تباينتْ ردود فعل المعلّقين على توشيح الملك محمد السادس لعدد من الوجوه الفنية والرياضية والثقافية، خاصّة الشباب منهم، بمناسبة عيد الشباب في قصر مرشان بطنجة، أمس الأحد؛ بيْن من اعتبر التوشيح بادرة حسنة لتشجيع الشباب المغربي على الإبداع والعطاء، وبيْن من اعتبرَ أنّ عددا من الوجوه التي جرى توشيحها لا تستحق ذلك. أغلبُ المعلّقين من قراء هسبريس، الذين علّقوا على موضوع توشيحات عيد الشباب بطنجة، اعتبروا أنَّ لائحة المرشّحين للتوشيح بأوسمة ملكية يجبُ أن يُعاد فيها النظر، حتّى ينالَ الأوسمةَ من يستحقها. وتساءل آخرون عن المعايير المعتمدة في هذا الصدد. "أتساءل عن المعايير التي تؤخذ بعين الاعتبار قصد التأهل لهذا التوشيح الملكي"، تتساءل قارئة سمّت نفسها "مواطنة أم". ولمْ يُخْف عدد من القراء "صدمتهم" من توشيح صدور وجوهٍ شابّة بأوسمة ملكية، بداعي أنَّهم لهم يقدّموا شيئا للمجتمع المغربي يستحقون نيْل وسام عليه. وكتب قارئ اختار لنفسه اسم "مغربي غيور": "الأوسمة الملكية ولّاو غير تتفرقو على من كان قدم شيء لهذا الوطن أم لم يقدم... لا أعرف كيف يتم اختيار الموشحين، ولكن الصراحة هذا العام المستوى طاح بزاف". وانتقدَ أغلبُ القراء المُعلقين على الموضوع استئثار الفنانين وبعض الوجوه الشابة المثيرة للجدل بحصة الأسد من الأوسمة الملكية، ورأوْا أنّ ذلك يعبّر عن سياسة للدولة تتوخى توجيه الشباب المغربي ليسير على نهج هؤلاء الفنانين. وكتبَ قارئ: "غالبية الموشحين من أهل الطرب والسينما، زعما بلا ما تصدعوا ريوسكوم مع العلم، لي بغا الربح والرضا فليذهب إلى عالم الشطيح". في السياق نفسه، كتب عمر: "ماذا يستفيد المجتمع من المغنيين والممثلين والملحنين وهل راية البلاد ترفع بالغناء؟ بينما هناك أناس معاقون ويتامى في أمسّ الحاجة إلى تلك الأوسمة. رحم الله عمر، وما أدراك ما عمر، كان لا ينام حتى يطمئن على الفقراء. وكان يقول رضي الله عنه: أيها الناس من رأى في اعوجاجا فليقومه. ونحن الآن نرى المنعرجات ولا أحد يتكلم". وعلّق قارئ آخر: "من المؤسف أن أرى أغلب الموشحين بالوسام الملكي هم من أصحاب الفن. أنا لست ضد الفن ولكن أين هم المعلمات والمعلمين الذين يعلمون أطفالنا في القرى النائية، وكذلك الممرضين والممرضات، وأبناء المقاومين والقوات المسلحة الساهرة على أمتنا، ورجال الشرطة النزهاء، وكذلك ربة البيت التي سهرت وربت أجيالا منهم علماء وأبطال ومثقفين؟". في المقابل، طالبَ معلّقون آخرون بالالتفات إلى فئاتٍ أخرى من الشعب، غير النجوم والمشاهير، وتخصيص نصيب لهم من الأوسمة الملكية في المناسبات الوطنية. يقول أحمد في تعليق له: "يا صاحب الجلالة لو كنتم، أعزكم الله، تقرؤون هذه التعاليق المرجو الاهتمام بالجنود. المعلمون. الأطباء. الممرضون... الذين ضحّوا بالغالي والنفيس مدة عملهم. وليس مخربي العقول لشبابنا بأغانيهم ومظاهرهم التي لا تمت لديننا ولا لتقاليدنا بشيء".