انتهز نائب الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، والرئيس الجديد لجهة طنجة- تطوان، إلياس العماري، فرصة مروره مساء أمس، في برنامج "90 دقيقة للإقناع" على قناة ميدي 1 تيفي، من أجل الدفاع عن حزبه، وتوجيه عدد من الرسائل لمختلف خصومه في الساحة السياسية المغربية. واعتبر العماري أن حزبه فاز في الانتخابات الجماعية والجهوية التي جرت في الرابع من شتنبر المنصرم، بالرغم من فقدانه لعمودية عدد من المدن الكبرى. المغرب بادية كبيرة في دفاعه عن مكانة الحزب في المشهد السياسي المغربي بعد الانتخابات، قال العماري، إن المغرب لا يتوفر على مدن بالمعنى الحقيقي، وإنما تنتشر فيه البوادي بشكل كبير. وعرج الرئيس الجديد لجهة طنجة- تطوان على نتائج اقتراع الرابع من شتنبر بالتأكيد على أن خصمه السياسي، حزب العدالة والتنمية، فاز في عدد من المناطق التي تنتشر فيها أحزمة الفقر، ولم يفز في مناطق أخرى، ضاربا أمثلة على فوز "البيجيدي" في بعض الأحياء الهامشية في العاصمة الرباط، وعدم فوزه بالمقاعد نفسها في أحياء أكدال والرياض. العماري وصف المدن المغربية ب"أشباه المدن"، حيث كان التمييز بين المدن والقرى في السابق بمدى توفر الماء والكهرباء، والآن أصبح ذلك متاحا في كل مكان، على حد تعبيره، مضيفا بأن المغرب يتوفر على "أشباه حواضر". وفي ما يخص الفائز في الانتخابات الأخيرة، اعتبر المتحدث ذاته أن الرابح الحقيقي في هذه الاستحقاقات، سياسيا وانتخابيا، هو "المغرب والخيار الديمقراطي"، مردفا أن حزب العدالة التنمية تقدم في الانتخابات الجماعية، وهذا ما يمثل نجاحا، و"لذلك هنأته في اليوم الموالي للانتخابات"، يقول العماري. وأقر نائب الأمين العام للأصالة والمعاصرة بأن حزبه قد فشل في بعض المناطق بمعيّة حلفائه، لكن "ذلك ليس عيبا كما لا نتمنى الفشل للآخرين"، في إشارة منه إلى بعض المناطق التي خسرها "البام" لصالح حزب العدالة والتنمية، معتبرا أن حزبه يحمل مشروعا حداثيًّا للمجتمع المغربي، مقابل "تأويل خاص للعدالة والتنمية"، الذي وصفه ب"الجماعة التي أحذر منها المغاربة". تنسيق لا تحالفات العماري خصص حيزا كبيرا، خلال إجابته على أسئلة محاوريه، للدفاع عن مشروع الأصالة والمعاصرة، وكيفية وصوله إلى صدارة الانتخابات الجماعية والجهوية، بالإضافة إلى التحالفات التي عقدها مع بعض الأحزاب في جهات عدة، بالرغم من انتمائها للأغلبية الحكومية. وفي ما دافع العماري عن ترشحه على رأس اللائحة الجهوية "للبام" في جهة طنجة- تطوان، أكد على أن الترشيح كان سياسيا، وأن لائحته في الجهة "حققت أعلى نسبة أصوات على المستوى الوطني"، مشددا على أنه لم "يسرق النصر باحتلال حزب الأصالة والمعاصرة للصدارة". "قبل الانتخابات، قلت إنه في الجماعات والجهات لا يوجد تحالف وإنما تنسيق"، يقول العماري دفاعا عن تحالفات حزبه في تشكيل المجالس المحلية والجهوية، موضحا أن مثل هذه الاستحقاقات لا توجد فيها تحالفات، وإنما تكون الأولوية للتسيير المشترك لهذه المجالس. وكشف القيادي في حزب الجرار عن بعض كواليس تشكيل المجلس الجهوي لطنجة- تطوان، حيث قال إنه إلتقى بجميع ممثلي الأحزاب في طنجة، عدا حزب العدالة والتنمية، من أجل إقناعها ببرنامجه الانتخابي في الجهة. وعن الأولويات التي تحظى باهتمام العماري كرئيس لجهة طنجة- تطوان، أكد أنه لن يهتم بالمدن الكبرى في الجهة، وإنما سيهتم بالهوامش. عودة للطفولة وحديث عن مشروع رجع إلياس العماري لاستحضار طفولته التي وصفها ب"التعيسة"، حيث قال إنه نشأ في ظروف صعبة، ومن الصعب التخلص منها، مضيفا أن هذا لا يعني أن طفولته التعيسة تتحكم فيه. وتابع المتحدث ذاته أنه يدافع عن الأمازيغية، ويحاول أن تكون له مواقفه، بالرغم من "أنها تكون متشنجة وربما تمتد لتكون شوفينية". أما بخصوص المشروع الإعلامي الذي يستعد العماري لإطلاقه قريبا، فأوضح نائب الأمين العام لحزب "الجرار"، أن هذا المشروع يساهم فيه فقط، وليس في ملكيته، موضحا أنه بعد أن خرج من الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري، كان له متسع من الوقت، و"ماكانتش عندي بزاف ديال الخدمة"، على حد تعبيره، مما دفعه للتفكير في "المشروع المستقل مائة في المائة". وكشف العماري أنه تم تعيين صحافي أجني على رأس القسم العربي في المشروع الإعلامي الذي ينوي إطلاقه، مقابل تعيين صحافية فرنسية على رأس الجريدة الفرانكفونية، وذلك بغية "المحافظة على المسافة نفسها بين مختلف التعبيرات في البلاد".