بدأ حجاج بيت الله الحرام بعد غروب شمس هذا اليوم التاسع من شهر ذي الحجة الجاري بالتوجه إلى مشعر الله الحرام مزدلفة، بعد أن منّ الله عليهم بالوقوف على صعيد عرفات، وقضاء ركن الحج الأعظم. ويؤدي ضيوف الرحمن عقب وصولهم إلى مزدلفة صلاتي المغرب والعشاء جمع تأخير اقتداءً بسنة المصطفى صلى الله علية وسلم، ويلتقطوا بعدها الجمار، ويبيتون هذه الليلة في مزدلفة، ثم يتوجهون إلى منى بعد صلاة فجر يوم غدٍ عيد الأضحى لرمي جمرة العقبة ونحر الهدي. ويقوم حجاج بيت الله الحرام لدى مبيتهم في مزدلفة بعد الإفاضة من عرفات بجمع حصيات لرمي جمرة العقبة بها، والحصيات التي يجمعها الحاج لرمي الجمرات ذات مواصفات معينة في حجمها بحيث تكون مقاربة لحجم حبة الحمص وتكون 7 حصيات لكل جمرة من الجمرات الثلاث. ويعود الحجاج إلى منى صبيحة اليوم العاشر، لرمي جمرة العقبة "أقرب الجمرات إلى مكة" والنحر "للحاج المتمتع والمقرن فقط" ثم الحلق والتقصير ثم التوجه إلى مكة لأداء طواف الإفاضة. ويقضي الحجاج في منى أيام التشريق الثلاث (11 و12 و13 من ذي الحجة) لرمي الجمرات الثلاث، مبتدئين بالجمرة الصغرى ثم الوسطى ثم جمرة العقبة (الكبرى)، ويمكن للمتعجل من الحجاج اختصارها إلى يومين فقط، حيث يتوجه إلى مكه لأداء طواف الوداع وهو آخر مناسك الحج. ويأتي رمي الجمار، تذكيراً بعداوة الشيطان الذي اعترض نبي الله إبراهيم وابنه إسماعيل في هذه الأماكن، فيعرفون بذلك عداوته، ويحذرون منه. والجمرات الثلاث في منى هي عبارة عن أعمدة حجرية بيضاوية الشكل وسط أحواض ثلاثة، تشكل علامات للأماكن التي ظهر بها الشيطان، ورماه بها سيدنا إبراهيم عليه السلام. وكان حجاج بيت الله الحرام تدفقوا وألسنتهم تلهج بالتهليل والتلبية وباختلاف ألسنتهم وألوانهم على مشعر عرفات، اليوم الأحد التاسع من ذي الحجة، لأداء الركن الأعظم في الحج المتمثل في الوقوف بعرفات والذي لا تصح بدونه المناسك، في مشهد مهيب تحيطه إجراءات أمنية مشددة ومتابعة لصيقة من السلطات السعودية. ووصل ما يقارب المليوني حاج من ضيوف الرحمن إلى مشعر عرفات على بعد 12 كيلومترا من مكةالمكرمة بعد قضائهم يوم التروية في مشعر منى يوم الثامن من ذي الحجة، ليقفوا اليوم على صعيد عرفات الطاهر مستغرقين بالخصوص في الذكر والدعاء، وذلك في أفضل يوم طلعت عليه الشمس، والذي ينزل فيه الله تعالى إلى السماء الدنيا ليباهي بعبيده الحجاج الملائكة ويستجيب لدعائهم ويعتق رقابهم من النار. وواكبت قوافل ضيوف الرحمن إلى مشعر عرفات متابعة أمنية مباشرة يقوم بها أفراد مختلف القطاعات الأمنية، التي أحاطت طرق المركبات ودروب المشاة لتنظيمهم حسب خطط تصعيد وتفويج الحجيج، إلى جانب إرشادهم وتأمين السلامة اللازمة لهم.