يشكل الشأن البيئي بالنسبة للحسين الغنامي، مدرس ديداكتيك العلوم بكلميم، همّا مؤرقا يتطلب تكريس كل الوقت من أجل خدمة البيئة، خصوصا بعدما أصبح الانشغال بقضايا البيئة خلال السنوات الأخيرة يستقطب اهتماما متزايدا من طرف الجميع. فمنذ ولوجه عالم التدريس بثانوية باب الصحراء بكلميم في ثمانينيات القرن الماضي، ظهر لدى هذا المدرس ميول تلقائي نحو الاهتمام بالبيئة وجمال الطبيعة؛ حيث بدأ أولى خطواته على هذا الدرب عندما أسس سنة 1994 جمعية بيئية وتربوية تدعى "جمعية أساتذة العلوم الطبيعية بكلميم" شكلت منذ ذلك الوقت حاضنة لفاعلين مهتمين بالبيئة؛ وذلك في سياق بروز أولى بوادر النوادي البيئية بالمؤسسات التعليمية. وكان من حسن حظ هذا الفاعل الجمعوي، الذي ساهم في تأسيس نوادٍ بيئية عدة بمؤسسات تعليمية بكلميم، أن اشتغاله كمكون بمركز تكوين المعلمين والمعلمات (المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين حاليا) زاده شغفا بالبيئة، وشجعه على الانغماس أكثر في الاهتمام بالقضايا البيئية من خلال جمعية أساتذة العلوم الطبيعية التي اندمجت سنة 2014 ضمن جمعية مدرسي علوم الحياة والأرض التي يرأس فرعها بكلميم. ويعمل الحسين الغنامي، الذي يشغل حاليا منسقا جهويا للائتلاف المغربي من أجل العدالة المناخية لجهة كلميم واد نون، جاهدا من أجل جعل هذا الفرع أكثر دينامية ومهنية. فبعدما كان هذا الفرع يستقطب منخرطين متطوعين، انخرط في إعداد مشاريع بيئية تساهم في خلق فرص الشغل للشباب. وإلى جانب نشاطه البيئي، تجد الحسين الغنامي حاضرا أيضا في حقل العمل الجمعوي الصحي؛ حيث ساهم في تنشيط الفرع المحلي لجمعية "محاربة السيدا" بكلميم، كما تجده حاضرا في الملتقيات العلمية والثقافية التي تتناول قضايا البيئة، سواء في مدينة كلميم ومحيطها، أو في باقي المدن المغربية وبالخارج. وكان الحسين الغنامي حاضرا كذلك في دورات تكوينية نظمتها الوزارة المكلفة بقطاع البيئة، إلى جانب استفادته من دورات تكوينية بعدد من المنظمات الأجنبية والدولية. وقد كان لهذه الاستفادة وقع على مشاركته في بلورة عدد من البرامج والمشاريع البيئية المحلية، كما وظف قدراته التكوينية لفائدة العمل الجمعوي من خلال تأطير دورات تكوينية في المجالين البيئي والصحي، وإعداد مجزوءات تكوينية تلاءم الفئات المستهدفة في هذين المجالين. ويبقى الحسين الغنامي مهووسا بالجمع بين مكافحة مظاهر الإضرار بالمحيط البيئي من جهة، والعمل على تكريس المقاربة الجمالية في التعامل مع البيئة، من جهة أخرى؛ حيث يؤكد في هذا الصدد أن التعامل مع القضايا البيئية رهين بالإرادة القوية وتكريس كل الوقت لخدمتها؛ وهو بذلك يبقى وفيا لشعاره الذي يقول: "إذا كانت زكاة المال هي بضع المال، فإن زكاة العلم هي العلم كله". *و.م.ع