شنّ محمد الساسي، القيادي في حزب الاشتراكي الموحد، هجوما شديدا على حزب العدالة والتنمية المتزعم للأغلبية الحكومية، وعلى أمينه العام عبد الإله بنكيران، متهما إياه ب"خدمة التحكم" طيلة السنوات الخمس التي قضاها في الحكومة التي توشك ولايتها على الانتهاء. وفي كلمة ألقاها في مهرجان خطابي لفدرالية اليسار الديمقراطي، مساء الثلاثاء بالرباط، قال الساسي: "بنكيران يتحدث عن التحكم، ونحن نقول له فهاد خمس سنين اشنو كنتي كدير؟"، ليجيب: "كتخدم التحكم". وواصل القيادي في حزب الاشتراكي الموحد انتقاداته لزعيم حزب العدالة والتنمية قائلا إن حديثه عن التحكم وادعائه أنّ جهات أعاقت عمل حكومته غير مبرر، مضيفا: "نريد رئيس حكومة يواجه التحكّم بشجاعة ويهزمه، وليس رئيس حكومة يتحالف مع التحكم وبعد ذلك يشتكي منه". وعاد السياسي إلى المرحلة التي سبقت تشكيل حكومة التناوب التوافقي، التي قادها الاتحاد الاشتراكي، قائلا: "قلنا حينها لليوسفي ما هي الأسلحة التي تملك لهزم التماسيح والعفاريت قبل دخول الحكومة؟ لأن رئيس الحكومة يجب أن يكون قويا ومستعدا لمواجهة جميع الصعاب". وانتهز المتحدث الفرصة للتذكير بموقف الأمين العام لحزب "المصباح" من الحراك المجتمعي الذي عرفه المغرب سنة 2011، وقال إن بنكيران "شيطن شباب حركة عشرين فبراير الذين خرجوا ضد التحكم، ولما أتمّ جهوده لنسف عملهم، خدم التحكم". واعتبر الساسي أنّ كل الخطوات التي اتخذها بنكيران طيلة ولايته الحكومية كانت في صالح التحكّم، بدءا من تنازله عن صلاحياته الدستورية، والإجراءات التي اتخذها، وقال في هذا الإطار مخاطبا بنكيران: "حين تقتطع من أجور الموظفين فإنك تخدم التحكم، وحين تأتي بقانون جنائي على مقاس الأمن فأنت تخدم التحكم". وزاد المتحدث ذاته: "بنكيران رفض الملكية البرلمانية التي نطالب بها نحن من أجل الانتقال إلى مغرب ديمقراطي، فهل هناك تحكم أكثر من أن يقول إن المغرب لا يحتاج إلى ملكية برلمانية؟"، مضيفا: "لا بديل للملكية البرلمانية إلا التحكم، ونحن نرفض التواطؤ مع حزب يخدم التحكم"، في إشارة إلى استحالة أي تحالف بين فدرالية اليسار وحزب "المصباح". من جهة أخرى، توقع الساسي أن تتوسع شعبية فدرالية اليسار في غضون السنوات القليلة القادمة، وذكر في هذا السياق أن مناضلين في حزب الاتحاد الاشتراكي يرفضون السياسة الرسمية لقيادة حزبهم، ويرفضون التحالف مع الأصالة والمعاصرة، ومناضلين من حزب التقدم والاشتراكية يرفضون التحالف مع العدالة التنمية، مؤكدا "أيدينا ستكون معهم في المستقبل لتغيير الوضع في المغرب لبناء الملكية البرلمانية وإصلاح الوضع السياسي". على صعيد آخر، وصف الساسي البرامج الانتخابية للأحزاب السياسية ب"الخدعة السينمائية"، موضحا أنه لا يمكن الحديث عن برامج انتخابية إلا إذا كانت للحكومة صلاحيات حقيقية، وذهب إلى القول: "إن كل حديث عن الإجراءات في المجال الاقتصادي بمعزل عن الإجراءات سياسية هو احتقار للشعب المغربي".