طائرة مروحية خفيفة الوزن ستقدم خدمة للمواطنين للتنقل الذاتي، وفقا لطرق وإرشادات ملاحية مبرمجة سابقا، تخضع جميعها للتحكم عن بعد…إنه التاكسي الطائر. فقد تستطيع أنت، في المستقبل، أن تطلب التاكسي الطائر أو (هلي-تاكسي) من هاتفك الذكي وأن تحدد له وجهتك، وسيقوم هذا الجهاز الطائر باستقبال طلبك وتنفيذه بشكل تلقائي، ليقلك فوق زحام السيارات دون أية ضغوط أو تأخيرات. يعتبر ذلك هو أحد أهم الاستخدامات الرئيسية المتوقعة للهليكوبتر الشخصي، حيث ستسع الطائرة لجلوس شخص واحد فقط في كابينة مغلقة من الجزء العلوي فقط دون تغطية ساقي العميل، وستعمل بخاصية الطيار الألي والذي سيتم التحكم فيه عن بعد بواسطة شركة ايرفنسي الموجودة بمدينة تورونتو الكندية والتي يديرها فريق من الفنيين الذين يقودهم المهندس المعماري طارق ابراهيم ورجل الاقتصاد ماركوس انجيلهارت. محركان منفصلان: سيكون بمقدور (هلي-تاكسي)، وفقا للبيانات التي نشرتها الشركة المبتكرة (ايرفنسي)، أن تنقل وزنا يساوي وزنها هي (مقسما على الراكب وحقائبه) وتطير بين ساعة واحدة و5 ساعات دون انقطاع، على ارتفاع 400 متر (مع العلم أنها قادرة على الطيران على ارتفاع 3 كلم)، في نطاق مداه 100 كلم، بسرعة طيران قد تصل إلى 70كلم/ساعة. وقد تم تزويد الطائرة بمحركين منفصلين، كل منهما على شكل مروحة من 6 شفرات (ريشات)، ويتواجد المحركان في الجزء العلوي من الطائرة داخل حلقة للحماية، ومجهزان بمظلات لمزيد من الحماية، وقالت الشركة إنها ستقوم بالتحكم في الطائرة عن بعد وفق طريق مبرمج سلفا، وأنه ستتم تجربة أول نسخة من هلي-تاكسي هذا العام. وأوضحت ايرفنسي "هناك العديد من خدمات التاكسي التي تعمل هذه الأيام بالفعل في مختلف مدن العالم، والتي يمكن طلبها من الهاتف المحمول عن طريق تطبيق (App)، محددا مسبقا بيانات أولية عن الرحلة والطريق التي ستتخذه، ويمكنك كذلك الدفع عن طريق بطاقات الائتمان، ولكن هناك مشكلة أن هذه الأنظمة لا تستطيع التحايل على الزحام". وأضافت أنه عندما تكون في تاكسي وسط الزحام، تتزايد العصبية ويمر الوقت وترتفع القيمة النهائية للرحلة بسبب الوقوف كثيرا، وهو أمر غير جيد مثل أن تضيع ساعة للوصول إلى المطار الذي يبعد حوالي 20 كلم، كما هو الحال في الكثير من الضواحي. وتساءل انجيلهارت "ماذا سيحدث اذا استطاع المسافر، بدلا من الذهاب برا، أن يطير إلى المطار، وأن يطلب الهليكوبتر بدلا من السيارة، متأكدا من أنه سيصل في غضون 20 دقيقة، حيث سيستطيع الاختيار بين الطيران في اتجاه مباشر أو جولة بانورامية، والتي ستحلق به فوق معالم المدينة، وكل ذلك بنفس سعر الرحلة في تاكسي تقليدي؟". وقال مدير المشروع إن هذه الخدمة، والتي أطلق عليها اسم (هلي-تاكسي)، لن تكون حصرية فقط للشخصيات المهمة (VIP) أو الأغنياء فقط، لأن الطائرة التي يصنعونها ويطورونها صغيرة الحجم فهي مناسبة للإقلاع والهبوط في المدن، وستكون تكلفة صيانتها منخفضة، مما سيجعل تكلفة استخدامها منخفضة. وأضاف "عندما يعمل هذا النظام، سيستطيع المستخدم طلب إحدى طائرات (هلي-تاكسي) الأقرب إليه عن طريق تطبيق الهاتف الذكي، والذي سيقوم بتنبيه العميل بالوقت المحدد للوصول إلى نقطة الالتقاء ووقت الوصول لها، وسيقوم الشخص بتأكيد هويته عن طريق نظام توثيق الشخصية عن طريق الهاتف المحمول". طيران حر أو يتم التحكم فيه عن بعد: وتابع انجيلهارت أن "المسافر سيصعد على متن الطائرة، حيث ستستقبله رسالة من مرشد الرحلة المتواجد في مركز التحكم، والذي سيوجهه لكيفية ربط حزام مقعده وتأكيد خيار "الطيران الآلي"، وفي الحال، ستتبع (هلي-تاكسي) الرحلة الجوية المبرمجة سلفا بشكل تلقائي حتى نقطة الوصول، في دقائق قليلة ودون المعاناة في الزحام المروري. وأوضحت الشركة أن نظامها سيمكن العميل من التوقف أثناء الرحلة للقيام بالتسوق أو ببعض الترتيبات، بينما ستظل الطائرة في انتظاره خارج المتجر أو المكتب، كما سيوفر له خاصية "الطيران الحر"، والتي يستطيع العميل من خلالها التحكم في الطائرة، إذا ما كان حاصلا على التصاريح اللازمة لقيادة الطائرات فائقة الخفة. وقال انجيلهارت انه "سيتم خصم مقابل الرحلات التي قام بها العميل مباشرة من حسابه البنكي أو من بطاقة الائتمان الخاصة به، ومن المتوقع أن يتم انشاء مواقف مخصصة لل(هلي-تاكسي) في المطارات والأماكن المهمة في المدينة"، مشيرا إلى أن هذه الطائرة قد يمكن استخدامها أيضا في مهام اطفاء الحريق أو البحث عن الأشخاص وانقاذهم على الأرض وفي البحر، أو الطيران الترفيهي لمجرد المتعة والتسلية. وتستطيع ايرفنسي كذلك ان تحول (هلي-تاكسي) إلى "طائرة دون طيار" اذا ما أزالت الجزء الخاص بجلوس العميل (الكابينة) من الطائرة، واكتفت بضم الجزء العلوي للطائرة بأرجلها الثلاث. وأوضح انجيلهارت، في حديثه مع (إفي) ان "خيار الطيران الذاتي في (هلي-تاكسي) سيتم التحكم فيه عن طريق أجهزة الحاسوب الموجودة في مركز التحكم عن بعد، في كل مراحل الرحلة، وبكفاءة قادرة على التعامل مع أي عطل فني لضمان سلامة العملاء، وهو ما سيتم تعزيزه ببدائل تكنولوجية أخرى للتحكم عن بعد". وأشار إلى أنه "سيتواجد في مركز التحكم عن بعد دائما أحد الفنيين للتعامل مع أي مواقف طارئة". كما استطرد ان "العميل أو الطيار الذي يحمل رخصة طيران مناسبة، والتي توازي رخصة قيادة السيارة، سيمكنه التحكم (اليدوي) في الطائرة، على الرغم من أنه من المتوقع أن تكون الرحلات دائما تحت التحكم الآلي، وليس اليدوي، عندما تكون هناك مناورات في مساحات هوائية ضيقة، أو الإقلاع والهبوط بين بنايات شاهقة الارتفاع". وأجاب انجيلهارت، حول كيفيه حماية أرجل العملاء من المطر أو اصطدام الطيور بها، أن الشركة بصدد تصنيع نماذج مستقبلية تكون فيها الكابينة مغطاة بالكامل لحماية العملاء من العوامل الجوية والبيئية المختلفة.