أعلنت حركة مجتمع السلم، باعتبراها أكبر حزب إسلامي في الجزائر، اليوم السبت، مشاركتها في الانتخابات النيابية المقررة ربيع العام القادم، وذلك رغم تحفظها على مهام لجنة عليا للانتخابات جاء بها تعديل دستوري جرى مطلع 2016. واعتبرت الحركة، في بيان، قرارها هذا "انخراطا جديا وفاعلا ومسؤولا في مستوى من مستويات مقاربة الحريات والانتقال الديمقراطي المتدرج والمتفاوض عليه من خلال المؤسسة التشريعية وكافة المؤسسات المحلية المنتخبة، واغتناما لكل الفرص المتاحة للدفاع عن تطلعات الشعب الجزائري في التغيير والإصلاح". وجاء البيان تتويجا لاجتماع مجلس الشورى في الحزب، وهو أعلى هيئة قيادية في الحركة تبت في القرارات المصرية .. بينما شددت الحركة المحسوبة على تيار "الإخوان المسلمين"، في عدة مناسبات، تحفظها على هيئة عليا مستقلة للانتخابات نص عليها تعديل دستوري أجراه رئيس البلاد مطلع السنة الجارية، بدعوى عدم الاستجابة لمطلب المعارضة بسحب مهمة تنظيم الاقتراع من وزارة الداخلية. وتتكون هذه الهيئة من 410 أعضاء، نصفهم قضاة يعينهم المجلس الأعلى للقضاء، والنصف الآخر "كفاءات مستقلة من المجتمع المدني"، فيما يعين رئيسها من قبل رئيس الجمهورية بعد مشاورات مع الأحزاب .. وتتمثل مهمة هذه الهيئة في الإشراف على العملية الانتخابية من بدايتها إلى نهايتها، وتقول الأصوات الموالية للنظام الجزائري إن هذه الهيئة "مكسب لضمان شفافية الانتخابات"، فيما تعتبرها المعارضة "التفافا على مطلبها بإنشاء هيئة مستقلة للانتخابات غير تابعة للسلطة". وقاطعت حركة مجتمع السلم انتخابات الرئاسة التي جرت العام 2014، وفاز فيها الرئيس الحالي عبد العزيز بوتفليقة بولاية رابعة بنسبة 82 بالمائة من الأصوات، بدعوى عدم وجود أجواء ديمقراطية لإجرائها .. كما تعد الحركة ثالث حزب من حيث عدد المقاعد في البرلمان الحالي (المجلس الشعبي الوطني)، ب 30 مقعدا من بين 462، وحلت في المركز الثالث في انتخابات جرت العام 2012 بعد حزبي جبهة التحرير الوطني الحاكم ب 220 مقعد، والتجمع الوطني الديمقراطي ب 68 مقعد. كما تنشط حركة مجتمع السلم ضمن أكبر تكتل للمعارضة في البلاد، تأسس العام 2013، ويسمى "هيئة التشاور والمتابعة للمعارضة" ويضم رؤساء حكومات سابقين؛ على غرار علي بن فليس وأحمد بن بيتور، وعدة أحزاب من كافة التيارات السياسية، إلى جانب شخصيات مستقلة وأكاديميين. * وكالة انباء الأناضول