دفعت عملية انتحارية قام بها مقاتل مغربي ينتمي لتنظيم "الدولة الإسلامية" وسط جنود أتراك بمنطقة جرابلس السورية، المتاخمة للحدود التركية، قيادة القوات المسلحة التركية إلى استنفار مكثف، اليوم الأربعاء، عبر إرسال مزيد من الدبابات والعربات المدرعة، في إطار عملية "درع الفرات" التي أطلقتها تركيا بتنسيق مع قوات التحالف الدولي و"الجيش الحر" ضدّ تنظيم "داعش". ونشرت المواقع الالكترونية الموالية للتنظيم الجهادي ذاته خبراً عاجلا، موقعا باسم "الدولة الإسلامية – ولاية حلب"، يعلن فيه الإيقاع بقتلى في صفوف قوات الجيش التركي الذي يصفه ب"الجيش المرتد"، إلى جانب "صحوات الردة"، في إشارة إلى قوات الجيش السوري الحر، "بعملية استشهادية غربي جرابلس". وتابع المصدر ذاته بأن العملية نفذها مقاتل مغربي يدعى "أبو أيمن المغربي"، مضيفا أنه توجه صوب هدفه في قرية الكلية غربي جرابلس، قبل أن يتمكن من "تفجير عجلته المفخخة وسط جموعهم حاصدا العشرات بين قتيل وجريح". وأوردت الوثيقة الإخبارية، الصادرة عن مقاتلي "داعش" الذي فقد أمس المتحدث الرسمي باسمه أبو محمد العدناني إثر غارة يرجح أنها لقوات التحالف الدولي، أن العملية العسكرية للتنظيم شملت أيضا "تدمير دبابتين للجيش التركي المرتد بصاروخين موجهين في محيط القرية ذاتها ليقتل ويصاب من كان فيهما"، وفق العبارات الواردة في البيان. وأكدت وكالة "الأناضول" الإخبارية التركية، خبر تعرض قوات "الجيش السوري الحر" ووحدة المدرعات التركية لإطلاق نار من قبل مقاتلي "داعش" على مستوى قرية "الكلية" التابعة لمدينة جرابلس، شمالي محافظة حلب السورية، مشيرة إلى أن العملية أسفرت عن جرح 3 جنود أتراك وتدمير دبابة، فيما اتهم الجيش الحر قوات التحالف الدولي بالتخاذل بعدما "تأخرت في تقديم المؤازرة الجوية لقوات المعارضة السورية ووحدات المدرعات التركية المرافقة لها، أثناء تعرضهما أمس لهجوم مباغت من قِبل عناصر تنظيم داعش". وكانت وحدات من القوات الخاصة في الجيش التركي، بالتنسيق مع القوات الجوية للتحالف الدولي، أطلقت فجر 24 غشت الجاري حملة عسكرية في مدينة جرابلس، تحت اسم "درع الفرات"، تهدف إلى دعم قوات "الجيش السوري الحر"، وتطهير المدينة والمنطقة الحدودية من المنظمات الإرهابية، خاصة تنظيم "داعش" الذي بات يهدد الدولة التركية، بعدما تبنى في الآونة الأخيرة هجمات عدة. وفي تقرير إحصائي نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، فإن جرابلس هي آخر المواقع التي فقدها تنظيم "الدولة الإسلامية" بعد انسحابه منها قبل أيام، إثر عملية "درع الفرات" العسكرية التي شنتها تركيا لتحرير المدينة الحدودية، وهي المنطقة رقم 56 التي أجبر "داعش" على الانسحاب منها منذ تواجده بها (ضمنها خمس مدن كبرى)، من أصل 126 موقعا مدنيا وعسكريا في سوريا والعراق.