وجّه إلياس العماري، الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، نقدا حادًّا إلى حكومة عبد الإله بنكيران، الموشكة ولايتُها على نهايتها. وقال العماري إنّ النهج الذي سلكتْه هذه الحكومة في عملها، طيلة الخمس سنوات الماضية، أفضى إلى "وضع لا يبشّر بخير حتى لا أقول أكثر"، على المستوى الاقتصادي والاجتماعي والحقوقي. العماري، الذي كان يتحدث في ندوة تقديم مشروع البرنامج الانتخابي لحزب الأصالة والمعاصرة صباح اليوم بمدينة الدارالبيضاء، عاد إلى التقرير الذي سبق أن أعدّه الحزب حول حصيلة الحكومة، قائلا: "الهدف ديالنا من القراءة النقدية التي قمنا بها ماشي نصيّدو الحكومة فين فشلات ونْركبو على الفشل ديالها لتحقيق الفوز، بل الهدف هو معرفة أين يكمن الخلل". واعتبر الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة أنّ الخلاصة التي انتهت إليها القراءة النقدية في عمل الحكومة الحالية، التي أجراها حزبه اعتمادا على معطيات رقمية وتقارير مؤسسات حكومية ورسمية، هي أن "الحصيلة التي تضمنها التقرير والتي لا نقول إننا لامسنا فيها جميع الجوانب هي أننا اليوم في حالة سيئة. وركّز العماري بالأساس على الجانبين الاقتصادي والاجتماعي، مشيرا إلى ارتفاع المديونية؛ "فاليوم كل مغربي ومغربية كاتسالو ثلاثة وعشرين ألف درهم، بينما كان كل مغربي في بداية الاستقلال يحلم فقط بعشرين درهم لكي يعيش، وبعد ستين سنة أصبح مْديون بجوج مليون وستين ألف ريال، وهادش خطير". الأمين العام لحزب "الجرار"، الذي يخوض صراعا حاسما مع حزب العدالة والتنمية من أجل الظفر بالمرتبة الأولى في الانتخابات التشريعية المقبلة وقيادة الحكومة المقبلة بالتالي، قال إن المديونية المرتفعة ستكون لها تبعات كبيرة على التعليم والصحة والسكن والوضعية المعيشية العامة. كما أنها ستنعكس سلبا على الوضع الحقوقي والاجتماعي بشكل عامّ، على حدّ تعبيره. وحمّل العماري حكومة بنكيران مسؤولية "الوضع السيّء" الذي يعيشه المغرب، حسب وصفه، قائلا: "كان من الممكن أن نتعاون مع الحكومة، ونتقاسم معه الحِمْل؛ لأنه حين يكون الحمل ثقيلا ونتقاسم حَمْله يصير وزنه أخفّ. ولكن للأسف الحكومة أغلقت باب الحوار في وجه الجميع، ولم تتحاور لا مع النقابات ولا مع المنظمات الحقوقية، ولا المنظمات النسائية، ولا مع الهيئات الثقافية"، مضيفا "سبب الأزمة هو عزلة الحكومة". وللتعبير عن أن حزبه سينهج منهجية مختلفة، قال العماري إنّ البرنامج الانتخابي الذي سيعرضه حزب الأصالة والمعاصرة أمام الناخبين تمّ وضعه بالاشتغال مع مختلف تعبيرات للمجتمع المغربي، السياسية والمدنية والنقابية والحقوقية، قائلا "برنامجنا واقعي، احتكمنا فيه إلى مقاربة تشاركية ومعطيات واقعية في صياغته، وإذا تولينا قيادة الحكومة سنعيد القطار الذي زاغ قليلا إلى السكة". الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة أكد على أهمّية التعاون بين مختلف الأطراف ليتقدّم المغرب، قائلا: "الحزب ليس وحده من سيطور البلد، أبدا، ومخطئ من يعتقد أننا لوحدنا يمكن أن ننجز شيئا. سنساهم في إنقاذ البلد؛ ولكن بمعيّة من نتقاسم معه توجهاتنا"، مضيفا: "هذا لا يعني أنني غير متفائل، بل أقول إنه يمكن تصحيح الوضع، هذا ممكن".