تمكن المهربون متعددو الجنسيات الذين تسللوا يوم 17 يناير الماضي إلى النقطة الحدودية مع الجزائر عند المنطقة المعروفة ب«وادي الناموس»، على بعد 50 كلم جنوب بلدة فم زغيد بإقليم طاطا، من تهريب حوالي 20 طناً من المخدرات على متن أربع سيارات رباعية الدفع، تحمل كل واحدة منها 5 أطنان. وقد لاذ المهربون بالفرار بعد أن أطلقوا 40 طلقة من رشاشات الكلاشينكوف على جنود الحراسة الذين دخلوا معهم في مواجهة مسلحة غير متكافئة، مما استدعى تدخل عناصر من الفيلق العاشرالمشرف على المنطقة العسكرية الشرقية والتي تمكنت من حسم المعركة وتوقيف مهربين اثنين ينحدران من مدينة طاطا كانا على متن دراجة نارية مصاحبة للسيارات الأربع التي لاذت بالفرار داخل العمق الجزائري. وقد أسفر الحادث عن اعتقال مسؤولين عسكريين، أحدهما برتبة ضابط والثاني برتبة ضابط صف مسؤول عن المراقبة عبر الرادار، حيث تمت متابعتهما أمام المحكمة العسكرية بتهمة الإخلال بالواجب. وحسب مصادر مطلعة، فإن عناصر الفرقة العسكرية المكلفة بالمراقبة وحراسة الحدود عند توجهها إلى مكان الحادث لاحظت أن هناك إخلالا ببعض المهام التي من المفترض أن يقوم بها مسؤول الرادار الذي تأخر في الإبلاغ عن العناصر المتسللة في الوقت المناسب، كما لم يخطر مسؤوله المباشر الذي بدوره تأخر في إعطاء تعليمات بالتدخل، مما سهل مأمورية المهربين في الفرار وتخليص البضاعة التي كانت بحوزتهم، حيث لم يتم حجز أي سيارة من السيارات التي كانوا يمتطونها. التحريات التي بوشرت مع المغربيين المنحدرين من طاطا أكدت أن من بين عناصر هذه المجموعة، التي تنشط في مجال التهريب الدولي وتتخذ من الطريق الصحراوي الحدودي الرابط ما بين الجزائر والمغرب مجالا خصبا لها، أعضاء في «البوليساريو»، ينحدرون من الركيبات-الشرق ويقيمون بتندوف، حيث ينشطون في إطار شبكة للاتجار في المخدرات وتهريب السجائر، تعمل ما بين تندوف والمغرب. ووفقا للمصادر ذاتها فإن الطريق التي سلكتها عناصر هذه الشبكة الدولية تعد من بين أهم النقط في الاتجار الدولي في المواد المهربة ابتداء من السجائر أمريكية الصنع من نوع Rim التي يتم استقدامها من موريتانيا وتدخل إلى التراب الجزائري ثم تندوف، حيث تتم المتاجرة فيها من قبل مهربين يتمتعون بحماية مباشرة من عناصر البوليساريو لهم علاقة بمهربين بالمدن الصحراوية المغربية خاصة مدينة طاطا. واستنادا إلى مصادر من المنطقة، فإن سيارة رباعية الدفع تكون محملة بسلعة قيمتها 36 مليوناً تدخل إلى مندية طاطا وتباع ب86 مليوناً. كما ربطت المصادر ذاتها التصدي لعناصر هذه الشبكة الأخيرة بحركة التنقيلات التي همت، الشهور الماضية، عددا من عناصر القوات المساعدة والقوات المسلحة الملكية المرابطة بالمنطقة وتغييرها بعناصر أخرى بناء على تقارير أنجزت من طرف المكتب الخامس. ويستغل المهربون شساعة المنطقة لترويج عدد من السلع المعفاة من الضرائب التي تجلب انطلاقاً من موريتانيا، من بينها مواد تجميل وألبسة وحلي ومجوهرات، إلى جانب القنب الهندي الذي يهرب انطلاقا من المغرب والمخدرات الصلبة القادمة من أوربا والموجهة إلى مناطق أخرى من العالم عبر الطريق الصحراوي. كما توجد من بين السلع المهربة أسلحة خفيفة من نوع كلاشنيكوف.