أبرز المشاركون في ثالث لقاءات منتدى فاس الفكرية، والتي تشهدها الدورة ال17 من مهرجان فاس للموسيقى العالمية العريقة, بأن "الربيع العربي" خلق زلزالا سياسيا مكن من تقليص نقط العتمة التي استمرت لأزيد من نصف قرن وكذا مسافة مساءلة الأنظمة وكل فعاليات المجتمعات المدنية. وأوضحوا خلال هذا اللقاء المقام الاثنين حول موضوع " الربيع العربي : آفاق المغرب العربي الجديدة "..أن الربيع العربي الذي تعيشه العديد من البلدان "أحدث إقلاعا ثقافيا رغم فشل المنظومات التعليمية, وأفرز تحولات في العمق يتعين مواكبتها والتأقلم معها".. كما أبرزوا أن هذا الربيع السلمي والطبيعي, الذي لا خلفية له, أفرز دينامية احتجاجية جديدة بالعالمين العربي الإسلامي والغربي, وأن "ما واكبها من أحداث أثرت في الجميع وأفضت إلى مجموعة من الردود الداخلية والخارجية". وبخصوص الشباب فقد أورد بأنه كان "مسلحا بشجاعته وإيمانه ورغبته في تصحيح الأوضاع المتردية", وأن هذا الربيع "يموج بالقيم والمقاصد التي تنم عن تفكير واع حول السلطة والحكامة التي يجب أن ينشدها الجميع, وحول الانتقال الديمقراطي الناعم والسلس بإشراك الجميع في مواجهة رافضي التغيير".. وسجل البعض ضرورة انتقاد الخلط القائم بين ثورات الربيع العربي والإسلاموفوبيا وما تعرفه من تعبيرات مثل "إقحام المسلمين في مجموعة من الأحداث هم براء منها".. وتم التأكيد أيضا على أن ما يسمّى ب "الربيع العربي" ليس مقتصرا على منطقة شمال إفريقيا والشرق الأوسط وإنما هو "ثورة عالمية بدأت تمتد لعدد من البلدان كاسبانيا والبرتغال", وأنه حراك ثورة تروم الوصول إلى "آفاق جد مهيكلة ونتائج جد واقعية والتأكيد على أن كل شعوب العالم معنية بمشاكل العصر الحديث وبإعطاء الشباب المكانة التي يستحقها في هذا الحراك". وأضيف: " الدينامية تتميز بكونها لم تطالب بالعقاب القاسي في حق الفاسدين بل شددت على محاكمتهم بشكل عادل وفقا للقوانين" وأن "الحراك السياسي يختلف من بلد إلى آخر, وأن الفرد بالمنطقة المغاربية قد برز كفاعل رئيسي في الحراك السياسي القائم حاليا بها.. كما أنه لا حديث عن ربيع عربي كامل ومتكامل إلا بعد حل القضية الفلسطينية".