شهد شارع السمارة بحي الوفاق بمدينة العيون، اليوم الجمعة، حادثة اقتحام العديد من ضحايا الفيضانات التي عرفتها المنطقة، بسبب السيول الجارفة لوادي الساقية الحمراء قبل أيام خلت، لعشرات المنازل التي خصصتها السلطات المحلية للصحراويين الذين سيعودون من تندوف إلى الوطن. وولج عدد من منكوبي فيضانات العيون الشقق التي خصصت لفائدة المواطنين الصحراوين الذين يوجدون في مخيمات تندوف، ويستعدون إلى العودة إلى البلاد؛ وعددها، حسب مصادر جريدة هسبريس، يصل إلى 500 منزلا، فيما تصدت السلطات لمحلية لعملية الاقتحام. واحتج ضحايا فيضانات العيون، التي أفضت إلى مقتل شخص واحد وإتلاف العديد من المزروعات وتدمير الكثير من المباني، على تحويل السلطات لبعضهم إلى مؤسسات خيرية لإيوائهم، بينما الشقق المُعَدة سلفا منذ بضع سنوات لصحراويين من تندوف فارغة ولا يقطنها أحد. "وواجه أفراد من القوات العمومية المواطنين المقتحمين بمحاولة إخراجهم باستعمال خراطيم المياه الساخنة"، يورد محمد فاتح، المنسق الجهوي للمركز المغربي لحقوق الإنسان بأقاليم الصحراء، في تصريحات لهسبريس، مشيرا إلى أن المنازل اقتحمها منكوبو الفيضانات وأيضا مواطنون لا يجدون سكنا لهم. وأورد فاتح أن "القوات العمومية حاولت جاهدة إخراج المقتحمين من المنازل الفارغة المخصصة لصحراويين قد يعودون من تندوف دون تحديد موعد لذلك"، مردفا بأن "المواطنين الذين اقتحموا تلك المنازل صعدوا إلى السطح، وهددوا كل من يقترب منهم بسكب البنزين على أنفسهم". واسترسل الناشط الحقوقي ذاته بأن "التفاوض دام لساعات بين القوات العمومية والمحتجين الذين طالبوا بإيوائهم في تلك المنازل مادامت فارغة ولم يقطنها بعد العائدون المفترضون من مخيمات تندوف"، مشيرا إلى أنهم اقتحموا المنازل بسهولة بسبب انعدام الحراسة. وقال ناشط جمعوي آخر، في تصريح لهسبريس، إن "احتلال مساكن الغير من الناحية المبدئية فعل غير قانوني قد يرقى إلى الفوضى، لكن السبب يعود إلى استعمال الحق في السكن لغايات سياسية"، وزاد متسائلا: "كيف يبقى منكوبو الفيضانات دون رعاية، في حين رصدت أموال لتجهيز مساكن لعائدين لازالوا في مخيمات تندوف؟".