بعد أربعة أيام من الانطلاقة الرسمية لأول دورة ألعاب أولمبية في مدينة ريو دي جانيرو البرازيلية، لازالت سبورة الميداليات الخاصة بالمغرب خاوية، بعد عدم تمكن المشاركين المغاربة من تحصيل أي ميدالية؛ حيث تم إقصاء عدد منهم، الواحد تلو الآخر، ما خلق موجة من الانتقادات الحادة والساخرة من المستوى الذي ظهر به اللاعبون الأولمبيون المغاربة. وانبرى عدد من النٌّشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي إلى انتقاد أداء الرياضيين المغاربة، معتبرين أن الوزارة الوصية تهدر أموالا طائلة على شباب "ما غادي يْجيبو والو"، محملين المسؤولية "للدولة والجهات المسؤولة عن الفشل المتكرر والمستمر وربما المقصود"، وفق تعبير أحدهم. وانتقد مغاربة ما اعتبروه "فشلا ذريعا" للرياضيين الشباب بريو البرازيلية، معتبرين أن الأمر يتعلق ب"اختلالات حقيقية يجب معالجتها في الساحة المغربية، والأمر ينطبق كذلك على الرياضة والسياسة والاقتصاد والتعليم والصحة"، فيما قال آخرون إن "المذلة باتت مرافقة للمغاربة في كل المحافل الدولية". وكتب مدون على صدر صفحته "الفيسبوكية": "أبطال من ورق لا يصلحون لشيء إلا الهزيمة، مؤسسات ضخمة بميزانيات أضخم، ولا ميدالية سجلت في رصيد المغرب منذ سنوات، قطعنا الوصل بالتتويج وفرحة رفع العلم المغربي خفاقا منذ عهد المتوكل والكروج وعويطة"، ليلتقط آخر خيط الكلام ويتابع: "50 سنة لم تكفنا للاستفادة من فشلنا المتكرر". الدكتور منصف اليازغي، الباحث في السياسة الرياضية، اعتبر أنه من السابق لأوانه تصنيف أو وصف الحصيلة المغربية بالمتواضعة أو الضعيفة، على اعتبار أن الألعاب الأولمبية لم يمر عليها سوى خمسة أيام ابتداء من يوم الافتتاح، موضحا أن الدورة تستمر طيلة 16 يوما، مفضلا تقييم الحصيلة المغربية بعيد نهاية الألعاب بحكم أن هناك ألعابا يشارك فيها المغرب لم تنطلق بعد، ورياضات مرت لم يشارك فيها المغرب أصلا. ويرى الباحث الرياضي، ضمن حديث جمعه بجريدة هسبريس الإلكترونية، أنه لا يتوجب على المغاربة توقع المعجزة في نتائج الأولمبياد، ذلك أن النتائج تحسب بدقة قبل المنافسة؛ حيث يجتمع التقنيون ويمحصوا النتائج المحرزة طيلة السنة والأرقام المسجلة، مقدرين بذلك نتائج تقريبية للاعبين المحتمل حصولهم على البرونزية أو الفضية أو الذهبية، مؤكدا أن الصدفة أو المفاجآت التي قد تغير هذه التوقعات لا تقع كثيرا، مشيرا إلى أن "النتائج ستكون ضعيفة، حتى لا يمني المغاربة أنفسهم بالشيء الكثير"، وفق تعبيره. ولفت المتحدث إلى أن أمل المغاربة معقود على الملاكمة في شخص محمد الربيعي، وعلى ألعاب القوى في حال بلوغ السباقات النهائية، لافتا إلى أن "صناعة البطل الأولمبي" لا تتم خلال سنوات قليلة أو خلال سنة الأولمبياد، موضحا أن الصين التي فازت بأكبر عدد من ميداليات النسخة السابقة، متفوقة بذلك على الولاياتالمتحدةالأمريكية، تعتمد برامج إعداد منذ طفولة اللاعب حتى يتمكن في سن الثامنة عشرة من تحقيق لقب أولمبي، وأن الدول التي تمتلك مخططا تستثمر في النبوغ منذ الصغر، وتعمل على صقل المواهب وتقديمها للمسابقات العالمية. ويرى الدكتور اليازغي أن المغرب لا يتوفر على سياسة رياضية تعتمد على التدبير السنوي للقطاع، وبالتالي فالمغرب "يحصل على نتائج على قدر سياساتنا"، وخلص إلى أن "الوقت حان لتتبع طرق تدبير وصرف ميزانية اللجنة الأولمبية المغربية التي وضع تحت تصرفها مبلغ 33 مليار سنتيم عقب ثماني سنوات من رصدها".