بدأت طلائع "ضيوف الرحمن" الوصول إلى مشعر "عرفات" مساء السبت، استعدادا للوقوف على صعيدها الطاهر اليوم الأحد، التاسع من ذي الحجة، لأداء ركن الحج الأعظم، وذلك بعد أن قضوا يوم التروية أمس السبت في مشعر "منى". وأظهرت لقطات بثها التليفزيون السعودي الرسمي، وصول مبكر لبعض الحجاج إلى صعيد عرفات، فيما تبدأ عملية التصعيد الرسمية بعد فجر اليوم. ويقضي جموع الحجاج ليلتهم في مشعر منى تحفهم السكينة والطمأنينة ذاكرين الله باختلاف ألسنتهم ولغاتهم. وأعلن الأمير خالد الفيصل، أمير منطقة مكةالمكرمة، رئيس لجنة الحج المركزية "نجاح صعود جميع الحجاج من مكة إلى منى بكل سلامة وراحة وطمأنينة، ونجاح الخطة الأمنية التي وضعت لهذا الغرض". وأكد الفيصل، خلال مؤتمر صحفي عقده مساء اليوم، في مقر إمارة منطقة مكةالمكرمة بمشعر منى، انسيابية خطط الصعود إلى منى، قائلا "الجميع رأى هذه الانسيابية التي توصف بأنها طبيعية جدًا، الأمر الذي يبعث الارتياح". ولفت أن عدد من تمت إعادتهم عن أداء الحج بلغ أكثر من 253 ألف مخالف. على صعيد ذي صلة، أعلنت الهيئة العامة للإحصاء السعودية، مساء السبت، أن إجمالي أعداد حجاج بيت الله الحرام، تجاوز المليون و800 ألف حاج حتى الساعة الخامسة مساء يوم التروية (الثامن من ذي الحجة). وأوضحت الهيئة في بيان نشرته وكالة الأنباء السعودية الرسمية أن حجاج الخارج بلغوا مليونًا و325 و372 حاجًا، بينما يمثل حجاج الداخل القادمين إلى مكة عبر مداخلها الستة 199 ألفًا و922 حاجًا، وحجاج مدينة مكةالمكرمة 330 ألفًا و112 حاجًا. وبيّنت أن ضيوف الرحمن ما زالوا يتوافدون إلى مكةالمكرمة عبر جميع منافذها حتى الآن، وأن عمليات حصر أعدادهم مستمرة، ليتم الإعلان عن عددهم الإجمالي في وقت لاحق اليوم الأحد. ويتدفق ضيوف الرحمن مع شروق شمس اليوم إلى صعيد جبل عرفة على بُعد 12 كيلومترًا من مكة، ليشهدوا الوقفة الكبرى ويقضوا الركن الأعظم من أركان الحج. ويقف الحاج على صعيد عرفات الطاهر، أفضل يوم طلعت عليه الشمس، وعرفة كلها موقف إلا وادي عرنة. ومع غروب شمس يوم عرفة تبدأ جموع الحجيج نفرتها إلى "مزدلفة" ويصلّوا بها المغرب والعشاء، ويقفوا بها حتى فجر الإثنين العاشر من ذي الحجة، لأن المبيت بمزدلفة واجب في الدين الإسلامي، حيث بات رسول الله صلى الله عليه وسلم وصلّى بها الفجر. ويعود الحجاج إلى منى صبيحة اليوم العاشر لرمي جمرة العقبة (أقرب الجمرات إلى مكة) والنحر (للحاج المتمتع والمقرن فقط) ثم الحلق والتقصير، وبعدها يتوجهون إلى مكة لأداء طواف الإفاضة. ويقضي الحجاج في منى أيام التشريق الثلاث (11 و12 و13 من ذي الحجة) لرمي الجمرات الثلاث، مبتدئين بالجمرة الصغرى ثم الوسطى ثم جمرة العقبة (الكبرى)، ويمكن للمتعجل من الحجاج اختصارها إلى يومين فقط، حيث يتوجه إلى مكه لأداء طواف الوداع وهو آخر مناسك الحج.