كشفت يومية «لوموند» الفرنسية، في تحقيق خاص نشر يوم الجمعة، أسرار فشل صفقة الطائرات المقاتلة الفرنسية من طراز «رافال» التي كان ينوي المغرب شراءها من المصنع الحربي الفرنسي «داسو»، والذي كان مقررا أن يبيع المملكة 18 طائرة حربية بغلاف مالي يفوق بقليل عتبة 2 مليار أورو. واستنادا إلى اليومية الفرنسية، فإن فرنسا، ومن خلال أعلى مكاتب هرم الجمهورية، ارتكبت أخطأء فادحة في طريقة تسويق طائراتها للمملكة، ونهجت أسلوبا ملتبسا في مفاوضاتها مع الرباط، ولم تلتزم بمبدأ المخاطب الوحيد لبلادنا في أكثر من محطة من محطات التفاوض التجاري. وقالت «لوموند» إن فرنسا وقعت على فشل سياسي واقتصادي بفشلها بيع المغرب مقاتلات «رافال»، وإنه على بعد أسبوع واحد من الدور الأول للانتخابات الرئاسية الفرنسية كان مسلسل التفاوض بين الجانبين المغربي والفرنسي قد وصل إلى اتفاق بيع المغرب 18 وحدة من طائرات «رافال» بكلفة إجمالية تصل إلى 2,1 مليار أورو بعد أن كانت في الأصل 2,6 مليار أورو. وأضافت اليومية الفرنسية أنه تم الاتفاق بشأن إمكانية تمويل شراء الطائرات بقرض بنكي مع ضمانة مؤسسة «كوفاس» الفرنسية المتخصصة في ضمان أخطار الصفقات الدولية التي تربط السوق الفرنسي بمحيطه العالمي، و«كان يكفي، أسبوعا قبل الانتخابات الرئاسية الفرنسية، أن يعطي الرئيس جاك شيراك موافقته المبدئية على هذه الصفقة، وكل شيء كان سيحل مع المغاربة، إلا أنه فضل عدم التدخل، تاركا لخلفه سلطة التقرير في هذه المسألة»، تقول «لوموند» على لسان أحد كبار المسؤولين الفرنسيين. من جهة ثانية، كشفت اليومية ذاتها أن الرئيس الفرنسي الجديد، نيكولا ساركوزي، وقع بالمرة على فشل صفقة ال«رافال» بتسبيقه زيارة الجزائر قبل المغرب في أول جولة مغاربية له، وهي الفجوة التي دخلت منها الصناعة الحربية الأمريكية ونجحت في بيع الرباط 24 طائرة من طراز إف 16 بغلاف مالي قياسي لم يتجاوز عتبة 1,6 مليار أورو، «وهي الصفقة التي انعكست بسرعة نتائجها خلال مفاوضات المغرب وجبهة البوليساريو بضواحي واشنطن، حيث انتقل البيت الأبيض من محايد إيجابي إلى مساند نشط لصالح أطروحات الرباط»، حسب تصريحات مسؤول فرنسي كبير. إلى ذلك، كشفت «لوموند» أن المغرب لم يستفد سياسيا فقط من صفقة طائرات إف 16 على مستوى نزاع الصحراء، بل نجح في إبرام صفقة مالية ضخمة مع مؤسسة «ميلينيوم تشالنج كوربوريشن» الأمريكية خلال شهر غشت المنصرم، تهم تمويل برامج محاربة الفقر والرفع من معدل النمو الاقتصادي بمبلغ إجمالي يصل إلى 540 مليون أورو على مدى 5 سنوات. واستنادا إلى تحقيق الصحيفة الفرنسية، فإن مؤسسة «ميلينيوم تشالنج كوربوريشن» الأمريكية، ليست سوى تصريف اجتماعي لسياسة البيت الأبيض تجاه شركائها من الدول الصديقة، وأن قبول شراء المغرب لطائرات إف 16 الأمريكية التي تصنعها شركة «لوكيد مارتن» هي التي ضمنت المغرب ربح 540 مليون أورو عبارة عن هبات، في وقت تعتبر فيه كاتبة الدولة الأمريكية في الشؤون الخارجية، كوندوليسا رايس، هي نفسها رئيسة مجلس إدارة مؤسسة «ميلينيوم تشالنج كوربوريشن». ومن جهتها، كشفت يومية «لوفيغارو» الفرنسية يوم الجمعة الأخير، أن بورصة وال ستريت الأمريكية تعيش أظلم فترات تاريخها، حيث فقد مؤشر «دو دجونس» أزيد من 400 نقطة بعد أن بلغ سعر برميل النفط الخام 138 دولارا، أي أكثر من ضعف ثمنه قبل عام من اليوم، وأن الاقتصاد الأمريكي يعيش لشهره الخامس على التوالي على وقع تسريحات المستخدمين، وأنه خلال شهر ماي المنصرم فقط فقدت الولاياتالمتحدةالأمريكية أزيد من 49 ألف منصب شغل مقابل 28 ألفا شهر أبريل الأخير. وفي هذا الصدد، تزامن إعلان شركة «لوكيد مارتن» الأمريكية المتخصصة في الصناعات الحربية، في بيان صادر يوم الجمعة، أن المغرب طلب رسمياً الحصول على 24 مقاتلة من طراز إف 16، مع تسجيل بورصة وال ستريت، لحظة إغلاقها نهاية الأسبوع الأخير، تراجعا في مؤشرها العام الذي سجل انخفاضا بنسبة ناقص 1,40 في المائة، بالتزامن مع إعلان بورصة نيويورك ارتفاع نسبة البطالة في أمريكا بنسبة 5,5 في المائة، فيما أقفلت بورصة وال ستريت كذلك بتراجع مؤشر شركة «بوينغ» الأمريكية بنسبة 5,37 في المائة، حيث وصل السهم إلى 73,13 دولارا. وحسب محللين في البورصة، فإن إعلان شركة «لوكيد مارتن» للصناعات الحربية الأمريكية عن صفقتها مع المغرب في هذا الوقت بالذات، هو مسألة معروفة في عالم البورصة، تروم من خلاله كبريات الشركات المدرجة أسهمها في بورصات عواصم العالم إلى الحد من معدل التراجع في المؤشر العام الذي تسجله أسهمها في الأسواق الدولية. ويفيد ذات المحللين، ومنهم الأمريكي آل كولدمان في تصريحات لوكالة الأنباء الفرنسية، بأن بورصة وال ستريت «تعيش على وقع الضربة القاضية بفعل ارتفاع أسعار النفط ومعدلات البطالة الأمريكية»، في وقت تعيش فيه كل شركات الطيران الأمريكية، مثل «كونتينونتال إيرلاين» و«أميريكان إيرلاين» و«ديلتا إيرلاين» و«نورث ويست إيرلاين»، على وقع الانخفاضات القياسية في أسهمها لدى بورصة وال ستريت.