أفردت الصحف، الصادرة ببلدان أمريكا الجنوبية، حيزا هاما من صفحاتها لدعوة نقابة شغيلة القطاع العام بالأرجنتين لإضراب وطني غدا الثلاثاء للمطالبة بتحسين الأجور، ولأداء الميزان التجاري الأرجنتيني خلال الربع الثاني من السنة الجارية. كما اهتمت صحف المنطقة باتفاق السلام التاريخي الذي ينتظر أن توقعه، مساء اليوم، الحكومة الكولومبية ومتمردي القوات المسلحة الثورية الكولومبية (فارك)، بحضور العديد من رؤساء الدول والحكومات، بينهم الرئيس الأرجنتيني، ونظيرته الشيلية، ميشيل باشليت. وتوقفت الصحف الأرجنتينية عند دعوة نقابة شغيلة القطاع العام بالبلاد، أمس الاحد، إلى شن إضراب وطني غدا الثلاثاء للمطالبة بتحسين الأجور وخفض الضريبة على الدخل لمواجهة موجة ارتفاع الأسعار، لاسيما بعد أن بلغت نسبة التضخم نحو 43 في المائة. وأبرزت يومية (أمبيتو فينانسييرو) أن نقابة شغيلة القطاع العام لم تنتظر إلى حين المشاركة في الإضراب الوطني العام الذي دعت إليه، الخميس الماضي، أبرز المركزيات النقابية بالبلاد، الكونفدرالية العامة للشغل، في اكتوبر المقبل، والذي سيكون الأول من نوعه في عهد حكومة الرئيس الحالي ماوريسيو ماكري، للمطالبة بفتح مفاوضات بشأن الزيادة في الأجور، وهو ما تتفاداه الحكومة في ظل محاولاتها للإنعاش الاقتصاد المتضرر وإخراجه من الركود الذي لازمه خلال السنوات الأخيرة. ونقلت الصحيفة عن الأمين العام لنقابة شغيلة القطاع العام، هوغو غودوي، قوله إن الدعوة إلى إضراب وطني غدا الثلاثاء دون انتظار الإضراب الذي أعلنته الكونفدرالية العامة للشغل الشهر المقبل، ودون تحديد يوم شن هذا الإضراب، جاءت بهدف عدم منح المزيد من الوقت للحكومة، في إشارة إلى لقاء للحوار بين هذه الأخيرة والكونفدرالية سيعقد الخميس القادم. واقتصاديا، ذكرت الصحف الأرجنتينية أن الميزان التجاري للبلاد حقق فائضا بنحو 37 مليون دولار خلال الربع الثاني من السنة، وذلك نتيجة تراجع حجم الواردات أكثر من الصادرات. ومن جهتها، أوردت يومية (لاناسيون)، استنادا إلى معطيات للمعهد الوطني للإحصاء، أن الصادرات الأرجنتينية، والتي شملت على الخصوص المواد الأولية والمنتوجات الفلاحية، بلغت 18 مليار و151 مليون دولار، بتراجع بنسبة 7 في المائة قياسا بالثلاثة أشهر الثانية من السنة الماضية، في حين بلغ حجم الواردات 18 مليار و114 مليون دولار، بانخفاض بواقع 8 في المائة مقارنة مع الفترة ذاتها من العام الماضي. وعلى المستوى الإقليمي، تطرقت الصحف إلى اتفاق السلام بين الحكومة الكولومبية ومتمردي "الفارك"، والذي ينتظر توقيعه خلال حفل مساء اليوم الاثنين بمدينة قرطاخنة الكولومبية، بحضور العديد من رؤساء الدول والحكومات، لاسيما من منطقة أمريكا اللاتينية، بينهم الرئيس ماكري، وكذا الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، ورئيسة صندوق النقد الدولي، كريستين لاغارد، وديبلوماسيين وشخصيات أخرى. وأبرزت يومية (إنفوباي) أن اتفاق السلام الذي توصلت إليه الحكومة الكولومبية ومتمردي الفارك، والذي يضع حدا لخمسين سنة من المواجهة المسلحة، لن يدخل حيز التنفيذ إلا بعد أن يوافق عليها الكولومبيون من خلال استفتاء ينتظر أن ينظم في الثاني من أكتوبر المقبل. وفي الشيلي، تطرقت الصحف المحلية، على الخصوص، لمشاركة الرئيسة ميشيل باشليت في حفل توقيع اتفاق السلام بين الحكومة الكولومبية ومتمردي حركة الفارك، إلى جانب عدد من رؤساء الدول والحكومات، لاسيما من منطقة أمريكا اللاتينية. وتوقفت يومية (لا تيرسيرا) عند تصريحات الرئيسة باشليت، لدى وصولها مساء أمس الاحد إلى بوغوتا، والتي وصفت فيها توقيع اتفاق السلام بين الحكومة الكولومبية ومتمردي الفارك بأنه "يوم عظيم بالنسبة لكولومبيا، ولأمريكا اللاتينية وللعالم أجمع". وقالت باشليت، تورد الصحيفة، إن "توقيع هذا الاتفاق، بفضل إرادة الحوار، يشكل فرصة كبيرة لكولومبيا للعيش في سلام وهدوء وفي ظل التنمية الشاملة". ووصفت الرئيسة الشيلية هذا الاتفاق، الذي يروم وضع حد لنصف قرن من الصراع في كولومبيا، ب"التاريخي"، مذكرة بحضور الشيلي في كوبا خلال التوقيع على اتفاق وقف إطلاق النار بين الحكومة الكولومبية وحركة الفارك.