يضع المحللون الاقتصاديون المتخصصون في أسواق الأسهم والسندات في المغرب أيديهم على قلوبهم في انتظار الإعلان عن اسم الفائز في الانتخابات الرئاسية الأمريكية التي ستجري اليوم الثلاثاء بمجموع مناطق الولاياتالمتحدةالأمريكية، لاختيار الرئيس رقم 45 الذي سيقود القوة العالمية العظمى خلال السنوات الأربع المقبلة. ويرجع اهتمام المحللين والمستثمرين بالنتائج الأمريكية إلى التأثير غير المباشر والمتوسط المدى لأي تحول في السياسة الاقتصادية أو الدبلوماسية الأمريكية على الاقتصاد الأوربي والأسيوي والإفريقي بما فيه المغرب، حيث يعتبر الدولار العملة الرئيسية للمبادلات التجارية العالمية، وتعتده معظم الدول في تكوين احتياطياتها المالية من العملة الصعبة، إلى جانب أنها تعتبر قوة صناعية ضاربة في قطاعات حيوية كالصناعات الحربية والمعلوميات والصناعات الثقيلة. ويترقب المحللون المغاربة بفارغ الصبر الإعلان عن اسم الفائز لتحيين توقعاتهم بشأن مستقبل سوق الأسهم بالدارالبيضاء في الفترة المقبلة. ويرى هشام سداني، المحلل المالي المتخصص في شؤون البورصة المغربية، أنه من الطبيعي أن يكون لرئاسيات الولاياتالمتحدةالأمريكية تأثير على الاقتصاد المغربي بشكل عام وسوق الأسهم والسندات بشكل خاص. وأضاف المحلل المالي، في تصريح لهسبريس، أن "نتائج هذه الانتخابات الرئاسية ستؤثر على الاقتصاد الأوربي بشكل كبير إيجابا أو سلبا. وبالنظر إلى أن الاقتصاد المغربي مرتبط بشكل مباشر وقوي بالاقتصاد الوطني، فإن ذلك يعني أن هذا التأثير سيمر بشكل أوتوماتيكي إلى الاقتصاد المغربي وإلى سوق الأسهم التابع له، أي بورصة الدارالبيضاء". ويرى المتحدث أنه في حالة انتخاب هيلاري كلينتون، التي يساندها اللوبي الاقتصادي لكبريات الشركات الأمريكية العاملة في القطاعات الاقتصادية والمالية والصناعية، فإن ذلك يعني أن السياسة الأمريكية الخارجية ستكون أكثر مهادنة ولن يتم اللجوء إلى تشجيع الحروب؛ وهو مما يعني استقرارا اقتصاديا أكبر، سينعكس إيجابا على الدول الصاعدة ومن بينها المغرب، التي سيلجأ إليها المستثمرون لاستغلال نسب النمو الاقتصادية العالية المتوقع تحقيقها في مثل هذه الدول الصاعدة. وأضاف المحلل أن المغرب سيستفيد كثيرا من العلاقات المتميزة بين الملك محمد السادس وبين عائلة كيلنتون في ضمان استقرار العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية بين البلدين. وهذا يستدعي من الحكومة التركيز أكثر على تفعيل بنود اتفاقية التبادل الحر مع أمريكا من خلال تأهيل الشركات المغربية لتسهيل مسألة ولوجها إلى هذه السوق الكبرى. وأكد أن فوز مرشحة الحزب الديمقراطي سيكون له انعكاس إيجابي على سوق الأسهم المغربية على المدى المتوسط، موضحا أن "التأثير سنلمسه بعد مرور سنة أو سنة ونصف السنة من تنصيب هيلاري كلينتون في حالة فوزها بالانتخابات الرئاسية الأمريكية، حيث سنشهد ارتفاع عدد المستثمرين الأجانب في هذه السوق، الذين يبحثون عن فرص استثمارية مربحة". وعكس هيلاري كلينتون، اعتبر المحلل نفسه أن "فوز دونالد جون ترامب لن يخدم مصالح الاقتصاد العالمي بقدر ما سيخدم مصالح الداخل، على اعتبار أن مساندته من لدن لوبي الصناعات الحربية يعني نيته فتح جبهات جديدة خاصة في منطقة الشرق الأوسط، ونحن نعلم إشعال مزيد من الحروب في هذه المنطقة يكون له تأثير سلبي كبير على الاقتصاد الوطني وبالتالي بورصة الدارالبيضاء".