اهتمت الصحف العربية الصادرة اليوم الخميس بجملة مواضيع منها اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدةبنيويورك، ومعاناة اللاجئين، والأزمة السياسية اللبنانية، والعلاقات الخليجية الخليجية، ومواضيع محلية. ففي مصر كتبت صحيفة (الأهرام) في افتتاحيتها بعنوان (الرؤية المصرية) عن مشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسي في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدةبنيويورك وقالت إن السيسي طرح في كلماته وتصريحاته للإعلام " رؤية مصر لأمن واستقرار المنطقة الملتهبة، وتحقيق السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين(..) باعتبار أن عدم حل القضية الفلسطينية يعد سببا رئيسيا لعدم الاستقرار في المنطقة". وأضافت أنه إذا كان العالم كله يعاني ويلات الإرهاب والتطرف، فإن منطقة الشرق الأوسط تعد الأكثر معاناة، ولذلك فقد كانت الرؤية المصرية لملف الإرهاب " أكثر وضوحا وشمولا" عندما طالب السيسي بتبني منظور شامل لمواجهة وباء الإرهاب الذي يضرب دول الشرق الأوسط والعالم في مقتل، بحيث لا يقتصر هذا المنظور على الجانب الأمني وحده، وإنما يمتد إلى الجانب الفكري أيضا. أما صحيفة (الأخبار) فكتبت في مقال أن الأزمات المشتعلة والبؤر المتفجرة في المنطقة العربية،أصبحت هي القضايا المسيطرة على فكر وعقل الجميع في الأممالمتحدة . وبعد أن قالت إن الاهتمام العربي بهذه الأزمات مفهوم وطبيعي أوضحت أن الاهتمام الغربي أو الاوروبي والأمريكي بالذات بذلك له أسباب مختلفة تعود إلى " قضيتين رئيسيتين هما، التدفق الكبير للمهاجرين واللاجئين من هذه البؤر والأماكن المتفجرة والمشتعلة إلي اوروبا (..) ثم مشكلة التطرف والارهاب التي اصبحت تهدد اوروبا وامريكا والعالم كله". واستطرد أن الغرب يحرص على مصلحة دوله الخاصة والذاتية وحماية نفسها ومواطنيها من الأخطار التي اصبحت تتهددها نتيجة زيادة حجم المهاجرين واللاجئين،وأخطار الارهاب . وفي نفس السياق كتبت صحيفة (الجمهورية) في افتتاحيتها بعنوان(هدفنا إنقاذ سوريا ) عن فحوى الخطاب الذي ألقاه السيسي أمام القمة العالمية لمجلس الأمن الدولي حول سوريا في نيويورك. وقالت إن السيسي وضع "العالم كله أمام مسؤولياته، وطالب بضرورة أن يتحمل المجتمع الدولي مسؤولية وقف نزيف الدم في سوريا". وأكدت أن الرؤية المصرية لحل الأزمة السورية تقوم على "ركيزتين أساسيتين.. هما الحفاظ على كيان ووحدة الدولة السورية واحترام تطلعات الشعب السوري". وبالإمارات، كتبت صحيفة (البيان)، في افتتاحيتها، عن المساعدات الانسانية التي توجهها الإمارات للخارج موضحة أنه "ما يكاد يمر يوم إلا ويتم فيه الإعلان عن حملات إغاثة ومساعدات للاجئين والمحتاجين داخل وخارج المنطقة العربية، بهدف تخفيف معاناتهم وتمكينهم من مواجهة الظروف الصعبة التي فرضتها عليهم الحروب والهجرات التي ابتليت بها المنطقة". وأبرزت في هذا السياق أن قيام هيئة الهلال الأحمر الإماراتي بإنشاء مخيمين للاجئين السوريين في أكثر المناطق كثافة باللاجئين السوريين في اليونان، يجسد حرص الدولة على تخفيف معاناة اللاجئين بصورة عامة والسوريين بصورة خاصة، "حيث يأتي إنشاء المخيمين في توقيت مثالي، حيث سيتيح المخيمان لهؤلاء اللاجئين ظروفا معيشية أفضل مع قرب فصل الشتاء البارد". وأشارت الافتتاحية إلى أن جهود إغاثة السوريين في العديد من الدول ، تتكامل مع المساعدات التي قدمتها الإمارات لدعم اللاجئين في العديد من الدول بما فيها اليمن وأفغانستان وباكستان والسودان وغيرها. ومن جهتها، أكدت صحيفة (الخليج) في افتتاحيتها أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما أبى في"«خطاب الوداع" أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة قبل أن يحزم حقائبه ويرحل عن البيت الأبيض ، إلا أن يسجل على نفسه موقفا منافيا للقانون الدولي الإنساني ومنظومة القيم السياسية والأخلاقية التي يفترض أن تحكم الحد الأدنى من المواقف السياسية. وأوضحت أن أوباما أراد أن يؤكد على الانحياز الفاضح لسياسة إدارته، كما كل سياسات الإدارات الأمريكية السابقة واللاحقة لكل المواقف الإسرائيلية العنصرية، موضحة أنه " ينظر إلى ما يجري على أرض فلسطين بعيون إسرائيلية وليس بعيون الحق والقانون، ولا يرى إلا ما يقوم به شبان فلسطينيون ضد قوات الاحتلال والمستوطنين في مجرى صراع مفتوح منذ عام 1948، حيث تسد إسرائيل كل نوافذ الأمل أمام شعب يخضع للاحتلال، وتمارس بحقه أبشع أشكال العنف والعدوان والعنصرية والحصار والتوسع". وشددت الافتتاحية على أن أوباما كما غيره من المسؤولين الأمريكيين لا ينظرون إلى القضية الفلسطينية، وكل قضايا العرب الأخرى إلا بعيون إسرائيلية، لأن "إسرائيل بالنسبة لهم كنز عسكري وأمني يحمي مصالحهم وهو جزء من استراتيجياتهم الإقليمية، لا يجوز التفريط به ". وبلبنان، علقت (الجمهورية) على الوضع بالبلاد بالقول إن حاله تتقلب بين "الهبة الباردة والهبة الساخنة"، فالسياسة، وفق الصحيفة، "معتلة" بتعقيداتها المتراكمة ، ورئاسة الجمهورية ضائعة بوعود يقطعها البعض، ويتم التأكيد على أنها لم تفقد صلاحيتها على رغم انها لم تصدق بعد، وب"تفاؤل" يصعد تارة ويهبط تارة أخرى، وفي اليد تلويح بورقة الشارع (مرشح الرئاسة ميشال عون يهدد بنزول أنصاره الى الشارع). وتطرقت للإضراب الذي شنه أمس السائقون العموميون ف"حركوا الشارع احتجاجا على رسوم المعاينة الميكانيكية للسيارات، وأطلقوا بالشلل الجزئي لمفاصل العاصمة، "ما يشبه الإنذار المبكر لتصعيد أكبر في الآتي من الايام، في وجه (الشاحنات السياسية). وفي ذات السياق، أشارت (النهار) الى أنه إذا كانت الاحتجاجات التي نظمها أمس قطاع النقل البري وسائقو الشاحنات والسائقون العموميون،، قد دشنت "على ما يبدو مرحلة من التحركات ذات الطابع الاجتماعي والمطلبي"، فان هذا الواقع سيشكل عاملا إضافيا من عوامل الاستحقاقات الساخنة والمتزاحمة أمام الحكومة لدى عودة رئيس الوزراء تمام سلام من نيويورك وعودة اقلاع المحركات السياسية في الأيام المقبلة. وذكرت أن تمام سلام سيلقي مساء اليوم كلمة لبنان أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، متوقعة أن يطرح موقف لبنان الرسمي من التطورات الداخلية والاقليمية وكذا خطة عملية تتناول قضية اللاجئين السوريين في لبنان وبرمجة عودتهم الى مناطق آمنة في سوريا من خلال برنامج زمني. من جانبها تساءلت (الديار) قائلة "هل يملأ الشارع الفراغ السياسي، وهل فقد المسؤولون القدرة على ابتكار الحلول عبر الحوارات السياسية، ففضلوا الشارع لعله يفتح مسارا جديدا في الأوضاع، يبدل الصورة السياسية الحالية". وأشارت في هذا الصدد الى أن العونيين (نسبة الى مرشح الرئاسة ميشال عون) أعلنوا "حرب الميثاقية" ولن يبدلوا ولن يتراجعوا، وحددوا خارطة طريق لتحركاتهم تبدأ في 28 شتنبر وتنتهي في 13 أكتوبر وما بينهما من تحركات يومية، معلقة أن "الساحة الأساسية هي الشارع". وفي البحرين، قالت صحيفة (أخبار الخليج) إن بإمكان القطاع الصناعي أن يقود الاقتصاد في دول الخليج إذا ما تم الاهتمام بالصناعة والصناعات التحويلية والصناعات المساندة للبتروكيماويات على سبيل المثال، مبرزة أهمية الأفكار التي تم تداولها خلال منتدى البحرين الصناعي، والداعية إلى الاستثمار في التعليم والتدريب، واستغلال (الاقتصاد الأزرق)، أي كل الصناعات والمنتوجات القائمة على خيرات البحر. وشددت الصحيفة على أنه في ظل هذه التحديات الاقتصادية الكبيرة، ينبغي تركيز الجهود على قطاعات مهمة ترفد الاقتصاد بعيدا عن براميل النفط، وأهمها القطاع الصناعي، والقطاع اللوجستي، وقطاع الخدمات، والسياحة النظيفة، وتخصيص الأراضي الكبيرة لإنشاء المصانع واستقطاب الاستثمارات الأجنبية في الصناعة التي توظف الأيدي العاملة وتزيد التصدير وتدعم الاقتصاد الوطني. ومن جهتها، أوضحت صحيفة (الوطن) أن "تعظيم" المصالح الاقتصادية بين دول مجلس التعاون الخليجي وصلت إلى مراحل متقدمة، لكنها لم تصل بعد إلى مرحلة التضامن الاقتصادي، مشيرة إلى أن التضامن قد يكون واضحا سياسيا وعسكريا وأمنيا، لكن التضامن الاقتصادي الخليجي لم يتحقق بعد باعتباره المرحلة الأكثر تقدما في معادلة التوازن بين التنمية والأمن. وكتبت الصحيفة أن الموازنة بين التنمية الاقتصادية في دول مجلس التعاون الخليجي من جهة ومواجهة التحديات الأمنية والسياسية والعسكرية من جهة أخرى، معادلة صعبة ومعقدة، لكنها ليست مستحيلة، مبرزة أنه لتحقيق التوازن في معادلة التنمية والأمن، لابد من تحقيق مبدأين أساسيين، وهما: فصل المصالح الاقتصادية عن الخلافات السياسية، و"تعظيم" المصالح الاقتصادية، وأنه بمثل هذين المبدأين يمكن لدول المجلس التعامل مع إقليم غير مستقر، وتحديات لا تتوقف.