جنازة مهيبة لم تشهدها مدينة الحسيمة منذ زمن، تلك التي رافقت جثمان بائع السمك محسن فكري، الذي لقي حتفه طحنا ليلة أول أمس الجمعة داخل شاحنة لجمع النفايات، حيث بلغ تعداد المشيعين وفق مصادر غير رسمية أزيد من 30 ألف شخص. وانطلقت الجنازة من المستشفى الإقليمي بالحسيمة على الساعة العاشرة والنصف من صبيحة اليوم الأحد، حيث صادف إخراج جثة الراحل ووضعها داخل سيارة إسعاف احتجاج نظمه العشرات من أبناء المدينة تنديدا بمقتله. وفيما كان من المرتقب أن يوارى جثمان الراحل بعد ظهر اليوم، إلا أن المسار الذي اتخذته الجنازة جعل الأمر يتأجل إلى عصر اليوم، حيث ما زالت حشود المشيعين ماضية سيرا على الأقدام وعلى السيارات والشاحنات. وظل المشيعون يرددون هتافات "لا إله إلا الله محمد رسول الله" و"لا إله إلا الله والشهيد حبيب الله"، فيما شوهدت العديد من النساء ممن لم يتمكن من الالتحاق بالمسيرة وهن يرفعن شارات النصر والتوحيد مع زغاريد الفرح بما وصفنه الشهادة؛ وهي المشاهد التي استسلم أمامها عديد من المشيعين للبكاء. وفي منطقة إمزورن، مسقط رأس الراحل محسن فكري، عجّت شوارع المنطقة بأعداد حاشدة من المواطنين، في انتظار أن يوارى الثرى وقت عصر اليوم الأحد بمقبرة المجاهدين.