لم يفوت الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، عبد الإله بنكيران، فرصة لقائه بمنتخبي حزبه الظافرين بمقاعد خلال الانتخابات الجماعية والجهوية ل4 شتنبر، كي يعمل على توجيه رسائل لمجموعة من الأطراف، خاصة لخصمه السياسي المفصلي المتمثل في حزب الأصالة والمعاصرة. وأكد بنكيران، في أول تصريح له بعد انتخاب رؤساء الجماعات والجهات، أن ما حصل خلال هذه الانتخابات يعدّ "غير معقول"، مشددا على أنه "من غير المعقول أن يكون الانسان في حزب ويصوت ضد حزبه، أو ضد اختيارات التحالفات" وفق تعبيره. وهاجم بنكيران حزب الاصالة والمعاصرة، الذي واظب على وصفه ب"الحزب المعلوم"، بالقول إنه "يفتقد الشرعية ولم يكن في الموعد"، مضيفا أنه "استعمل أساليبه القديمة من أجل الفوز في الانتخابات، ويبدو أنه لا يريد أن يراجع نفسه وأخطاءه، وهذا ما نحذر منه الوطن والمواطنين والأحزاب" بناء على مضمون كلمته أمام منتخبي تنظيمه. وأوضح الأمين العام لحزب العدالة والتنمية أن وزارتي الداخلية والعدل والحريات "كانتا في الموعد، وضمنتا حياد الدولة خلال هذه الاستحقاقات"، في مقابل "بعض الأحزاب التي أخلفت وعدها معه" على حد قوله الذي ضمنه الأسف من عدم رئاسة كل من جهتي "طنجةتطوان" و"الدارالبيضاءسطات"، مؤكدا بأنه "حز في نفسه ان لا تؤولا إلى الأغلبية"، في إشارة منه إلى تصويت احزاب من الأغلبية الحكومية على إلياس العماري ومصطفى الباكوري، نائب الأمين العام والأمين العام لحزب الاصالة والمعاصرة على التوالي. وزاد بنكيران أنه كان من المفروض ان تؤول الرئاسة للاغلبية في الجماعات والجهات التي لها فيها الأغلبية، لكن ما حصل كان غير ذلك، مهاجما نائب الأمين العام للأصالة والمعاصرة، إلياس العماري، بالقول: "إذا كنت زعيما سياسيا فلماذا لم تترشح في أكدال بالرباط واخترت الترشح في دوار كان يترشح فيه شخص لأزيد من عشرين سنة؟". وفي رسالة ضمنية لحزبي التجمع الوطني للأحرار والحركة الشعبية أكد بنكيران أن كل الاحزاب اصطفت مع حزب الاصالة والمعاصرة، عدا حزبه وحزب التقدم والاشتراكية، وهذا ما مكن "الحزب المعلوم" من رئاسة جهة طنجةتطوان. كما تهكم بنكيران على المبررات التي أعطاها حزب الاصالة والمعاصرة لاتهامات تم توجيهها لمرشحه في جماعة العطاوية بتقديم رشاوى في الانتخابات، حيث أكد أن تلك الأموال "ليست غْرَامَة بل هي رشوة". ولم يفوت الأمين العام لحزب لعدالة والتنمية الفرصة ،وهو يحتفي بما وصفه "الانتصار المبهر للحزب في الانتخابات"، وهو يخاطب منتخبي حزبي بقوله: "لم أعد أسأل عن عدد المدن التي فاز الحزب بها، وإنما عن أسماء المدن التي لم يفز فيها بالاغلبية". المتحدث أرجع ذات النتائج التي حققها حزبه إلى "التدبير الجيد للعدالة والتنمية في المناطق التي كان يتوفر فيها على الأغلبية، وكذا ثقة المواطنين في الحكومة التي يقودها، بالاضافة إلى نظافة يد مناضليه" على حد تعبير رئيس الحكومة. واعتبر بنكيران، أن مرجعية الحزب، المتمثّلة في "المرجعية الاسلامية" و"حفظ الأمانة والصدق"، هي التي كانت من بين أبرز الأسباب في المكانة التي يتواجد عليها الحزب انتخابيا، "بعدما ضحى أعضاؤه كثيراً للوصول إلى الوضع الحالي" بناء على تفسيره. ووجه عبد الإله بنكيران عددا من الرسائل إلى منتخبي الحزب في استحقاقات الرابع من شتنبر، حيث أوصاهم بالتمسك بالمرجعية الاسلامية مع التأكيد على أن دورهم ليس هو مراقبة "دين الناس" وإنما العمل على توفير الخدمات اليومية وتدبيرها في المدن والقرى التي يسيرونها. وتابع بنكيران بأن "الناس ينظرون لتجربة العدالة والتنمية بإعجاب، وهذا ما جعلهم يثقون فيها من خلال التصويت على الحزب"، مضيفا أن "سلطة المال تراجعت في المدن، وسيتم العمل على أن تنتقل العدوى من المدن إلى البوادي" في إشارة منه لاكتساح "البيجيدي" للمدن الكبرى وتفوق "البام" بالقرى.