تم توقيف رائد بالقوات المسلحة الملكية برتبة كولونيل مسؤول عن مراقبة النقطة الحدودية التي تسلل منها مهربون ليلة 17 يناير الماضي عند المنطقة المعروفة ب«وادي الناموس»، على بعد 50 كلم جنوب بلدة فم زغيد بإقليم طاطا. وكانت وحدة تابعة للفيلق العاشر بالقوات المسلحة الملكية قد حسمت في المواجهة المسلحة التي وقعت فصولها بذات المنطقة بين عناصر من حرس الحدود و8 مهربين، أحدهم موريتاني، إلى جانب عناصر من البوليساريو، حسب ما ذكره بلاغ أصدرته وزارة الداخلية أول أمس الاثنين حول الموضوع. ويتعلق الأمر، حسب مصادر مطلعة من عين المكان، بمجموعة من الطوارق كانوا على متن سيارات ذات دفع رباعي تحمل سجائر مهربة وكميات من المخدرات، عبروا الحدود الشرقية من منطقة طاطا وتربطهم علاقة بأحد المهربين من مدينة طاطا. وحسب رواية وزارة الداخلية، فإنه تم رصد المهربين، الذين تسللوا ليلة 17 يناير الماضي عبر نقطة الحدود عند المنطقة المعروفة ب«وادي الناموس»، على بعد 50 كلم جنوب بلدة فم زغيد بإقليم طاطا، بواسطة أجهزة الرادار التابعة للفيلق العاشر المكلف بمراقبة الحدود، التابع للقوات المسلحة الملكية. وتم على إثر ذلك- يضيف بلاغ وزارة الداخلية- تحريك فريق للتدخل من أجل التصدي لمحاولة التسلل التي كان مدبروها يستقلون ثلاث سيارات «جيب» ودراجة نارية. وبمجرد إشعارهم من قبل بعض شركائهم، نصب المهربون كمينا للدورية التي تم إرسالها إلى عين المكان، حيث أطلقوا بواسطة أسلحة حربية من نوع (كلاشنيكوف) عشرات الخراطيش، دون أن يؤدي ذلك إلى سقوط ضحايا، وقد عثر بعين المكان على 40 خرطوشة كلاشينكوف. لكن أمام الرد الحاسم لوحدة الفيلق العاشر، اضطر المهربون إلى التراجع نحو الجزائر. وقد كشفت التحقيقات، التي تمت مباشرتها بعد هذه القضية، عن تورط ثمانية أشخاص، من بينهم موريتاني، حيث تم إلقاء القبض على أربعة منهم، في حين يجري البحث بشكل مكثف عن الأربعة الآخرين الذين تم تحديد هوياتهم. وفي الوقت الذي تشير فيه رواية وزارة الداخلية إلى أن من بين المهربين عناصر من البوليساريو، ذكرت مصادر مطلعة أن أفراد الشبكة الموقوفة هم من الطوارق الذين ينشطون في مجال التهريب ولهم صلة بمهرب مغربي بمدينة طاطا، هذا الأخير كانت له علاقة بمسؤول عسكري كان يسهل لهم الدخول إلى المنطقة الحدودية بين الجزائر والمغرب، حيث وقع يوم الحادث سوء تفاهم بينه وبين وحدات الجيش التابعة له الذين رفضوا الامتثال لأوامره في سابقة هي الأولى من نوعها، مما أدى إلى مواجهة مسلحة بين وحدة المراقبة وبين المهربين الذين كانوا مدججين برشاشات كلاشينكوف، حيث تطور الأمر بعد ذلك بتعزيز عناصر المجموعة بكتيبة تابعة للفيلق العاشر التي أمكن بفضلها حسم المعركة وإلقاء القبض على أربعة منهم فيما لاذ الباقون بالفرار داخل الأراضي الجزائرية. واستنادا إلى بلاغ وزارة الداخلية، فإن التحقيق مكن من التوصل إلى أن المهربين الذين تجاوزوا الحدود هم أعضاء في «البوليساريو»، ينحدرون من الركيبات-الشرق، يقيمون بتندوف حيث ينشطون في إطار شبكة للاتجار في المخدرات وتهريب السجائر، التي تعمل ما بين تندوف والمغرب.