تجربة فريدة تلك التي شرعت في تفعيلها المديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية الصخيراتتمارة، بإنشاء مركب لتعليم التلاميذ في وضعية إعاقة داخل مدرسة ابن زيدون بمدينة الصخيرات، من أجل مواكبتهم للانتقال من الدراسة في الأقسام المدمَجة إلى الأقسام النظامية. يستقبل المركب الأطفال الذين يعانون من أربعة أنواع من الإعاقة، وهي التوحد والتثلث الصبغي والصم والبكم والتأخر الذهني. وتهدف المديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية بالصخيراتتمارة إلى نقل هذه الفئة من التلاميذ، بشكل متدرج، من الأقسام المدمجة إلى الأقسام "العادية"، لينالوا حقهم في التمدرس، أسوة بباقي زملائهم، دون تمييز. وأوضح إبراهيم بنشرقي، المدير الإقليمي لوزارة التربية الوطنية بالصخيراتتمارة، أنّ المركز الخاص بالتلاميذ ذوي إعاقة هو مرحلة تمهيدية تروم مواكبة هؤلاء التلاميذ بُغية تسهيل إدماجهم في الأقسام النظامية، آملا تعميم هذه التجربة في مختلف المؤسسات العمومية التابعة لمختلف الجماعات الترابية بالإقليم. واختارت وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي للموسم الدراسي الجاري شعار "من أجل مدرسة مواطنة عادلة ودامجة"، تماشيا مع مقتضيات الرؤية الإستراتيجية 2015-2030، التي وضعها المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي. وتسعى المديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية بالصخيراتتمارة، من خلال المركّب الخاص بالأطفال في وضعية إعاقة بمدرسة ابن زيدون، إلى التطبيق العملي لشعار "من أجل تربية عادلة ودامجة"، بجعله محورا أساسيا، إلى جانب التعليم الأولي، ضمن الموسم الدراسي الحالي. ويوجّه الفاعلون الحقوقيون العاملون في مجال الدفاع عن الأشخاص في وضعية إعاقة انتقادات إلى نظام الأقسام المدمجة المعمول بها حاليا، باعتبار أن عدد الأقسام المتوفر غير كاف لاستقبال كل التلاميذ، ولكونها لا تتوفر على المواصفات المطلوبة، علاوة على كونها تشكّل تمييزا بين التلاميذ ذوي إعاقة وباقي التلاميذ المتمدرسين في الأقسام العادية. في هذا الإطار، أوضح إبراهيم بنشرقي أن المركب النموذجي بمدرسة ابن زيدون، الذي أحدث بشراكة مع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، يتوفر على أربع قاعات وعلى مجموعة من المربيات، ويتم تدبيره بشراكة مع جمعيات شريكة، مشيرا إلى أن هذا المركز يسعي إلى ضمان ودمقرطة ولوج الأطفال ذوي إعاقة إلى المدرسة وإعطائهم حقهم الدستوري في التعليم.