أشارت كلمة النيابة الإقليمية لوزارة التربية الوطنية في الناظور، في افتتاح أشغال الدورة التكوينية الجهوية في مجال التربية البيئية لفائدة منشطي ومؤطري الأندية البيئية في المدارس القروية، مساء الجمعة، 23 نونبر الأخير، إلى أهمية الدورة التكوينية والأهداف التي تروم تحقيقها، من خلال الورشات والفعاليات المُسطَّرة ضمن برنامجها وأهمية إدماج مبادئ التربية البيئية في البرامج التعليمية الموازية وإرساء شبكة للمُهتمّين بالتوعية والتربية البيئية في الوسط القروي. واختتمت الكلمة بدعوة المشاركين إلى الاستفادة القصوى من الدورة والمشاركة بفعالية في ورشاتها، لنقل خبرتهم وإثراء تجربتهم في هذا المجال الحيويّ الهام.ّ من جهتهم، ألقى ممثلو القطاعات المعنية كلمات تعرّف بالسياق الذي تنعقد فيه هذه الدورة وبالجهود الحكومية في مجال حماية البيئية والموارد الطبيعية والتنمية المستدامة، مبرزين أن نجاح هذه الجهود مرتبط بترسيخ السلوك البيئي في الناشئة ونشر الوعي بأهمية الحفاظ على البيئة ومواردها في النسيج الاجتماعي، وهو الدور المنوط بالمؤسسة التعليمية، والذي يتولاه الأساتذة بنجاح ووعي. وقد افتُتح اللقاء بعرض شريط «البيئة في صلب مستقبلنا»، لكتابة الدولة في الماء والبيئة، الذي يُعرّف بالقضايا البيئية الكبرى في العالم وفي المغرب وفقا لمنهج يوضّح الوضعية الراهنة والضغوط والاستجابات، مستهدفا تمكين المشاركين من المعارف الأساسية حول البيئة والمشاكل التي تعاني منها. وبعد مناقشات مسهبة شارك فيها الحاضرون، استُعرِضت المخاطر التي تهدد البيئة ودور الأندية التربوية في المساهمة في مواجهتها والإشكالات التي تعترض سير عمل الأندية التربوية البيئية في الوسط القروي. وتواصلت أشغال الدورة التكوينية يوم السبت، 24 نونبر 2012، حيث توزع المشاركون على ثلاث ورشات اهتمّت بتحديد المشاكل الجهوية ضمن مجموعات عمل، مع مراعاة التوزيع الجغرافي والأحواض التربوية والإجابة عن ثلاثة أسئلة تتعلق بالمؤهلات البيئية البارزة في المنطقة والمشاكل الكبرى التي تعاني منها البيئة والحلول التي تقترح لهذه المشاكل البيئية، في أفق إعداد مشروع النادي البيئي انطلاقا من نتائج التشخيص الواقعي لقضايا ومشاكل البيئة في الجهة، وإنجاز جذاذات تربوية متعلقة بالقضايا البيئية الجهوية، مكّنتهم من تقنيات التوعية حول البيئة بشكل ميسَّر. وخُصِّص يوم الأحد، 25 نونبر 2012، لخرجة بيئية إلى منطقة «كوركو»، للوقوف ميدانيا على الظواهر الطبيعية والاصطناعية ومدى أثر الإنسان فيها، ولأجل التعرف على المواقع الأثرية (ثازوضا وغساسة) والسياحية البيئية (بوقانة، مارتشيكا، كوركو) ومعاينة التنوع البيئي لمنطقة كوركو، من أشجار ونباتات وتربة وأنواع الصخور. كما تمت زيارة مركز كوركو للبيئة، التابع لإدارة المياه والغابات. واختتمت أشغال الدورة بكلمة ختامية توجيهية ألقاها عبد العزيز عنكوري، المدير المكلف بتدبير الحياة المدرسية، وزعت إثرها شهادات المشاركة على الأساتذة المستفيدين من الدورة وحقائب تربوية إعلامية تضمّ وثائق وأوعية معلومات حول البيئة والتربية البيئية وقضاياهما، بعد تعبئة استمارات تقييم الدورة، عبّر فيها المشاركون عن تقييمهم وآرائهم ومقترَحاتهم بخصوص هذه الدورة والدورات التكوينية في المجال البيئي، بما يعكس رغبتهم الحقيقية في امتلاك الآليات الضرورية لتفعيل مكتسباتهم من أجل بيئة أفضل في مناطق عملهم. قد أشرف على الدورة إلى جانب عنكوري، عبد الله يحيى، النائب الإقليمي لوزارة التربية الوطنية في الناظور، والحسين دومي، رئيس مصلحة البرامج التربوية والتكوين المستمر في وزارة الطاقة والمعادن والماء والبيئة، وشاركت في تأطير أشغالها الحمومية، المهندسة في وزارة الطاقة والمعادن والبيئة، بينما أطّر الخرجة الدراسية سعيد أزواغ، أستاذ التعليم الثانوي -التأهيلي في الناظور والفاعل الجمعوي المعني بقضايا البيئة.