عادت أنظار مصنعي مجموعة «داسو» للطيران الحربي الفرنسي مجددا إلى ترقب احتمال عودة صفقة شراء الرباط طائرات «رافال» الحربية، بعد أن توقفت قبل أشهر وتم سحبها من أجندة المحادثات التي جرت خلال زيارة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي إلى بلادنا في زيارة الدولة الأخيرة لشهر أكتوبر المنصرم. وبعد أن تم تعويض صفقة ال «رفال» الفرنسية بال «إف 16» الأمريكية، في إطار حرب تسويقية شرسة بين باريس وواشنطن، تأكد أن المغرب سيتجه إلى إرضاء الطرف الأمريكي، خاصة وأن هذا الأخير اقترح بيع الرباط 24 طائرة مقاتلة في صفقة مغرية تجاوزت مقترحات العرض الفرنسي. إلى ذلك، تأكد من مقال نشرته صحيفة «لي زيكو» الفرنسية أول أمس الأربعاء، أن المغرب يمر حاليا بأزمة عميقة تهم طرق تمويل شراء طائرات «إف 16» الأمريكية، قبل أن يضيف أن «باريس تتابع باهتمام هذا المستجد في هذه القضية وعينها على احتمال عودة طائرات رافال إلى أجندة البيع مجددا بينها وبين الرباط». وزادت صحيفة «لي زيكو» أن مجموعة «لوكيد مارتن»، وهي المُصنع الأمريكي لطائرات «إف 16» الأمريكية تجد حاليا صعوبات كبرى في إيجاد قطب بنكي كبير باستطاعته الموافقة على إقراض الرباط تمويل شراء 24 مقاتلة، مضيفة أنه «بالرغم من كون مجلس الشيوخ الأمريكي قد وافق خلال شهر دجنبر الماضي على بيع المغرب 24 طائرة جديدة من طراز «إف 16»، إلا أنه لم يقدم أية ضمانات مالية لإبرام هذه الصفقة». واستنادا دائما إلى مقال الصحيفة الفرنسية، فإن صفقة بيع واشنطن للرباط طائرات إف 16 «تشمل كذلك الذخيرة واللوجيستيك والتكوين، مما يجعل الفاتورة النهائية لهذه العملية تصل إلى 2,4 مليار دولار أمريكي، أي ما يعادل 1,6 مليار أورو، وهو الأمر الذي يحتم إيجاد قطب بنكي كفيل بتمويل هذه الصفقة، خاصة أن محاولات عديدة في هذا الشأن قد فشلت منذ شهر يوليوز المنصرم»، تقول ذات الصحيفة. هذا معلوم أن فرنسا استطاعت، بشكل متأخر، إيجاد ضمانات مالية كفيلة بتغطية شراء المغرب 18 طائرة مقاتلة من طراز «رافال» بقيمة مالية وصلت إلى 2,1 مليار أورو قبل أن تُلغى وتتجه أنظار الرباط إلى العرض الأمريكي، فيما اكتفى المغرب بالتوازي مع ذلك بتوقيع صفقة مع باريس لشراء «فرقاطة أوربية متعددة المهام» تم تحديد كلفتها المالية الإجمالية في 470 مليون أورو، على أن يكون التسليم في غضون سنة 2010.