احتفت صحف رواندية بالزيارة التي يقوم بها الملك محمد السادس حاليا إلى العاصمة كيغالي، ولقائه بالرئيس بول كاغامي، موردة أنها زيارة تأتي لدعم العلاقات الثنائية بين المغرب ورواندا، وأنها الأولى للعاهل المغربي إلى هذا البلد منذ اعتلائه سدة الحكم سنة 1999. وتوقفت منابر إلكترونية رواندية، من قبيل "دو نيو تايمز" و"إيرونديل نيوز أجانسي"، عند الحفاوة البالغة التي استقبل بها الشعب الرواندي العاهل المغربي، كاستقباله بالفرق الراقصة التراثية، وهو ما أثار فضول وسرور الجالس على عرش المملكة. واعتبرت صحف رواندية أن ملك المغرب يزور هذا البلد المنتمي إلى إفريقيا الأنجلوساكسونية ضمن وفد رسمي هام يضم كبار المسؤولين وعددا من الوزراء، في إشارة إلى مستشاري الملك فؤاد عالي الهمة وياسر الزناكي، ووزراء الداخلية والخارجية والمالية والفلاحة والأوقاف.. وذهبت المصادر ذاتها إلى أن زيارة العاهل المغربي إلى رواندا هي بمثابة "المعاملة بالمثل" حيال الزيارة التي سبق للرئيس كاغامي أن قام بها إلى المملكة في يونيو الماضي، إذ وشحه الملك محمد السادس بقلادة الوسام المحمدي، أرفع وسام تمنحه المملكة لضيوفها من قادة الدول. في المقابل أبدت صحف جزائرية "حسرتها" و"خشيتها" من النتائج المحتملة لزيارة العاهل المغربي إلى كل من رواندا وتانزانيا وإثيوبيا، وربطت توقيت هذه الزيارة الملكية إلى بلدان شرق وجنوب إفريقيا بسعي الرباط إلى العودة إلى منظمة الاتحاد الإفريقي، بعد غياب دام ثلاثة عقود. وذكرت منابر جزائرية أن الملك سبق أن أعلن أن "قرار المغرب العودة إلى أسرته المؤسسية الإفريقية لا يعني أبدا تخليه عن حقوقه المشروعة، أو الاعتراف بكيان وهمي يفتقد أبسط مقومات السيادة، تم إقحامه في منظمة الوحدة الإفريقية في خرق سافر لميثاقها"، في إشارة إلى جبهة البوليساريو. وربطت الصحف الجزائرية ذاتها، المتحسرة على دينامية الدبلوماسية الملكية داخل إفريقيا، بين هذه الزيارة الحالية إلى بلدان إفريقية لم تصوت لفائدة قرار تجميد عضوية البوليساريو داخل "الاتحاد الإفريقي"، وبين تعيين العاهل المغربي لأزيد من خمسين سفيرا في عدد من بلدان العالم. وقالت المصادر عينها إن الزيارة جاءت في وقت قام الملك الأسبوع الماضي، في أكبر تغيير تعرفه الدبلوماسية المغربية منذ توليه العرش سنة 1999، بتعيين عشرات السفراء الجدد، من بينهم 18 سفيرا تم تعيينهم في دول إفريقية كانت الدبلوماسية المغربية شبه غائبة فيها.