فرضت الانتخابات التشريعية الثانية بعد دستور 2011 نفسها بقوة على صفحات العديد من المواقع والصحف الإخبارية الدولية التي أفردت حيزا مهما للحديث عن التشريعيات المغربية، التي جعلت منها ساحة للصراع بين "إخوان بنكيران" و"رفاق العماري". تعاطي الصحافة الدولية مع الانتخابات البرلمانية المغربية، التي انطلق التصويت فيها صباح اليوم، ركز في غالبيته على التنافس السياسي القائم بين حزب العدالة والتنمية وبين حزب الأصالة والمعاصرة. وقد سارت جل المواقع الإخبارية الفرنسية إلى تحليل أبعاد هذا التنافس حول من سيحصد غالبية مقاعد البرلمان، ويشكل الحكومة المقبلة. صحيفة "لوموند" الفرنسية أفردت تقريرا مفصلا حول الانتخابات المغربية أجابت فيه عن 6 أسئلة حول مختلف جوانبها، رسمت من خلاله ملامح المشهد السياسي الحالي على ضوء الانتخابات البرلمانية، موضحة أن الإسلاميين يحاولون الحفاظ على أغلبيتهم داخل مجلس النواب أمام المنافسة الشرسة من "جرار" الأصالة والمعاصرة. من جانبها، لخصت صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية الاستحقاقات الانتخابية لنهار اليوم في صراع بين الإسلاميين في شخص حزب العدالة والتنمية والحداثيين ممثلين في حزب الأصالة والمعاصرة، قبل أن تعود إلى الحديث عن تجربة الحزبين معا على مر خمس سنوات، والتي "حاول من خلالها "الجرار" وقف الزحف الإيديولوجي "للبيجيدي"، لكونه يشكل خطرا على المغرب"، على حد تعبير إلياس العماري، وفق ما نقلته الصحيفة ذاتها. بدورها، تفاعلت الصحافة الإسبانية مع الحدث الانتخابي الذي يجري في جارتها الجنوبية، حيث "يحاول البيجيدي معاودة الكرة والظفر بالانتخابات التشريعية الثانية على التوالي"، حسب صحيفة "إلموندو"، التي أكدت أن بإمكان "إخوان بنكيران" أن يكونوا "أكبر قوة سياسية بالمغرب، بدون أن يؤثر ذلك على موقع الملكية في النظام السياسي المغربي". الصحافة العربية اهتمت بدورها باقتراع السابع من أكتوبر، حيث توقعت صحيفة "الشرق الأوسط" "هيمنة حزب العدالة والتنمية ذي المرجعية الإسلامية المعتدل على الانتخابات، متغلبا على منافسه الرئيسي، حزب الأصالة والمعاصرة"، في مقال خصصته للموعد الانتخابي، فيما تعاطت صحيفة "اليوم السابع" المصرية مع توجه الناخبين المغاربة إلى مكاتب التصويت عبر نشرها لمقال وكالة الأنباء الفرنسية حول الموضوع. توجه الناخبين المغاربة إلى صناديق الاقتراع لاختيار أعضاء مجلس النواب لقي صدى أيضا في الجارة الشرقية، حيث عنونت صحيفة "الخبر" الجزائرية مقالا حول الموضوع ب"منافسة قوية بين العدالة والتنمية وحزب الأصالة والمعاصرة"، اعتبرت فيه الاستحقاقات المغربية اختبارا لشعبية "البيجيدي" من جهة وقدرة المعارضة التي يقودها "البام" على العودة إلى الأغلبية من جهة ثانية.