هل هي سكيزوفرينيا؟ أم اختلاف الأذواق؟ أم تراجع الأذواق فرضه تراجع الفن الأصيل؟ أم أن الأذن الموسيقية أصابها ما أصابها من تلوث فني أصبحت من خلاله عدد المشاهدات على فيديوهات اليوتوب هي المحددة والفاصل بين فنان ناجح وآخر فاشل؟ تلك خلاصة التعليقات التي أفرزها الفضاء الأزرق (فيسبوك)، عقب كشف أسماء الموشحين أمس الجمعة، من طرف الملك محمد السادس بأوسمة مختلفة، خلال ترأس جلالته حفل استقبال بمناسبة الذكرى ال 52 لميلاده.
عدد من المغاربة أصابه الذهول، وفوجئ لأنه سمع باسم فني لأول مرة ك " أمينوكس"، وأيضا "آش نايم"، لكن بعضهم عبر عن استغرابه من أسماء تم توشيحها بالرغم من أنها في بداية الطريق، وإذا كانت القراءات تختلف بين توشيح أسماء فنية تم تكريمها على عطاءاتها وتاريخها الفني، فيمكن فهم الرسالة من توشيح أسماء في بداية المشوار، وهو ما يعتبر تشجيعا للأسماء الشابة التي ظلت دائما تعاني التهميش والإقصاء خلال مراحل سابقة، حين كانت الأسماء "الكبيرة" تسيطر على المجال الفني، ويصعب بروز اسم أمام أسماء ظلت تصول وتجول لوحدها في الساحة.
ثورة التكنولوجيا، حاضرة بقوة في تعليقات رواد الفيسبوك، خاصة وأن الشباب فرض وجوده عبر هذا الموقع الذي بات فضاء للشهرة والنجومية، بل أصبحت مهرجانات كبيرة تعتمده للتعاقد مع فنان، باعتبار أن عدد المشاهدات يعني أوتوماتيكا عدد المعجبين والمهتمين بأغاني وأعمال الفنان، حتى وإن استعمل هذا الفنان طرقا مختلفة لوصوله إلى ملايين المشاهدات.
أسماء كثيرة لم يطالها النقد، فوسام المكافأة الوطنية من درجة قائد، والذي حصل عليه "حمادي عمور"، "صلاح الدين بنموسى"، "رشيد الوالي"، "عزيز الفاضلي"، "ميلود الحبشي"، "مولاي الطاهر الأصبهاني" عضو مجموعة جيل جيلالة والملحن "أحمد العلوي"، لم يثر تعليقا ولا رفضا فيسبوكيا، نفس الشيء بالنسبة للفنان المصري الكبير "هاني شاكر" والفنان الإماراتي "حسين الجسمي"، اللذان تم توشيحهما بوسام من درجة قائد.
نفس الشيء بالنسبة لوسام المكافأة الوطنية من درجة ضابط، والتي حصل عليه كلا من "نعمان لحلو"، "سعيد الشرايبي"، "البشير عبده"، "عائشة مهماه" و"حنان الفاضلي."
جدل "شعب الفيسبوك" استمر، ووجهت انتقادات كبيرة لتوشيح "سعيد مسكير" بوسام المكافأة الوطنية من درجة فارس، حيث رأى البعض أن قيمته الفنية "متواضعة"، ولا يستحق أن يحصد هذا الوسام، معتبرين أن أغانيه شديدة البساطة ومكررة لحنا، نفس الانتقادات وجهت للكويتي "مصعب العنزي" الذي قدم ملحمة لاقت انتقادات واسعة من قبل فنانين مغاربة وإعلاميين، كما تواجه أغانيه المغربية سيلا من الانتقادات باعتباره يستعمل كلمات سوقية، كما حدث في أغنيته مع الفنان اللبناني "عاصي الحلاني"، كما أن أغانيه المغربية تفتقد إلى روح "تمغربيت."
أما النجم المغربي "سعد المجرد"، أو ما بات يعرف بالظاهرة الفنية العربية، فقد كيلت له الانتقادات بسبب ضعف رصيده الفني، الانتقادات وجهت ل "المجرد" بسبب أغنيته "معلم" التي خلقت الحدث على موقع اليوتوب، تعليقات على "وسام المجرد" لم تخلو من إشادة كذلك، فقد اعتبره البعض استثناء، فبفضله وصلت الأغنية المغربية بأقصى سرعة إلى العالم العربي، وهي التي ظلت حبيسة معاناة "الوصول" مع أبرز النجوم واستعصت في الوصول إلى الأذن العربية بالرغم من وجود أسماء قوية على الساحة العربية في مقدمتهم الديفا "سميرة سعيد"، التي لطالما عبرت عن حاجتها إلى أغنية تتلاءم وإمكانياتها الصوتية، وكذا مع اختياراتها لصعوبة اللهجة المغربية من جهة، وعدم تقبلها من طرف الجمهور العربي، وهي النقطة التي اعتبرها البعض تأكيدا على أحقية "المجرد" بالوسام من بين جميع الاسماء الموشحة على مستوى الشباب، خاصة وأن أسماء فنية تم توشيحها لم يعرف لها طريق وبحث عنها الفيسبوكيون لمعرفة نوعية الأغاني والأعمال التي قدمتها.
من بين التعليقات الساخرة كانت: "هاذ العنزي… مين خرج لينا حتى هو جاي يزاحم يمكن خدا الوسام على اغنية الساطا ههههه الى كان هذا شاعر اوا الله يرحم الشعر" أحدهم دافع عن الاوسمة وعن أسمائها، وعلق قائلا: " سمحيلي أختي غزلان ملكنا عارف شكون هو أمينوكس .. هو فنان كيغني فئة ''البوب" وعندوا شوية الشعبية .. وملكنا كيشجع الشباب لي علا وجه العطاء ماشي ضروري حتى تضرب مسيرة فنية طويلة عاد كتاخد وسام لا.. يمكن لأي واحد بادي ياخدوا خاصوا غير يبين حنة يديه."
ويستمر الجدل.. "تم تكريم الفنانين مصيبة" "ما تكرموش مصيبتين"..