اهتمت الصحف الصادرة في منطقة أمريكا الشمالية بالآثار المترتبة على انتخابات دونالد ترامب لرئاسة الولاياتالمتحدة، والعلاقات الكندية الأمريكية في عهد الرئيس المنتخب. وهكذا، كتبت صحيفة (وول ستريت جورنال) تحت عنوان "مواقف دونالد ترامب في مجال السياسة الخارجية تزرع الشكوك"، أن انتخاب المرشح الجمهوري للبيت الأبيض ألقى بظلال من الشك على السياسة الخارجية والموقف العسكري للولايات المتحدة، الأمر الذي يثير مخاطر في كافة أنحاء العالم. وذكرت الصحيفة بأن الرئيس الجديد للولايات المتحدة وعد بتصعيد النزاع مع الصين بشأن العملة، وتحميل المكسيك دفع تكاليف بناء جدار على طول 1600 كلم من حدود البلاد، وإلغاء الاتفاق النووي مع إيران وكذا الاتفاقيات التجارية واتفاق باريس حول المناخ. واعتبرت في هذا الصدد أن التزام الرئيس الأمريكي الجديد بإعلان الصين "متلاعبة بالعملات" قد يتسبب في اندلاع حرب تجارية مع البلد الآسيوي، وهو الأمرالذي يمكن أن يعقد المفاوضات في عدد لا يحصى من القضايا الأخرى الاستراتيجية والاقتصادية. وتعليقا على نتائج الانتخابات، أبرزت صحيفة (واشنطن بوست) أن ملياردير مانهاتن يعتبر أول جمهوري يفوز في الولايات الصناعية لبنسلفانيا وميشيغان وويسكونسن منذ سنوات 1980، معتبرة أن هذا التحول يؤشر على تطلع هاته الولايات للتغيير في ضوء التحولات الاقتصادية التي تحدث في هذه المنطقة وفي مختلف أنحاء البلاد. بدورها، ذكرت (بوليتيكو) أن فريق ترامب حذر إدارة أوباما من اتخاذ مبادرات كبيرة في السياسة الخارجية بشأن القضايا الرئيسية مثل مسلسل السلام في الشرق الأوسط ومعاهدة التجارة العابرة للمحيط الهادئ قبل نهاية ولايته. من جانبها، أبرزت (دو هيل) أن الرئيس الجديد وحزبه ينكبان على وضع برنامج طموح ل"نسف" أهم إنجازات الرئيس أوباما في السنوات الثماني الماضية. وأوضحت الصحيفة أنه مع انتصار دونالد ترامب وحفاظ الجمهوريين على السيطرة على مجلس الشيوخ وعلى أغلبية مريحة في مجلس النواب، فإن الحزب يوجد الآن في وضع جيد للوفاء بوعوده، مضيفة أن المشرعين الجمهوريين شرعوا في اتصالات مع الديمقراطيين لاتخاذ تدابير ترمي لإلغاء أجزاء رئيسية من إصلاح النظام الصحي، المعروف باسم (أوباماكير)، لتحل محله إصلاحات أخرى. بدورها، كتبت (لودوفوار) الكندية أن الرئيس المنتخب دونالد ترامب وضع جانبا لهجته غير الودية وأطلق أمس الخميس حملة واسعة على أمل طمأنة الأمريكيين وتضميد جروح الحزب الجمهوري. من جانبها، أبرزت (لو جورنال دو مونريال) أن الرئيس باراك أوباما وخلفه دونالد ترامب قد دفنا الأحقاد أمس الخميس بعد أشهر من حملة انتخابية لاذعة، مشيرة إلى أن لقاءهما الأول في البيت الأبيض كان لبقا، ولكن متوترا بشكل بارز . أما صحيفة (أكسيلسيور) المكسيكية، فكتبت أن الرئيس المقبل للولايات المتحدة، دونالد ترامب، التقى أمس مع قادة الجمهوريين في الكونغرس، للتخطيط لبداية ولايته التي ستركز كأولوية على الهجرة والحدود والصحة وفرص الشغل. على الصعيد الدولي، سلطت صحيفة (نيويورك تايمز) الضوء على تحذير منظمة الأممالمتحدة من أن الحصص الغذائية الموزعة على 250 ألف شخص المحاصرين في شرق حلب سوف تنفذ قريبا، داعية الأطراف إلى السماح بتسليم المساعدات الإنسانية لتجنب المجاعة. وذكرت الصحيفة أن طلب الأممالمتحدة لإرساء هدنة طويلة في حلب لإيصال المساعدات الإنسانية تم رفضها من قبل روسيا التي قالت إن القيام بهذه الوقفات أطول من اللازم لها "نتائج عكسية". بكندا، كتبت (لو جورنال دو كيبيك) أن وصول دونالد ترامب سيوفر لرئيس الوزراء جوستان ترودو أول اختبار حقيقي له في مجال العلاقات الدولية، مشددة على أن لا أي شيء يؤدي إلى الاعتقاد بأن اتصال ترامب-ترودو سيكون دافئا ومتناغما بشكل طبيعي، على اعتبار أن العديد من الأمور تفرق بينهما سواء في الأسلوب أو في أولوياتهما السياسية. من جهة أخرى، كتبت (لوسولاي) أنه في الوقت الذي تؤكد فيه حكومة ترودو أنه يجب القيام بعمليات تنظيمية التي تستلهم الثقة في السكان من أجل استغلال الموارد الطبيعية للبلاد وتوجيهها للأسواق، فإن أوتاوا لا تساعد على استعادة هذه الثقة الحيوية، مطالبة الأشخاص المرتبطين بصناعة النفط والغاز لتوجيهها لتحديث المكتب الوطني للطاقة. بالمكسيك، كتبت صحيفة (لاخورنادا) أن العملة المحلية البيزو سجلت لليوم الثاني على التوالي مستوى قياسيا مقابل الدولار، على إثر انتخاب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة، حيث تم بيعه في شبابيك البنوك ومكاتب الصرف ب20.80 بيزو، وفقا لتقارير صادرة عن (سيتي بانامكس) والبنك المركزي المكسيكي، مشيرة إلى أن البيزو فقد بذلك 3.22 في المئة، أي ما يعادل 65 سنتا مقارنة مع سعر اليوم السابق، عندما أنهى التعاملات في 20.15 بيزو للدولار الواحد. ببنما، أبرزت صحيفة (لا إستريا) أن الرئيس خوان كارلوس فاريلا نأى بنفسه عن الصراع الدائر بالجمعية الوطنية حول انتخاب قاض جديد بالمحكمة الانتخابية، موضحة أن الرئيس أكد أن هذا الأمر يعتبر من المهام الحصرية للنواب بالمؤسسة التشريعية. وأضافت الصحيفة أن الرئيس عاد ليؤكد من جديد على أنه لم يسبق له أن تدخل في شؤون البرلمان، مذكرة بأن الجمعية الوطنية فشلت في انتخاب قاض جديد ضمن الآجال المحددة في 31 أكتوبر بسبب الخلاف العميق بين الفرق البرلمانية، وافتقاد أي من الأحزاب للأغلبية الضرورية للفوز بالتصويت. في موضوع آخر، تساءلت صحيفة (بنماأمريكا) عن الأسباب الكامنة وراء إقدام النيابة العامة على تسريب معلومات سرية حول قضايا ما زالت رهن التحقيق وإن كان ذلك يعتبر انتهاكا للمبادئ الكونية للعدالة المتعلقة ب "قرينة البراءة" و "حق الدفاع" و"المساواة أمام القضاء"، موضحة أن العديد من المشتبه بهم كانوا ضحية تشهير إعلامي قبل أن تثبت براءتهم في وقت لاحق، ما يجعل هذه التسريبات تتسبب في أضرار لا يمكن جبرها.