كشف مصدر مطلع أن مدينة السمارة عاشت حالة استنفار أمني غير مسبوقة بعد أن قامت الأجهزة الأمنية بدفع تعزيزات أمنية إلى حي العودة بالمدينة، إثر قيام مجموعة من العائلات المعوزة باقتحام المساكن الجاهزة بالحي المذكور، والمخصصة للعائدين من مخيمات تندوف بالجنوب الجزائري. وأوضح مصدر حقوقي أن مجموعة من العائلات قامت، أول أمس الأحد، بعملية اقتحام لشقق حي العودة المخصص للعائدين من المخيمات بعد وصول بعضهم إلى الباب المسدود مع سلطات المدينة من أجل الحصول على سكن لائق بالمدينة. وأكد المصدر ذاته أن عملية اقتحام المنازل الفارغة بحي العودة تمت في غفلة من الجميع، على اعتبار أن الأجهزة الأمنية لم تكن على علم بالقرار الذي اتخذته العائلات، وهو ما يفسر غياب أي حماية أمنية للمنازل المذكورة. وسجل المصدر نفسه، بارتياح كبير، عدم استعمال القوة من طرف القوات العمومية التي هرعت إلى مكان الحادث وعمدت إلى تنظيم صفوفها في انتظار التعليمات التي جاءت بعدم التدخل في حق المحتجين، على اعتبار أن الملف اجتماعي ولا يجب تحويله إلى ورقة سياسية يمكن أن يستغلها أعداء الوحدة الترابية، مضيفا أن القوات العمومية ظلت تراقب الوضع عن كثب دون أن تتدخل بعد أن تم فسح المجال للحوار مع المحتجين، من خلال أعيان المدينة الذين تدخلوا لدى المحتجين وقاموا بإقناعهم من أجل الخروج من المنازل المخصصة لإيواء العائدين من مخيمات تندوف، وهي المساعي التي أسفرت عن مغادرة جميع العائلات للمساكن التي قامت باحتلالها في وقت سابق. وأشار المصدر ذاته إلى أن ما أجج غضب العائلات ودفعهم إلى مهاجمة المساكن هو رواج أخبار تفيد بتسليم بعض المنازل لشخصيات نافذة من المنتخبين والأعيان ورجال السلطة، ما خلف استياء عميقا لديهم، ويؤكد بالملموس الإقصاء الذي يطال السكان الذين يعيشون أوضاعا اجتماعية مزرية .