تناولت صحف أوروبا الغربية الصادرة اليوم السبت مواضيع محلية ودولية همت على الخصوص الوضع المتأزم في سوريا، والمشهد السياسي في اسبانيا بعد فشل الأحزاب في تشكيل حكومة، وترشح أنطونيوو غوتيريس لمنصب الأمانة العامة للأمم المتحدة ، ومؤتمر الحزب العمالي لاختيار زعيم جديد له . ففي ألمانيا تركز اهتمام الصحف اليومية على الوضع في سوريا ، فكتبت صحيفة (فراي بريسه) في تعليقاتها على مفاوضات نيويورك التي لم تكن حاسمة في مسألة فرض هدنة جديدة بهذا البلد الذي مزقته الحرب ، متسائلة عن دور الأممالمتحدة ، إذ ترى أنه ينبغي التذكير بأن فكرة تأسيسيها كان بهدف أن تولي دور شرطة العالم. وعبرت الصحيفة عن أسفها من أن اجتماع نيويورك ، في الوقت الحاضر ، ميزه "نفاق المجتمع الدولي" لأن الدول الأعضاء ، وفق الصحيفة ، إذا كانت فعلا ترغب في تشكيل "مجتمع دولي حقيقي " ، فإنها لن تكون أنانية ولن تضع نصب عينيها مصالحها الخاصة ، وتعمل من أجل وقف الكارثة في سوريا التي ترزح تحت نيران الحرب منذ خمس سنوات . من جهتها لاحظت صحيفة (رويتلينغه غينرال أنتسايغر) أن التوقعات بالنسبة لحلب وسوريا عموما " قاتمة إلى حد ما" ، إذ من الممكن أن يأخذ إرسال شاحنات تحمل مساعدات إنسانية من الاممالمتحدة إلى المنطقة وقتا طويلا ، مشيرة إلى أن زيارة وزير الاقتصاد الألماني سيغمار غابرييل إلى موسكو ، تأتي على أمل ممارسة ضغوط من أجل إيجاد حل لهذه الأزمة . أما صحيفة (موشنر ميركور) ، فخلصت إلى التشكيك في مسألة إيجاد حل للأزمة في سوريا والمنطقة بأكملها، لأن الوضع ، وفق الصحيفة ، ما فتئ يسوء ويتطور مشيرة إلى أن جون كيري هو مجرد وزير خارجية أمريكا إذ في يوم الانتخابات المزمع تنظيمها في نونبر سيترك منصبه وستظهر استراتيجية جديدة للحكومة الأمريكية المقبلة . وأضافت الصحيفة أن روسيا تعقد الأمل على صعود دونالد ترامب ، وربما حاليا ليست مهتمة بالتوصل إلى اتفاق نهائي للصراع السوري ، لذلك من المرجح أن تستمر الحرب السورية لفترة طويلة . وفي إسبانيا، خصصت الصحف أبرز تعاليقها لخلافات قادة الحزب الاشتراكي العمالي الاسباني أمام سعي زعيمه، بيدرو سانشيز، لتشكيل حكومة بالتحالف مع حزب بوديموس، اليساري الراديكالي، والأحزاب الانفصالية. وكتبت صحيفة (إلباييس) أن القادة الجهويين للحزب الاشتراكي، يؤيدون فك الجمود الذي يعرفه الوضع السياسي في البلاد، ويعتزمون مواجهة مشاريع سانشيز، ورفض فكرة تنظيم مؤتمر للحزب وتشكيل حكومة بالتحالف مع حزب بوديموس. من جهتها أوردت صحيفة (إلموندو) ، تحت عنوان "قادة الحزب الاشتراكي يتعبأون لكبح خطط سانشيز "، أن منتقدي زعيم الحزب يسعون لمنعه من فرض مؤتمر سابق لأوانه ، وتشكيل حكومة بديلة لحكومة راخوي خلال اللجنة الفيدرالية القادمة مطلع أكتوبر. وفي سياق متصل أشارت صحيفة (لا راثون) إلى أن بيدرو سانشيز بعث برسالة لمنتقديه داخل الحزب الاشتراكي مفادها أنه سيقدم تقريرا فقط لمناضلي الحزب الذين سيصوتون خلال المؤتمر الفدرالي. وأشارت اليومية، أيضا، إلى أن زعيم الحزب الشعبي، ماريانو راخوي، مقتنع بأن الحزب الاشتراكي سيغير قيادته بعد انتخابات 25 شتنبر ببلاد الباسك وغاليسيا، حيث يتوقع أن يتلقى الاشتراكيون هزيمة ساحقة. أما صحيفة (أ بي سي) فتطرقت لوضع صخرة جبل طارق بعد البريكسيت، مشيرة إلى أن اسبانيا ستقترح السيادة المشتركة مع المملكة المتحدة على هذه المنطقة لمنعها من الخروج من الاتحاد الأوروبي، مضيفة أن ساكنة الصخرة ستحمل جنسية مزدوجة للحفاظ على وضعها المستقل. وفي البرتغال، لا يزال موضوع دور رئيس المفوضية الأوروبية السابق جوزيه مانويل باروسو في بنك الاستثمار الأمريكي "غولدمان ساكس " تثير اهتمام الصحافة المحلية إضافة إلى موضوع ترشيح أنطونيو غوتيريس لمنصب الأمانة العامة للأمم المتحدة. فكتبت صحيفة (بوبليكو) في تعليق لها تحت عنوان "أرشيف المفوضية الأوروبية كشف عن وجود تقارب بين باروسو وغولدمان ساكس " ، مشيرة إلى أن المصرفيين في البنك الأمريكي العملاق بعثوا برسائل " سرية" إلى مكتب باروسو تتضمن اقتراحات تطالب بتغيير سياسة الاتحاد الأوروبي والتي كان يقرؤها مستشاروه "باهتمام كبير". وأضافت الصحيفة أن الأمر يتعلق برسائل بريد إلكتروني تظهر كيف أن "غولدمان ساكس " كان " سعيدا " بالمواقف التي اتخذها باروسو . ونقلت الصحيفة أن يوم 30 شتنبر 2013، تلقى باروسو رسالة من لويد بلانكفين، الرئيس التنفيذي لبنك "غولدمان ساكس "، الذي كتب فيها يقول " شكرا لكم على تخصيص جزء من وقتكم لغولدمان ساكس ، لقد استمتعت حقا بالمناقشة المثمرة بيننا حول التوقعات الاقتصادية العالمية. وتحت عنوان "لقاء مشجع للغاية بين البرتغالوروسيا ول غوتيريس " كتبت صحيفة ( دياريو دي نوتيسياس ) أنه يبدو أن العقبات التي تحول دون ترشيح أنطونيو غوتيريس في الأمانة العامة للأمم المتحدة تختفي عندما تزيد الشكوك من جانب منافسيه في أوروبا الشرقية . وقال وزير الخارجية البرتغالي أوغوستو سانتوس سيلفا وفق الصحيفة ، إن اجتماعه في شهر يوليوز مع نظيره الروسي سيرغي لافروف خلال زيارته إلى موسكو " كان بالنسبة لي مشجعا للغاية "، مشيرا إلى أن روسيا قالت أمرين " أن مسألة النوع معيار لا معنى له، وأنه من الأفضل أن يكون الأمين العام من أوروبا الشرقية". ومع ذلك، تضيف الصحيفة ، أكد سانتوس سيلفا، بأن الروس يؤكدون أيضا أنهم إذا لم يتم التوافق في الآراء على مرشح من أوروبا الشرقية، فإنها ستعتبر نفسها حرة في اختيار ما تعتقد أنه الأفضل لقيادة الأممالمتحدة. وفي بريطانيا اهتمت الصحف بنتائج التصويت يوم السبت بالحزب العمالي لانتخاب زعيم جديد، والوضع في سوريا وتعيين سفير بريطانيا الجديد في باريس. فسلطت صحيفة (الغارديان) الضوء على تكثيف القصف الذي يشنه جيش بشار الأسد ضد مناطق المتمردين في حلب، تمهيدا لعملية برية ضد ذلك الجزء من المدينة حيث يعيش نو 250 ألف نسمة. وأشارت الصحيفة إلى مقتل 45 مدنيا على الأقل، من بينهم ستة أطفال في قصف من المدفعية من طائرات حربية ، وفقا لبيانات للمرصد السوري لحقوق الإنسان. وكتبت الصحيفة أن ائتلاف المعارضة السورية استنكر "الحملة الإجرامية" التي يشنها نظام الأسد وصمت المجتمع الدولي الذي فشل في تمديد الهدنة وفي تقديم المساعدات الانسانية الى جزء حلب المحاصر. من جانبها عادت صحيفة (ديلي تلغراف ) إلى موضوع تعيين إد يويلين، سفيرا جديدا للمملكة المتحدة لدى باريس، ليحل محل جوليان كينغ، الذي تم تعيينه حديثا مفوضا أوروبيا للأمن . وذكرت الصحيفة أن إد يويلين سيشارك في مفاوضات الخروج الكامل لبلاده من دول الاتحاد الأوروبي. أما صحيفة (دي أندبندنت) فاهتمت بالانتخابات في حزب العمال البريطاني الذي سيختار اسم زعيمه المقبل بعد عملية تصويت المناضلين التي انتهت الأربعاء الماضي. وأضافت الصحيفة أنه سيتم الإعلان عن نتيجة هذا التصويت اليوم السبت خلال المؤتمر السنوي للحزب المعارض ، في ليفربول. وقالت الصحيفة إن جيريمي كوربين، 67 سنة ، من المتوقع أن يخرج منتصرا في مواجهة النائب الويلزي أوين ، 46 سنة . واهتمت الصحف الفرنسية ايضا بانتخاب رئيس حزب العمال المعارض ببريطانيا، مشيرة الى انه من المقرر ان يتم انتخاب جيريمي كوربين على رأس هذا الحزب السياسي. وقالت صحيفة (ليبراسيون) ان هذا الفوز المعلن لن يبشر بعودة قريبة للحزب العمالي الى السلطة والذي يبدأ مؤتمره السنوي بلفيربول ، مضيفة انه على العكس من ذلك يوجد الحزب العمالي بحسب استطلاعات الرأي وراء حزب المحافظين، ويبدو انه منقسم في العمق. من جهتها اعتبرت صحيفة (لوفيغارو) ان نسبة فوز زعيم المعارضة ستحدد هامش مناورته في مواجهة النواب المتمردين، موضحة انه منذ اشهر تحتدم حرب اهلية شرسة بين فصائل حزب العمال مما يضع مستقبل اليسار البريطاني الذي انشىء قبل ازيد من قرن على صفيح ساخن.