دعت جمعيات ناشطة في مجال الإعاقة وزارة التربية الوطنية إلى إدراج بُعد الإعاقة في التكوين الأساسي والمستمر لمهن التربية والتكوين، في ظل صعوبة ولوج الأطفال المصابين بإعاقة إلى مقاعد الدراسة والاستمرار فيها، مستنكرة أن يظل أطفال مغاربة معاقون بدون تمدرس في عام 2016. المقترح المقدم لوزارة التربية الوطنية، بالإضافة إلى المراكز الجهوية للتربية والتكوين، تُنتظر مناقشته في أفق إدماجه في التكوين الأساسي للأساتذة، حتى يتمكن الأطفال من الاستفادة من حقهم في التعليم مع الاستمرارية، على اعتبار أن عددا منهم يلجون المدرسة ويتركونها بسبب ضعف الخبرات. المبادرة الرامية إلى إدماج الأطفال ذوي الإعاقة داخل "مدارس مغربية دامجة"، حرص على إنجازها تحالف الجمعيات العاملة في مجال إعاقة التوحد بالمغرب، بشراكة مع مركز اليقظة للأبحاث والدراسات الإستراتيجية، وتم إعلانها في إطار مائدة مستديرة بكلية علوم التربية عشية اليوم الأربعاء. رئيسة تحالف الجمعيات المذكورة، سمية العمراني، أبرزت في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية أن المبادرة "تروم دفع الأشخاص في وضعية إعاقة إلى المشاركة في اتخاذ القرارات التي تهم السياسات العمومية والحياة العامة، وهي خطوة مبنية على حوار مفتوح وتشاركي بين منظمات تعنى بالإعاقة والفاعل السياسي المغربي". وأفادت المتحدثة ذاتها بأن "المبادرة ارتكزت على الجانب التعليمي"، مشيرة إلى أن "الأطفال بجميع الإعاقات لازالوا يلقون صعوبات في ولوج المدرسة، ليتم طردهم في أقرب فرصة ممكنة، خاصة منهم ذوو الإعاقة الذهنية، كالمصابين بالتوحد والتثلث الصبغي والشلل الدماغي الحركي، بحجج متعددة، من بينها عدم وجود هيئة تدريسية قادرة على ملاءمة البرامج وتتبع الحاجيات التعليمية لهاته الفئة". انطلاقا من الوضع المذكور، أوضحت العمراني أن "التحالف قرر اقتراح إدماج المَصوغَة على المراكز الجهوية لمهن التربية والتكوين، والتي تهم تكوين الأساتذة في مجال الإعاقة، لفهمها من منظور القدرات لا العجز"، حسب تعبيرها. واعتبر متدخلون في المائدة المستديرة المشار إليها أن تحقيق النجاح للمتعلمين ذوي الإعاقة رهين بمشروع تكويني يهم الأساتذة، تعمل على بلورته وزارة التربية الوطنية والمراكز الجهوية لمهن التربية والتكوين وفعاليات المجتمع المدني. ودعا الفاعلون الجمعويون أنفسهم إلى وضع إطار مرجعي للتكوين من أجل تأسيس صرح قوي لمدرسة دامجة تُعنى بالأطفال ذوي الإعاقة، وتمكن التلميذ ذا الاحتياجات الخاصة من الانخراط في الأنشطة وفق قدراته، مع تهييء مدرسة تستقبل جميع التلاميذ بدون استثناء، وتستجيب لحاجياتهم.