لم يفوّت عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة والأمين العام لحزب العدالة والتنمية، فرصة خروجه الأول بعد مسيرة الدارالبيضاء وبعد التوتر الأخير الحاصل بين كل من وزير العدل والحريات ووزارة الداخلية، من أجل الحديث عن هذين الموضوعين، وكذا استعدادات الحزب لانتخابات السابع من أكتوبر المقبل. بنكيران قال، خلال تقديمه للبرنامج الانتخابي للحزب صباح اليوم، إن ظروف سنة 2011 التي أتت بالحزب إلى رئاسة الحكومة ليست هي الظروف الحالية، حيث بقي في الحكومة طوال خمس سنوات؛ وهو ما جعله أكثر واقعية واطلاعا، واستحضارا للإكراهات. كما عبّر عن ثقته في أن الحزب يستطيع تقديم عدد من الأمور الإيجابية. وعرج رئيس الحكومة على المسيرة التي نظمت ضده أمس بالدارالبيضاء، معتبرا إياه شبيه بالمسيرة التي نظمت ضده خلال تنصيب الحكومة، احتجاجا على تعيين وزيرة واحدة من النساء، بالإضافة إلى المسيرة التي سبقت لقاء نظم بمدينة الدشيرة في مارس من العام الماضي. وتساءل بنكيران عن الجهات التي تقف خلف مسيرة الدارالبيضاء، قائلا: "المسيرة ديال البارح معامن غانهضر وانتقد وحتى واحد ما تبناها"، مشددا على أنه يتعاطف مع المواطنين الذين شاركوا فيها "وعلى بحالكم كنضارب"، فيما خاطب المشاركين فيها بالقول "الا جيتو ضدي عن حق انا قابل .. واذا تلاعبو بكم انا مسامحكم". وفي السياق ذاته، دعا رئيس الحكومة إلى المشاركة بكثافة في الانتخابات المقبلة، كما قال إنه يتوفر على معلومات تفيد بأن مسيرة الدارالبيضاء عرفت تعبئة كبيرة؛ لكن العدد كان قليلا، واصفا ذلك ب"غير الجديد". كما تحدث رئيس الحكومة والأمين العام لحزب العدالة والتنمية، خلال اللقاء ذاته الذي جرى بالرباط، على خطاب التوتر الأخيرة بين كل من مصطفى الرميد، وزير العدل والحريات، وبين محمد حصاد، وزير الداخلية. وأثنى عبد الإله بنكيران على زميله في الحزب بالقول: "الرميد إنسان ولد الناس ومخلص لبلاده والملك ودينه وكيشتغل من نيتو ولايني شي مرات لا يصبر"، كاشفا أن سبب تدوينته يعود إلى قضية بوشتى بوصوف الذي حال الحج دون ترشحه في الانتخابات المقبلة، وكذا قضية المسيرة غير المرخصة بالدارالبيضاء، "ولم يصبر وخرج ديك التدوينة ولا يزيد ولا ينقص"، نافيا أن يكون الرميد مدفوعا من الحزب من أجل الخروج بهذا الموقف. وقال رئيس الحكومة، في هذا الصدد، إن الملك عيّن الرميد بصفته الشخصية رفقة الداخلية لكي يشرف على الانتخابات. كما كشف أنه تحدث مع وزير الداخلية حول الترخيص لهذا المسيرة، وكانت للداخلية مقاربتها الخاصة، حيث لم توقفها وإنما نهجت طريقة المحافظة عليها، مردفا "وزير الداخلية عندما كيقول لي شي حاجة ما شي ضروري أنني نكون مقتنع بها"، على حد تعبيره. وحول مسألة استقالة وزير العدل من اللجنة المركزية لتتبع الانتخابات، قال بنكيران إن الرميد منضبط للقرارات ولا يمكن أن يتخذ قرارا لوحده دون الرجوع إلى الحزب، كما أكد أن ذلك غير مطروح. وقال رئيس الحكومة، دفاعا عن حصيلته طوال السنوات الخمس الماضية، إن عددا من الصعوبات اعترضت عمل هذه الحكومة؛ "لكن هنا أشياء من إنجازها يصعب حصرها، ولا يمكن تجاهلها أو إنكارها أو نسبها للحكومة"، موضحا أن هذه الإنجازات تتشاركها الأحزاب التي تشكل التحالف الحكومي، بالإضافة إلى الوزراء المستقلين؛ ومن بينهم وزارة الداخلية. وبعث رئيس الحكومة برسائل ود إلى القصر، من خلال تأكيده أنه لا يمكن أن تتخذ أية إجراءات دون إذن الملك محمد السادس، معتبرا أن الفضل يعود إليه، "والأمور الإيجابية تعود إليه نظرا لمكانته الدستورية والسياسية"، يضيف بنكيران. وفي الوقت الذي قال فيه بنكيران: "لقد خرجنا من حرارة الربيع العربي التي كانت بهذا الشكل"، شدد على أن واقع العالم بأكمله لا يزال يطرح عددا من الإشكاليات والأسئلة التي لن تنتهي، "إذا تصدر حزبي وعيّيني جلالة الملك سأستمر سأقوم بما أقدر وأحاول تجاوز العراقيل أكثر مما سبق. ولهذا، أحمل المسؤولية للشعب لكي يعرف ما يقوم به في سبعة أكتوبر"، على حد تعبير الأمين العام ل"المصباح"، الذي أكد أنه نجح في مواجهة المعارضة داخل البرلمان.