حين ترتيب البيت الداخلي للحمامة.