ركزت الصحف الصادرة اليوم الخميس في بلدان أوروبا الغربية بشكل خاص على القضايا المتعلقة بمحاربة الارهاب سواء على المستوى الداخلي أو الخارجي خاصة بعد الضربات الجوية الامريكية الاخيرة على معاقل داعش شمال ليبيا. ففي ألمانيا اهتمت الصحف بالجدل الدائر حول نشر الجيش الألماني في الداخل والاستعانة به في مكافحة الارهاب . صحيفة (زود دويتشه تسايتونغ) اعتبرت أن وزيرة الدفاع الألمانية أورسولا فون دير لاين ، أعادت بشكل جدي النقاش حول موضوع المهام العسكرية داخل البلاد بعد حادث إطلاق النار في ميونيخ الذي تسبب في مقتل عدد من الأشخاص وجرح آخرين إلا أن الموضوع يواجه مرة أخرى معارضة قوية من كبار السياسيين . وأضافت الصحيفة أن هذا الموضوع طرح من قبل ووجد معارضة "شرسة " خاصة من أعضاء من الحزب المسيحي الديمقراطي الذي تنتمي إليه وزيرة الدفاع التي ترى أن القضية أصبحت قضية تهم كل أبناء الشعب ويفرضها الواقع. من جهتها كتبت صحيفة (دي فيلت) في تعليقها أن الأمن الداخلي والخارجي لم يعد الألماني يفصل بينهما ، إلا أنها ترى أن عملية دمج الجيش في العمليات الداخلية يتعارض مع الديمقراطية ولن يحصل على تفويض سياسي مطلق بل ممكن أن يشارك الجيش بشكل محدود جدا . واعتبرت الصحيفة أن أي هجوم إرهابي خطير رد الشرطة عليه سيكون كافيا فيما الجيش الألماني لديه دفاع ضد الهجمات من نوع آخر ويمكن أن يساعد على نقل خبرته للشرطة في حالة التصعيد وتقوية قدراتها. أما صحيفة (باديشه تاغبلات) فانتقدت هي الأخرى خطة وزيرة الدفاع ، معتبرة أنها "ربما فقدت الذاكرة التاريخية " إذ أن الحد الأقصى لمشاركة الجيش في ألمانيا تم رسمه بشكل دقيق ،اعتبارا للتاريخ الألماني الحديث أي مع نهاية جمهورية فايمار وكارثة النازية . وترى أن تقديم وزيرة الدفاع ، السياسية الطموحة ، لهذه الخطة غير مفهوم خاصة وأن الحدود الضيقة لمهمة الجيش الألماني معروفة . إلا أن صحيفة ( شتوتغارتر تسايتونغ) كانت لها وجهة نظر مغايرة ، إذ كتبت أنه "لا توجد لدى ألمانيا أي خطط للطوارئ في الوقت الراهن لمواجهة الاعتداءات الإرهابية " ، مشيرة إلى أن على الشرطة والجيش إعداد خطة مشتركة لضمان التنسيق بين هياكل القيادة وقنوات المعلومات . وأشادت الصحيفة بخطة أورسولا فون دير لاين واعتبرتها جيدة للتحرك بسرعة ضد أي اعتداء محتمل ، رغم الاعتراضات والجدل الدائر ضد نشر الجيش على نطاق واسع في ألمانيا ، والذي سيكون مفيدا في الحالات القصوى . وركزت الصحف البلجيكية من جانبها ،على التعليقات العنصرية التي نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي في بلجيكا بعد وفاة رمزي القادوري بالمغرب وهو شاب فلاماني من أصل مغربي، والضجة التي أثارتها في صفوف الطبقة السياسية. واعتبرت (لوسوار) أن " السياسات، إذا لم تكن سببا في خلق العنصرية، فقد كانت لها مع الأسف القدرة على التطبيع معها " موجهة الاتهام إلى التحالف الفلاماني الجديد، أول حزب في بلجيكا وبعضا من سياساتها، والتي تتحمل مسؤولية خاصة في هذه القضية. وأكدت الجريدة على الحاجة الملحة لخطاب راسخ، يدعو إلى استقبال وإدماج المهاجرين وكذا احترام القيم الأساسية وإدانة رفض الآخر. من جانبها، أشارت (لاديرنيير أور) إلى أن " وفاة الشاب الفلاماني من أصل مغربي بالمغرب خلقت موجة من الكراهية، مضيفة أن التعاليق العنصرية أحيت النقاش حول نشر الكراهية ". وأضافت الجريدة أن أنه خلال سنة 2015، تم فتح 109 ملفا في بلجيكا بتهمة التمييز والتحريض على الكراهية على الفايسبوك، أي بارتفاع بلغت نسبته 400 في المائة مقارنة مع سنة 2010. في إيطاليا، اهتمت الصحف بتصريحات وزيرة الدفاع الايطالية ، روبرتا بينوتي، الذي قالت أمس الاربعاء ان بلادها على استعداد للسماح للولايات المتحدة باستخدام قواعدها الجوية لشن غارات في ليبيا، وكذلك لاتخاذ التدابير الضرورية لمكافحة الإرهاب. ونقلت صحيفة "المساجيرو" تصريح السيدة بينوتي الذي أكدت فيه أمس الأربعاء أمام مجلس النواب ان ايطاليا قد تسمح للولايات المتحدة باستخدام قواعدها الجوية لشن غارات في ليبيا ضد الدولة الإسلامية في حال ما طلبت ذلك. وأضافت الصحيفة نقلا عن الوزيرة " إن الحكومة مستعدة للنظر بشكل إيجابي في طلب لاستخدام القواعد الجوية والمجال الجوي والدعم الوطني لهذه العملية، إذا تبين أن ذلك سيؤدي إلى نتيجة أسرع وأكثر فعالية من الإجراء الحالي". من جهتها ذكرت صحيفة "ريبوبليكا" أن وزيرة الدفاع وافقت على استخدام القواعد الجوية الايطالية بما في ذلك "سيغونيلا" و"أفيانو". وأشارت الصحيفة بشكل خاص الى "خطة من ثلاث مراحل" ل "تدمير الخلايا الجهادية" في ليبيا، مؤكدة أن الولاياتالمتحدة يمكن أن تطلب من إيطاليا تقديم الدعم اللوجستي ونشر سفن وطائرات هليكوبتر لخلق مجال أمن خارج ليبيا. أما صحيفة " كورييري ديلا سيرا" فكشفت أن السلطات الايطالية اتخذت عدة إجراءات ضد مخاطر هجمات في روما بعد الهجمات الارهابية التي شهدتها مؤخرا بعض البلدان الأوروبية. وبإسبانيا، اهتمت الصحف بالاتفاق الذي تم التوصل إليه بين رئيس الحكومة المنتهية ولايتها وزعيم الحزب الشعبي (يمين)، ماريانو راخوي، وزعيم حزب سيوددانس (يمين وسط)، ألبرت ريفيرا، والذي يمهد الطريق لاتفاق حول تشكيل حكومة جديدة.. وهكذا كتبت (لا راثون) أن اجتماع أمس بين زعيمي الحزبين شكل "خطوة أولى"، مشيرة إلى أن سيوددانس جدد عزمه على الامتناع خلال التصويت على منح الثقة للحكومة الجديدة، وأكد فتح مسار ل"التواصل المستمر مع الحزب الشعبي حول القضايا الاقتصادية والسياسية التي تهم إسبانيا. وتحت عنوان "الخطوة الأولى" أشارت (إلموندو) إلى التفاؤل الذي عاد إلى قصر لا مونكلوا بعد فتح الحوار مع سيوددانس عشية نكسة راخوي خلال نقاشه مع الاشتراكيين، الذين رفضوا بشكل قاطع دعمه، بل وحتى الامتناع عن التصويت لصالح حكومة يشكلها الحزب الشعبي. من جهتها أوردت (إلباييس)، أن الأمر يتعلق، بالتأكيد، بمرحلة جديدة من التعاون بين الحزب الشعبي وحزب سيوددانس، وإن كانت هذه الشراكة محدودة، لاسيما وأن حزب يمين الوسط لم يقبل التصويت على تنصيب راخوي وإنما الامتناع عن ذلك فقط. وفي سياق متصل كتبت (أ بي سي) أن التقارب بين الحزب الشعبي وحزب سيوددانس أغضب الاشتراكيين الإسبان، الذين باتوا في أعين الرأي العام أنهم المسؤولون عن الجمود السياسي الذي تعيشه إسبانيا منذ نحو سبعة أشهر، أي من انتخابات دجنبر الماضي. وفي بريطانيا، تناولت الصحف عدة مواضيع منها الاعتداء بسكين الذي وقع في لندن، والوضع الداخلي لحزب العمال المعارض و القائمة المثيرة للجدل التي تضم المرشحين للحصول على ألقاب فخرية والتي اقترحها كاميرون. صحيفة "ديلي ميل" نشرت صورا لرجال الأمن وعناصر الطب الشرعي في مكان حادث الطعن، الذي وقع أمس الاربعاء في وسط لندن، والذي أسفر عن مقتل شخص واحد (امرأة) وخمسة جرحى . وأوضحت الصحيفة أنه تم إلقاء القبض على مقترف الهجوم، وهو شاب في 19 من العمر يعاني من اضطرابات عقلية ، وفقا للشرطة ، بعد الهجوم الذي وقع في ميدان راسل بالقرب من المتحف البريطاني. من جهتها سلطت صحيفة "الجارديان" الضوء على الوضع المتوتر في حزب العمل الذي هو على شفا الانهيار منذ انتصار أنصار الخروج من الاتحاد الاوروبي ، في الوقت الذي لا يزال زعيم حزب العمال جيرمي كوربين يكسب المزيد من الانصار بين أعضاء الحزب المتمردين . وأضافت الصحيفة أن النائب العمالي أوين سميث، الذي رشح نفسه لمنصب قيادة حزب العمال، لا يزال يكافح من أجل إعطاء دفعة قوية لحملته ضد كوربين لاسيما أنه غير معروف خارج ويستمنستر ودائرة ويلز. في فرنسا تطرقت الصحف الى تعدد اخطاء دونالد ترامب، والى آخر تطورات الوضع في سوريا. وكتبت صحيفة (لوموند) ان التصريحات المستفزة للميلياردير الامريكي دونالد ترامب تستمر في الاساءة الى حملة الانتخابات الرئاسية الامريكية منذ اشهر، مشيرة الى ان هذا المرشح دعا مؤخرا الحكومة الروسية الى نشر المراسلات الخاصة لمنافسته هيلاري كلينتون والهجوم على والدي ضابط مسلم بالجيش الامريكي قتل في المعارك، محدثا بذلك صدمة كبيرة. من جهتها قالت صحيفة (لوفيغارو) ان دونالد ترامب ارتكب سلسلة من الاخطاء، مضيفة انه هاجم والد جندي امريكي مسلم قتل في العراق سنة 2004 ، والذي آخذ عليه انه لم يقم باي تضحية من اجل البلد. من جانبها ذكرت صحيفة (ليبراسيون) ان الحرب في سوريا لا زالت مستعرة بعد خمس سنوات اذ حصدت مئات القتلى ، مضيفة ان ما يقع الان في هذا البلد ستكون له تداعيات وخيمة على باقي العالم.