بخطوات متثاقلة من تأثير المرض وضغط السنوات، حرص القيادي اليساري البارز والوزير الأول الأسبق عبد الرحمان اليوسفي، على ولوج أحد مكاتب التصويت في ثانوية "ولادة" التأهيلية بالدارالبيضاء، مساء اليوم، حيث أدلى بصوته الانتخابي رغم وضعيته الصحية التي بدت "غير عادية". وشوهد "شيخ الاشتراكيين"، 92 عاما، وهو يتوجه إلى مركز التصويت على الساعة الخامسة مساء، ساعتين قبل إغلاق مكاتب الاقتراع، رغم تقدمه في السن، في خطوة عرفت "تفاعلا جماهيريا، إذ إنه رغم تعبه كان في قمة فرحه، وهو يقول: لقد أديت الواجب"، يورد الصحافي لحسن لعسيبي. وقالت مصادر إعلامية أن اليوسفي يعاني من نزلة برد حادة أثرت على صوته، ما جعله يلجأ صباحا إلى إحدى المصحات بمدينة الدارالبيضاء، وهو ما منعه من الإدلاء بصوته في الاقتراع كما كان معتادا على ذلك في فترة الصباح، وأجل "واجبه الوطني" إلى ما بعد عصر اليوم. وفيما لم يُعرف لمن صوت اليوسفي في الدائرة الانتخابية التي يتبع لها بالعاصمة الاقتصادية، لكن الواضح أنه صوت لمرشح حزب الاتحاد الاشتراكي الذي انخرط فيه عن قناعة وإيمان طيلة سنوات، منافحا عن مبادئ هيئته السياسية التي ضحى من أجلها بحياته وراحة باله. وظهر اليوسفي، الذي قاد في مرحلة سابقة سفينة الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، ودخل بها تجربة حكومة التناوب التوافقي عام 1998، مساء أمس ضمن شريط فيديو، أوصى من خلاله أبناء حزب "الوردة" إلى العمل من أجل منح التوهج إلى حزب المهدي بنبركة عبر صناديق الاقتراع. وكان الزعيم الاتحادي قد بدا في صورة قبل أيام قليلة برفقة المنسق الإقليمي لحزب الاتحاد الاشتراكي، ووكيل لائحته بدائرة طنجة - أصيلة، أحمد يحيى، حيث قال له اليوسفي وفق منابر إعلامية "أنا اتحادي، وكنت اتحاديا، ومازلت اتحاديا، ولن أموت، وأنا غير اتحادي". وفق ذات المصادر، فإن الحراك الداخلي الذي يعرفه حزب الاتحاد الاشتراكي في جهة طنجة، بعد عودة عدد كبير من مناضلي الحزب ممن جمدوا نشاطهم السياسي، قد أثلج صدر "شيخ الاشتراكيين"، وأعاد إليه الأمل في عودة قوية وتوهج وازن لحزب الاتحاد الاشتراكي. وكان اليوسفي قد عاد بقوة إلى أضواء الإعلام قبل أسابيع قليلة، عندما حضر إلى جانب الملك محمد السادس، في حفل تدشين شارع "عبد الرحمان اليوسفي"، الذي يحمل اسم الوزير الأول لحكومة التناوب، التي دامت في الفترة بين 1998 و2002، "تكريما لأحد أبناء طنجة وكبار شخصيات الحركة الوطنية، ورجل الدولة الذي طالما أبان عن تفانيه الكبير، وحكمته، وتبصره، ونكران الذات".