ما زال نهر أم الربيع يحصد مزيدا من الغرقى، الذين قُدر عددهم ب25 ضحية خلال فصل الصيف الجاري؛ كان آخرهم يافع يبلغ من العمر 17 سنة. وغرق المسمى قيد حياته عبد الفتاح بمياه نهر أم الربيع، على مستوى دوار أولاد بن احسيسو التابع لجماعة دار ولد زيدوح، ليظل مفقودا طيلة تسع ساعات، قبل أن تتمكن عناصر الوقاية المدنية التي حلّت بعين المكان من انتشال الجثة بمساعدة شباب القرية على الساعة الواحدة ليلا، ليتم نقلها صوب مستودع الأموات بالمستشفى الجهوي ببني ملال. وتكرر مثل هذه الحوادث كل سنة في ظل افتقار جهة بني ملال – خنيفرة للمرافق الترفيهية والثقافية الضرورية والمسابح البلدية. وقال محمد الذهبي، رئيس مركز الفرع المحلي للمركز المغربي لحقوق الإنسان بدار ولد زيدوح، ضمن تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، إن المسبح البلدي بالجماعة لم يتم فتحه في وجه شباب وأطفال المنطقة منذ إنشائه، لافتا إلى غياب أي متنفس في منطقة تتعدى ساكنتها 30 ألف نسمة غالبيتها من الشباب والأطفال. إلى ذلك، قال بيان للهيئة الحقوقية ذاتها إن "حوادث الغرق المفجعة والمتكررة بين الفينة والأخرى، تقع على مرأى ومسمع من السلطات والمنتخبين، وتعكس مدى الاستهتار بأرواح المواطنين من قبل هؤلاء، وعدم قدرتهم على الاضطلاع بمهامهم على أكمل وجه"، حسب التعبير الوارد فيه. وحصرت الوثيقة أسباب هذه الحوادث في "كون ميزانيات هائلة تصرف على تدشين المرافق دون أن يكون لها أثر على أرض الواقع، إذ إن المنطقة تفتقر إلى أبسط مقومات الارتقاء بالأطفال والشباب، مثل المركبات الثقافية والرياضية".