كشفت جولة في سوق الغنم بمدينة أبي الجعد انخفاض أثمان الأضاحي مقارنة مع سابق الأيام، تحت تأثير مجموعة من العوامل، أهمها رغبة "الكسابة" في استغلال هذه المناسبة لبيع أكبر عدد من الأغنام.."إلى رد لكسيبة غيزيد الكساب على راسو المصاريف، اللهم اتفك ويبيع"، يقول أحد البائعين، قبل أن يضيف: "هاد الخروف مزال مكاسرش، عطاوني فيه 58 ألف ريال -2900 درهم- الخميس الفايت ومبعتش، ودابا لا عطاوني غي 54 نبيع". واعتبر العربي، أحد الباعة، أن الأثمان ظلت منخفضة مقارنة بالسنة الماضية، مضيفا: "ناس معيدة ب800 درهم فقط، عكس السنة الماضية التي لم ينزل فيها ثمن النعاج عن 1200 درهم".. "الكساب" ذاته، الذي اقتصر عرضه على النعاج فقط برر ذلك بالقول إنه انتهى من بيع الخرفان في الأسواق السابقة، وتعمد إبقاء النعاج حتى الأيام الأخيرة، مضيفا: "غالبا من يسر عليهم الله يقتنون الخرفان أياما قبل العيد، وتبقى الطبقة الفقيرة تحاول جمع بعض المال لشراء الأضحية، وهي الشريحة التي تؤخر عملية الاقتناء، وغالبا ما تقتصر فقط على شراء النعاج"، وزاد: "الله إيكون في عون الجميع". رؤوس النعاج كانت أكثر في السوق مقارنة بالخرفان، ولم يتجاوز ثمنها 1800 درهم كما عاينت ذلك هسبريس، وسبب ذلك يقول الحاج المختار، وهو رجل طاعن في السن أبى إلا أن "يقف على شغلو بيدو"، كما علق على ذلك ساخرا، يعود بالأساس إلى "تعمد "الكسابة" التوجه إلى المدن الكبرى"، مضيفا: "الثمن هناك يبقى مستقرا مقارنة بالمدن الصغرى، ويكون الإقبال أكثر كذلك". "السوق الحمد لله مرخوفة، والجودة كاينا، وحتى الثمن ملائم"، يقول أحد الشباب وهو يهم بإخراج كبش اقتناه من "رحبة الغنم"، مضيفا: "اقتنيت هذا الخروف ب2200 درهم، وسبق أن زرت السوق حوالي ثلاث مرات هذا الأسبوع، ويمكن القول إن الأثمان عرفت فعلا انخفاضا ملموسا، لكنه انخفاض نسبي.. أعتقد أن المسكين "غيعيد"". وعن السبب الذي أخر اقتناءه أضحية العيد قال الشاب ذاته إن مكان وضع الخروف يشكل له مشكلا، وزاد: "لا أجد أين أضع الخروف، وأضطر إلى وضعه وسط المنزل..كلما تأخرت في اقتنائه قلت متاعبه". أحد الكسابة رفض الطرح القائل إن الأغنام التي لم تبع ستشكل عبئا على صاحبها، وقال: "أنفق الفلاحة فعلا أموالا كثيرة على الخرفان.. فهناك الخروف الذي أكل حوالي 1000 درهم من العلف في أقل من ثماني أشهر، لكن إذا لم يبع في العيد فسيباع لمحلات الجزارة"، قبل أن يضيف ساخرا: "أنا براسي مزال ممعيدش، إلا متباعوش هاد الجوج خرفان بثمن مزيان لا ينخض على 2500 درهم، غادي نعيد بيهم". وتعتبر سلالة الأغنام الصفراء الموجودة بالمناطق القريبة من مدينة أبي الجعد من أجود الأنواع على الصعيد الوطني، وتصنف من بين أفضل خمسة أنواع من المواشي بالمغرب.