تمكنت عناصر من القوات المسلحة الملكية، أول أمس، من اعتقال خمسة أشخاص كانوا متوجهين من مدينة العيون إلى مخيمات تندوف عبر سيارة دفع رباعي (لاند روفر)، وأوضحت مصادر متطابقة أن اعتقال العناصر الخمسة تم بعدما انقلبت سيارتهم، فيما تمكنت سيارة أخرى من الفرار نحو وجهتها. المصادر ذاتها أكدت أن عناصر هذه المجموعة تنتمي إلى فئة العائدين الذين حلوا بالأراضي المغربية في الأيام القليلة الماضية. وأتى هذا الحادث بينما عاشت مدينة العيون، منذ يوم السبت الماضي، اضطرابات أمنية ومواجهات عنيفة، بعدما أقدم عدد من المواطنين غير المتوفرين على سكن على اقتحام عدد من المنازل بحي الوفاق، الذي تم بناؤه منذ سنوات وبقيت منازله خالية، باعتبارها مخصصة للصحراويين الذين يعودون من مخيمات تندوف. وقد تدخلت عناصر الأمن ووحدات التدخل السريع من أجل إخلاء المنازل التي تم "احتلالها"، مما أدى إلى إصابات وحالة استنفار أمني، تتواصل بمحاصرة الحي بأكمله. وأوضحت مصادر محلية مطلعة أن هذه الأحداث تكشف الصراع الدائر حول الامتيازات التي تقدمها السلطات إلى العائدين من مخيمات تندوف، حيث أصبحت السلطات تحاول منع هؤلاء من بيع المنازل والممتلكات التي يتحصلون عليها والعودة إلى تندوف، وذلك عبر عدم منحهم ملكية المنازل التي تقدم إليهم. وسُجل أول حادث بهذا الخصوص مع ما يعرف بعائدي "كجيجيمات"، حيث باع بعضهم منازلهم بمعدل 50 مليون سنتيم للمنزل، غير أن السلطات قامت بإفراغ "المالكين" الجدد، لكون تلك المنازل تعود إلى الأملاك المخزنية. بينما تراجع ثمن البيع في الأيام الأخيرة إلى ما دون الخمسة ملايين سنتيم، مع تحرير عقود بالتنازل أو الرهن وليس البيع، في محاولة للالتفاف على تشديد السلطات لإجراءاتها. المواجهات التي اندلعت منذ يوم السبت الماضي خاضها صنفان من المحتجين، صنف أول من الذين قاموا بشراء المنازل من العائدين بمقابل مادي هزيل، والذين قام بعضهم بمحاولة اقتحام تلك المنازل، بينما الصنف الثاني هو من فئة "المهمشين" الذين لا يتوفرون على منازل، في حين يبقى حي الوفاق بأكمله غير مأهول رغم بنائه منذ سنوات، مما يثير حنق السكان المحتاجين إلى سكن لائق.