دعا محمد عبادي، الأمين العام لجماعة العدل والإحسان، إلى تطبيق ما وصفه "المنهاج النبوي" في بناء الفرد والجماعة والدولة، مشددا على أن "الهمّ"، المقصود به مشروع "العدل والإحسان"، يحتاج إلى ترجمته في "برنامج عملي جهاديّ". جاء ذلك في سياق إجابته عن سؤال يهم تنزيل مضامين كتاب مرشد الجماعة الراحل، عبد السلام ياسين، المعنون ب "المنهاج النبوي.. تربية وتنظيما وزحفا". عبادي، وضمن حوار أجراه مع موقع "مدرسة الإمام المجدد عبد السلام ياسين" التابع للجماعة، عاد مرة أخرى إلى موضوع الخلافة الإسلامية وربطها بواقع أنظمة الحكم الحالية، بقوله إن ثمة "انفصالاً للدعوة عن الدولة"، على أن مدة هذا الانفصال، الذي وصفه ب"النكد"، طالت "منذ تحولت الخلافة إلى ملك عاضّ إلى اليوم"، في توضيح منه لعلاقة "الشيخ والمريد" المعتمدة داخل أدبيات "العدل والإحسان" التنظيمية. واعتبر القيادي الإسلامي أن "الصحبة الفردية المختصرة في ثنائية شيخ ومريد هي صحبة طارئة ظهرت نتيجة انفصال الدعوة عن الدولة"، مشيرا إلى أن الأصل هو "الصحبة والجماعة كما كان في عهد الحبيب المصطفى (ص) ثم الصحبة في الجماعة كما كان الأمر في عهد الخلافة الراشدة"، وفق تعبيره، مضيفا أنه "بدون الصحبة الجماعية الجهادية لن تكون معالم المنهاج النبوي مكتملة". وعن المجالس التربوية، التي تنظمها الجماعة بشكل أسبوعي في البيوت تحت مسمى "مجالس النصيحة" وعانت في أكثر من مرة من منع السلطات بمبرر عدم الترخيص، قال عبادي إنها "مجلس النصيحة" تبقى مفتوحة في وجه "الراغبين في مقامات الإحسان المتشوقين لمعرفته.. وهو مجلس غير ملزم تنظيميا"، موضحا أن تلك المجالس لا تتضمن برامجها سوى "الاجتماع على الله، وجمع الخير للمنصوح"، وفق تعبيره. وطرح عبادي مصطلح "الصحبة الجماعية الجهادية" التي قال إنها أحد مقومات تنزيل شعار الجماعة المتمثل في "العدل والإحسان"، موضحا أن "العدل والإحسان أمران أوجبهما الله على المسلمين. ولن يتحققا إلا بصحبة جماعية جهادية"، ليتابع بأن "السعي الحثيث والحركة الدؤوب لتقويض الباطل وإقامة العدل في غياب الصحبة لن يفضيا إلى تحقيق الغاية الإحسانية"، و"الصحبة الفردية في غياب مشروع جهادي لن تترتب عليها الإطاحة بالباطل وإقامة العدل". وعرّج المسؤول التنظيمي الأول عن الجماعة إلى الحركات الإسلامية فقال إن هذه التيارات الساعية إلى استئناف الحياة الإسلامية "قلَّ ما تجد في صفوفها من يعيش الحرقة واللوعة والشّوق إلى لقاء الله، إلّا إذا طعّمت صفوفها بالعارفين بالله"، معتبرا أن الحركات الصوفية القائمة على الصحبة الفردية "قلّ أن تجد فيها من يحمل همّ الأمة ويترجم هذا الهمّ إلى برنامج عملي جهادي". "أكرم الله عز وجل الإمام المجدد بتأسيس جماعة حاملة لواء العدل والإحسان معاً. ونحن على خطاه -إن شاء الله- نسير"، هكذا خلص محمد عبادي في كلامه عن المسار الذي تتخذه الجماعة بعد وفاة مرشدها عبد السلام ياسين فجر يوم الخميس 13 دجنبر 2012، معتبرا أن "المنهاج النبوي" الذي ألفه الراحل عام 1982، وتصفه الجماعة بأنه يتضمن "التصور التربوي والتنظيمي والسياسي للعمل الإسلامي في زمن الفتنة"، يحيل إلى "تطبيق عملي لكتاب الله وسنة رسوله، مع مراعاة تغيّر الظروف والزمان والمكان".