استعرض عدد من الباحثين نتائج دراسات أنجزوها حول الهجرة في كل من ألمانياوتركيا والمغرب؛ اليوم الأربعاء بالرباط، بحضور عدد من المسؤولين من الدول الثلاث المعنية. اللقاء الذي نظمته المجموعة الإستراتيجية حول الإدماج، تحدث فيه أنيس بيرو، الوزير المكلف بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة في حكومة تصريف الأعمال، عن إستراتيجية المغرب في مجال الهجرة، خاصة في ما يتعلق بإدماج المهاجرين وتسوية وضعيتهم القانونية. وقال بيرو إن الوضعية الكارثية لمئات الآلاف من المهاجرين عبر العالم لا تستوجب فقط تأمين حياتهم وسلامتهم، بل أيضا التفكير في آليات إدماجهم، مذكرا بمشاركته في إحدى اللقاءات في شتنبر الماضي حول هذا الموضوع بنيويورك الأمريكية، حيث تم تسليط الضوء على الوضعية الصعبة التي يعيشها المهاجرون، خاصة الذين يتم ترحيلهم بشكل اضطراري. وفي وقت أورد أنه منذ يناير من العام الحالي لقي 3500 شخصا حتفهم أثناء محاولتهم العبور إلى الضفة الشمالية، ذكر الوزير التجمعي المنتهية ولايته أن 300 ألف مهاجر تمكنوا من الوصول إلى القارة الأوروبية، ما فاقم أزمة اللجوء، مشيدا في الوقت ذاته بالدور الإنساني الذي قامت به تركيا في استقبال اللاجئين من الشرق الأوسط، بالإضافة إلى دور ألمانيا على الصعيد الأوروبي، ودعوتها الدول الأوروبية لتتحمل مسؤوليتها. وقال بيرو إن المملكة تعرف ضغطا متزايدا للهجرة، ما جعلها تفكر في خطة لضمان كرامة وإنسانية المهاجرين، وهي سياسة تم تدشينها تحت قيادة الملك محمد السادس، من خلال عملية استثنائية لتسوية أوضاع المهاجرين، وتنزيل برنامج للإدماج، والاستفادة من التغطية الصحية والتكوين المهني والوساطة وغيرها، منوها بما تم تحقيقه في الولاية الحكومة المنتهية، خاصة في مجال الترسانة القانونية في مجال الهجرة. وتابع المسؤول الحكومي ذاته التأكيد أن التعاون الدولي وتبادل الخبرات بين دول الشمال والجنوب، والمنظمات الدولية، يعتبر محورا أساسيا لإنجاح هذه السياسة الخاصة بالهجرة. في مقابل ذلك، تحدث السفير التركي في الرباط، أدهم بركان أوز، عن تجربة بلاده في الهجرة، وقال إنها تعمل بشكل كبير على هذه القضية، خاصة مع التحولات التي تعرفها المنطقة، مثنيا في الوقت ذاته على الدور الذي يمكن أن يلعبه المهاجرون، ليس فقط باعتبارهم قوة للتطور الاقتصادي، وإنما أيضا في مختلف المجالات الاجتماعية. وبالنظر إلى الوضعية التي تعيشها الجارة سورية، قال السفير التركي ذاته إن بلاده تستقبل ما يناهز 3 ملايين ونصف مليون لاجئ، أغلبهم من سوريا، كما تعمل على إدماجهم بغض النظر عن جنسياتهم أو دياناتهم، كاشفا أن فئة من هؤلاء اللاجئين يقطنون في مراكز للإيواء، في حين أن آخرين مستقرون في المدن. وفي حين تحدث عن استقبال بلاده للاجئين والمهاجرين، لم يفوت أدهم بركان أوز الفرصة دون الحديث عن الجالية التركية في الخارج، وخاصة في ألمانيا، حيث يتواجد عدد كبير من الأتراك، مشكلين الجالية الأكبر في هذا البلد، مشيرا إلى أنهم ساهموا في تنميته من خلال العمل في مختلف المجالات، خاصة الاجتماعية والاقتصادية؛ فيما انتقد العنصرية التي تطال بعض الجاليات في بلدان أوروبية، وارتفاع مؤشرات العنف ضد المهاجرين.