ركزت الصحف العربية ، الصادرة اليوم الإثنين، اهتمامها على مسألة انتخاب الرئيس الجديد للبنان المقرر اليوم، و إحباط محاولة إرهابية لاستهداف ملعب لكرة القدم في السعودية، وتطورات الأزمة اليمنية، وتواصل المعركة لتحرير مدينة الموصل العراقية، والتدريب العسكري (أمن الخليج العربي 1) المقام في مملكة البحرين. ففي مصر، كتبت جريدة (الأهرام) في مقال لها بعنوان "الحريري وعون ومصير لبنان" أن لبنان من بين عدة دول شاهدة على التنافس المحتدم بين السعودية وإيران في المنطقة، وهو "أول ميدان يبدو فيه أن الصراع حسم بين الجانبين". وقالت إن التفاهم الذي حدث بين سعد الحريري والجنرال ميشال عون انقلاب للعبة القوى في لبنان وكأن "المعادلة الصفرية" التي كانت تحكم المسرح السياسي هناك بين السعودية وإيران، انتهت الآن و"كل ما تبقى من هذه المعادلة هو اتفاق الطائف الذي لم يسقط بعد، لكنه بقي على الحافة". وأضافت أن الحريري تنازل عن تمسكه بترشيح سليمان فرنجية لقصر بعبدا، "وضحى" حزب الله في المقابل بقبوله في السراي وقد يبدو الاتفاق، الذي سيتولى بموجبه الحريري رئاسة الحكومة وعون رئاسة الجمهورية، صفقة مربحة للجميع، لكن الواقع غير ذلك تماما. وتساءلت الصحيفة هل كان لبنان في حاجة فعلا إلى رئيس الآن؟ وهل 29 شهرا من الفراغ الرئاسى ليست كافية للانتظار إلى حين نضج شكل من أشكال التوافق بين القوى السياسية المتصارعة في البلد؟ وهل سيحل وجود رئيس لا يحظى بصلاحيات تنفيذية مشكلة ترهل المؤسسات والقمامة وانقطاع الكهرباء واحتواء مليون ونصف المليون لاجئ سوري؟. أما جريدة (الجمهورية) فكتبت في افتتاحيتها بعنوان "انتصار دبلوماسي لمصر الجديدة" أن فوز مصر بعضوية مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة ب173 صوتا من الأسرة الدولية ، "تقدير دولي وثقة عالمية بأن مصر تستطيع تقديم الكثير للنهوض بهذا الملف في ضوء الوعي العالمي المتزايد والجهود المبذولة لتأصيل حقوق الإنسان في جميع المجالات" . وفي نفس الوقت ، تضيف الصحيفة، يؤكد هذا الاختيار العالمي "سلامة مسار مصر الجديدة وما احتوت عليه خارطة الطريق السياسي من أجل بناء دولة مدنية حديثة تعلي قيم الحرية والديمقراطية والتكافل الاجتماعي وتعتمد حقوق الإنسان" . وفي الشأن اليمني، كتبت جريدة (المصري اليوم) تحت عنوان "اليمن .. أزمة حل الأزمة" أن الجهد الذي جاء من الأممالمتحدة وعدة أطراف دولية في شأن الأزمة اليمنية تمخض هدنة للحرب لثلاثة أيام وإعلان المبعوث الأممي أنه في صدد إعداد خطة جديدة. وقالت إن اليمنيين مع أنهم بحاجة لكل ما يساعدهم لكنهم لم يجدوا أدنى حافز لاستعادة الأمل والتفاؤل للخروج من دوامة الحرب الجهنمية لكون الهدنة التي أعلنت أواسط الأسبوع المنصرم لاقت مصير الهدن السابقة من الفشل ولم تؤد إلى نتائج على صعيد الدفع بالتسوية السياسية ، مشيرة إلى أن الحل يبقى في الأساس بيد اليمنيين في شأن أزمتهم، إلا أن الإشكال ليس في انقسامهم بل في الاختطاف الدولي لهذه الأزمة بما ترتب عليه من تأثير سلبي، "وهذا ما يمكن التماسه من خلال الخلط بين ما كان استقر على الفترة الانتقالية وبين الانقلاب على الشرعية وعلى هذه العملية التي علق عليها اليمنيون آمال الانتقال إلى اليمن الجديد". وبالإمارات، كتبت صحيفة (الخليج)، أن الهدف من محاولة عناصر إرهابية استهداف ملعب كرة القدم بالسعودية، خلال مباراة للمنتخبين السعودي والإماراتي، يتعدى الاختراق الأمني لينال من "رمزية علاقة استراتيجية هي اليوم مثال للعلاقة بين الأشقاء، حيث التعاون الحقيقي في كل مجال". . وفي السياق ذاته ، أكدت صحيفة (البيان) في افتتاحية لها أن " الإرهاب الخسيس يستهدف البلدين معا بمؤامراته التخريبية الدنيئة المفعمة بروح الحقد على روابط الأخوة التي تربط البلدين، والتي انعكست بوضوح في محاولة التفجير التي استهدفت ملعب الجوهرة في جدة أثناء مباراة منتخبي البلدين". وأشارت الافتتاحية إلى أنه " سبق أن حاول البعض المساس بهذه العلاقات الحميمة بين البلدين، لكن كل المحاولات باءت بالفشل، نظرا لإيمان البلدين قيادة وشعبا بوحدة المصير والهدف، وبأن عدوهما واحد، وبأنهما مستهدفان معا من قوى الشر والطغيان". ومن جهتها، أشارت صحيفة (الوطن)، في افتتاحيتها، إلى اقتراب لبنان من وضع حد لعامين ونصف من الفراغ الرئاسي الذي شل البلد وانعكست مفاعليه سلبا على كافة مناحي الحياة، بوصول العماد ميشيل عون إلى قصر بعبدا، وسط انقسام متواصل حوله لسبب رئيسي وهو كونه حليفا لحزب الله " الإرهابي"، الذي يواصل تأزيم الموقف في لبنان والتدخل في الأزمة السورية عبر ميلشياته الإجرامية. وأبرزت الصحيفة أن أزمات الدين العام والانهيار الاقتصادي والخلافات السياسية الحادة وضعف سلطات الدولة ووجود "دولة داخل الدولة"، تؤكد أن عون لن يكون قادرا على تسيير الدفة باتجاه يخدم صالح لبنان، ولا سواه، طالما بقي هناك من يستقوي على إرادة اللبنانيين بالإرهاب والسلاح غير الشرعي والعمل وفق أجندات خارجية لا تهدف لمصلحة لبنان ولا تهمها بالأصل. وفي السعودية، كتبت صحيفة (الرياض) في افتتاحيتها تحت عنوان "أمننا مسؤوليتنا" أن "السعودية بتصدرها للمشهدين العربي والإسلامي "باتت مستهدفة من عدة جهات تحاول عبثا أن تحدث خللا في منظومة أمنها الوطني عبر عمليات إرهابية هنا وهناك، مثلما تحاول بائسة أن تظهر أن الأمن في المملكة غير مستقر على عكس الواقع الذي نعيشه". وأشادت الصحيفة في هذا الصدد بيقظة رجال الامن الذين يضطلعون بجهود مضنية للذود عن استقرار المملكة ورفاهية شعبها، معتبرة أن ترابط النسيج الاجتماعي بالمملكة أسهم في الكشف عن خلايا إرهابية والقبض على إرهابيين من "خلال حس وطني عال ملتزم بثوابت الوطن ونهجه وحرصا على حاضره المزدهر ومستقبله المشرق". وفي شأن آخر، أشارت صحيفة (الشرق)، إلى ما اعتبرته "انشقاقا للمجتمع الدولي في رؤيته لحرب إعادة الشرعية اليمنية، والتقلبات في الأمزجة العربية من خلال ما يروج له الإعلام الحوثي المدعوم من إيران التي استطاعت إيهام كثير من الشعوب العربية بأن هذه الحرب تدار ضد المواطن اليمني". واعتبرت الصحيفة أن هؤلاء "تناسوا أن الحوثي والمخلوع علي عبد الله صالح يقودان حربا بالنيابة عن الدولة الفارسية الطامعة في الاستيلاء على البحار وزيادة نفوذها في المنطقة العربية"، مذكرة في هذا الصدد بتصريحات وزير الاستخبارات الإيراني السابق في حكومة محمود أحمدي نجاد، والتي أكد فيها "أن الحوثيين هم أحد نتاجات الثورة الإيرانية". وخلصت إلى أن الأهداف الإيرانية أصبحت واضحة للعيان، كما جعلت الجميع لاسيما "بعد المحاولة الثالثة لاستهداف مكةالمكرمة يطالب بحسم المعركة عسكريا وإبادة من سولت له نفسه إطلاق تلك الصواريخ على مكةالمكرمة". وبدورها قالت صحيفة (اليوم) إن إيران ماضية وفقا لبرامجها التسليحية في تطوير منظومتها العسكرية سعيا لبسط نفوذها على المنطقة وتحقيق حلمها القديم بإنشاء الإمبراطورية الفارسية على أنقاض استقرار شعوب المنطقة وأمنها وسيادتها على أراضيها. واعتبرت أن التسلح الإيراني "بكل أشكاله يمثل تعزيزا للفوضى وعدم الاستقرار السياسي في المنطقة، بحيث يسعى حكام طهران من خلال هذا التسلح إلى مد التنظيمات الإرهابية بالقوة التي ينشرون من خلالها الحروب والأزمات والقلاقل في معظم دول المنطقة"، مؤكدة أن المجتمع الدولي مطالب اليوم بمراقبة أنشطة إيران التسليحية والعمل على استمرار العقوبات ضد حكام طهران، ودعم حقوق الأقليات غير الفارسية، وهي أقليات مضطهدة داخل إيران وخارجها، إضافة إلى ثني طهران ومنعها من التدخل السافر في شؤون دول المنطقة. وفي البحرين، قالت صحيفة (البلاد) إن تمرين (أمن الخليج العربي 1) المقام في مملكة البحرين، يجسد التعاون الأمني بين أقطار مجلس التعاون الخليجي من أجل رفع الكفاءة والحس الأمني والقتالي لدى القوات المسلحة الخليجية العربية، وذلك "من أجل المحافظة على أمن أوطاننا واستقرارها، خصوصا في ظل تراجع نفوذ واشنطن في المنطقة وتزايد النفوذ الإيراني (..)". وشددت الصحيفة على أن "الأمن الوطني هو الخيار الاستراتيجي اللازم للحفاظ على أقطارنا وهويتنا العربية، وهو الأداة الملائمة القادرة على مواجهة التحديات الأمنية التي تجابه أقطارنا الخليجية العربية"، مبرزة أن مملكة البحرين حظيت بتكليف تنظيم أول تمرين أمني خليجي عربي مشترك لما تتمتع به من جاهزية عالية وخبرة ميدانية. وبخصوص الملف اليمني، أبرزت صحيفة (أخبار الخليج) رفض الرئيس عبدربه منصور هادي خطة السلام التي تقدمت بها الأممالمتحدة لإنهاء الأزمة في اليمن، لكونها لن تؤدي إلا إلى مزيد من الدمار والحروب، مشيرة إلى أنها خطة لا تستند إلى مرجعيات الحل السياسية المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني وقرارات مجلس الأمن حول أزمة اليمن، و"تريد أن توصل الانقلابيين إلى ما يريدونه، وهو الاستيلاء على الحكم، لكن عبر اللف والدوران". وتساءلت الصحيفة "لماذا تقوم الأممالمتحدة بتقديم الخطة تلو الخطة من أجل أن تحقق للانقلابيين مطالبهم بدلا من معاقبتهم على ما فعلوه للشعب اليمني؟، كأنما تريد أن تشرعن هذا الأسلوب وتقول إن أسلوب الانقلابيين على الحكومات الشرعية يمكن أن ينجح وأن تسانده الأممالمتحدة"، معتبرة أنه يتعين "رفض هذه الخطط رفضا تاما مهما بلغت ضغوط الأممالمتحدة ومن وراءها، لأنهم يريدون أن يصلوا عبر هذه الخطط إلى ما لم يصلوا إليه عبر القتال". وبالأردن، كتبت صحيفة (الرأي) أنه على الرغم من تأكيد كافة الأطراف المشاركة في "معركة استعادة الموصل" على أولوية طرد مسلحي تنظيم الدولة (داعش) وضرورة هزيمته نهائيا، فإن الاختلاف على مستقبل المدينة يبدو ظاهرا كما أن التناقضات حول طبيعة المهام الموكولة لكافة أطراف العملية سوف تبدأ بالبروز مع الإقتراب من مركز المدينة. واعتبرت، في مقال، أن معركة الموصل لا تزال في بدايتها وهي معركة صعبة على الصعيد العسكري وستكون مكلفة، لكن الأخطر، تضيف الصحيفة، يتمثل في كيفية إنهائها دون حدوث مضاعفات خطيرة وتنامي المسألة الطائفية ، مشيرة إلى أن التركيز على المقاربة العسكرية بالقضاء على تنظيم الدولة عبر نموذج الحرب دون الالتفات إلى الأسباب السياسية التي أدت لصعود التنظيم والإصرار على الحفاظ على الصيغة السياسية لعراق ما بعد الاحتلال يعني المزيد من تهميش وإقصاء السنة وسوف يؤدي إلى تنامي إيديولوجية تنظيم الدولة وزيادة جاذبيته وعودته عبر ولادة جديدة. وفي موضوع آخر، أكدت (الرأي) أن إسرائيل تلقت ضربة استراتيجية ودبلوماسية وسياسية بعد التأكيد الدولي الجديد على أن القدس الشرقية هي أراض محتلة، مشيرة في مقال إلى أن قرار (اليونسكو) في موضوع البلدة القديمة، والمسجد الأقصى والمقدسات الأخرى، أوقع بإسرائيل وروايتها وادعاءاتها لتثبيت احتلالها للأراضي الفلسطينية هزيمة نكراء وفشل ذريع لرئيس الوزراء "بنيامين نتنياهو"، الذي كان يدعي بأن مكانة إسرائيل الدولية تعززت للأحسن، وأن العالم مل من المشكلة الفلسطينية. ولفتت إلى أن القدس الشرقية والأماكن المقدسة، تبقى وفقا للقانون الدولي، وحسب جميع المنظمات الدولية والأممالمتحدة، منطقة محتلة تماما كباقي أراضي الضفة الغربية، ولكن طالما أن حكومة إسرائيل ترفض الاعتراف بهذا الواقع، تضيف الصحيفة، فلماذا هذا الغضب والضجة الإسرائيلية المفتعلة على قرار (اليونسكو) بأن لا علاقة لليهود بالمسجد الأقصى. وفي الشأن المحلي، تطرقت صحيفة (الدستور) لموضوع الاستعدادات الجارية لمواجهة الأزمات التي قد تنجم عن الظروف الجوية خلال فصل الشتاء، مشيرة في هذا الصدد إلى تأكيد رئيس الوزراء، هاني الملقي، خلال ترؤسه أمس اجتماعا للمجلس الأعلى للدفاع المدني، على ضرورة رفع جاهزية جميع الأجهزة والمؤسسات المعنية واستعداداتها للتعامل مع الظروف الجوية ومواجهة أي طارىء قد تشهده المملكة خلال فصل الشتاء المقبل. وأضافت الصحيفة أن الملقي أكد أيضا على أهمية الاستفادة من الخبرات التي يتمتع بها المركز الوطني للأمن وإدارة الأزمات، وتعزيز التنسيق بين غرف العمليات الرئيسية التابعة لوزارة الداخلية وأجهزتها والمركز.